سلة البرتقال .. هل دخلت سن اليأس?

كثيراً ما اشرنا الى ضرورة توخي الحذر والحيطة وصب جل اهتمامنا بالفئات العمرية لاي لعبة رياضية وفق برامج علمية مدروسة بشكل يتناسب ويتماشى مع تطور اللعبة حتى تكون هذه القواعد بمثابة ثمرة يافعة نقطفها لتشكل داعماً ورافداً للفريق الأول , ولكن والحق يقال لا غنى عنكم صعوبة بناء مثل هذه القواعد وخاصة انها تحتاج الى موارد مالية كبيرة لدعمها والاحتفاظ بها خوفاً عليها من التشتت والضياع في المستقبل, وانديتنا تفتقر لهذه الموارد المالية لذلك يصبون اهتمامهم بالفرق الرجال ويدرون عليهم ما تحويه جعبتهم من اموال وما تبقى يولوه ويصرفوه على قواعد اللعبة, الامر الذي انعكس سلباً على معظم انديتنا بفرقها السلوية وادخلها في ضائقة مالية, وحتى لا يقال اننا نتحدث عن اوهام مفترضة او عن عموميات لا معنى لها فاننا سوف نشير ونضرب مثلاً حياً على ما جرى لسلة نادي الوحدة التي تعاني على ما يبدو من نقص كبير بلاعبيها الكبار الذين مازالت ادارة النادي تعول عليهم الكثير والحقيقة ولن نبتعد عنها مهما حصل ان هؤلاء اللاعبين قد وصلوا في العمر عتياً بل اصبحوا يشكلون عبئاً ثقيلاً تمجه النفوس ولم يعد باستطاعتهم تقديم شيء جديد للفريق, هذه الحقيقة التي تعيشها سلة نادي الوحدة اكدها مدير الفريق طريف قوطرش عندما اشار بان فريقه يعاني من نقص اللاعب البديل المناسب ونحن نوافقه الرأي لانه ليس من الممكن والمعقول ان نصنع لاعباً في يوم وليلة يضاهي مستوى انور عبد الحي او فايز حناوي او حتى طريف قوطرش ويكون البديل المناسب.

fiogf49gjkf0d


لكن من الواجب ان لا نصل لمرحلة اليأس ونبقى نتغنى بالماضي لانه ليس صحيحاً ان نبقى نلغي الوقت ونكيل الاتهامات على غيرنا جزافاً ونتهمهم بالتقصير, لذلك علينا ان نعمل وبهدوء من اجل بناء فريق على اسس علمية مع ايلاء اهتمامنا بقواعد اللعبة واعطائها الاولوية حتى نستطيع ان نقطف ثمار جهودنا في المستقبل الذي لا يحمل لنا دائماً هداياه المفرحة وعلى ما يبدو بان هذا التراجع لسلة الوحدة لا يقتصر فقط على المستوى الفني فقط وانما هناك عدة امور لابد من الوقوف عندها والاشارة اليها وتتعلق بالناحية الادارية التي تدير النادي فنحن قد حذرنا من خطورة وجود اصحاب رؤوس الاموال على رأس هرم انديتنا والعابنا الامر الذي يدعو للقلق على مستقبل رياضتنا لانها سيبقى مصيرها متعلق بيد أصحاب هذه الاموال التي تتصف بالمزاجية, فمن المتتبع لنتائج نادي الوحدة يدرك بان الخط البياني لجميع العابه هذا الموسم اخذ بالانحدار وبشكل مريع الامر الذي ينذر بوجود مشكلة ادارية بحتة تتعلق برئىس النادي الذي لا يلبث ان يعقد اجتماعات ولا يتوانى فيها عن اطلاق العنان لاتهاماته بطريقة لا تخلو من السخرية وبلهجة خطابية قاسية , فمن المؤسف جداً ان يصل رئىس نادي الوحدة باتهاماته والتي لم تعد تنطلي على احد لانها عبارة عن فقاعات مائية لا تلبث ان تتلاشى بمجرد ملامستها الواقع ويقوم بتوجيهها لرئيس اتحاد كرة السلة صاحب التاريخ الرياضي الحافل ويعتبره الشماعة التي يريد ان يعلق عليها نتائج ناديه بمسابقتي الدوري والكأس مستخدماً الفاظاً تدل على قلة الخبرة التي يملكها كي تؤهله لادارة نادي كبير كالوحدة متناسياً بان فريقه لم يكن بمستواه المعهود منذ بداية العام وان هناك حالة من الارتباك والتخبط تسيطر عليه ويعود ذلك للاسباب التي ذكرناها انفاً وهي ضعف الخبرة الادارية لمهنة ادارة النادي الحالية?‏


فما جرى في المؤتمر الصحفي من اتهامات والفاظ خادشة للحياء ضد خبراتنا الوطنية واتحادنا السلوي هو خروج صارخ عن كل الاعراف والقيم الانسانية وتعد غير مسبوق على الاخلاق والروح الرياضية, فالرياضة قبل كل شيء ربح وخسارة واخلاق وسمو وقيم ومنافسة شريفة ولا يمكن ان تكون بيوم من الايام مرتعاً لقلة من هؤلاء اصحاب رؤوس الاموال الذين يعتبرون بانهم باموالهم يستطيعون فعل ما يريدون برياضتنا متناسين بانهم بهذه الافعال لا يصلون الى نتيجة ايجابية بل على العكس سيزيدون الحساسية بين انديتنا لذلك يجب ان يعلموا هؤلاء ان قوة المال لن تفيدهم في زمن صار فيه الوضوح اساس كل شيء فالمال وحده لا يمكن ان يصنع رياضة عصرية على الرغم من ضرورته واهميته بل يلزمه من يديره من خبرات ادارية مؤهلة لها باع طويل وتاريخ رياضي حافل تقوم على توظيف هذه الاموال بطرق سلمية وتقيه شر الصرف العشوائي الذي اوصل معظم انديتنا الى الهلاك والافلاس?‏


اذهبوا عن رياضتنا يا اصحاب رؤوس الاموال اذا كنتم تريدون ان تسيطروا على رياضتنا اتركوها فهناك الكثير من الخبرات هؤلاء الذين يملكون امكانيات حقيقية و تصميماً للتفاني واستعداداً للعطاء الصادق والمنتج بعيداً عن صناع المكياجات التزينية الذين لا يملكون سوى اموالهم.‏


نادي الوحدة يعتبر من اعرق الاندية وفيه الكثير من الخبرات التي يمكن ان تديره وتعمل على ايصاله الى ما يصبوا اليه بعد انحسار معظم محبيه وعشاقه بسبب نتائجه المخيبة للآمال منذ بداية الدوري الحالي, ما نطلبه من نادي الوحدة ليس مستحيلاً بل هو بغاية السهولة على ان يتم وضع الرجل المناسب وصاحب الخبرة بالمكان المناسب لانه ليس صحيحاً ان نقبل باشخاص يديرون انديتنا وهم لا يملكون من وضوح الرؤية شيئا ولا يهمهم الا انفسهم ومصالحهم الشخصية, فيجب ان نترجم الاقوال الحسنة الى افعال وان تنتهي الظاهرة الصوتية الفضفاضة عند حدود الاحترام المتبادل, ويجب ان يدرك المعنيون بادارة نادي الوحدة, ان التاريخ لن يرحم من كان بطلها واعتلى منصة التتويج في ماليزيا فهل من متعظ او مستجيب?‏

المزيد..