ريشة الجينز واتحاد ينتظر المحاسبة!

تسنى لي حضور احدى بطولات الجمهورية للريشة الطائرة الكاملة على مدى ثلاثة ايام في مدينة حلب, وقد حفزني على الكتابة عدد من الملاحظات التي رافقت البطولة وما سبقها من معسكرات اعداد لذات الفئة, وارجوا ان اكون موفقاً بالتحليل بحيادية علماً ان هدفي هو المشاركة بتصحيح العمل لتصويبه للوصول للحالة الأفضل وليس النقد المجرد او التجريح. ولتلك البطولة خلفيات وظروف لابد ان نثبتها لكي ننطلق في توصيفها, واذا تجاهلنا انه تم في هذا الموسم رفع سن هذه الفئة عام »ونحن نعلم السبب الحقيقي لذلك«, فالبطولة هي اولاً مؤجلة من موعدها الاصلي بحوالى اربعة شهور لاسباب غير مقنعة وثانياً هي حدثت بعد اخذ وجذب واخطاء سبقتها رافقت تشكيل بعثتين للسفر الخارجي تشملان لاعبين من ذات الفئة اضافة لوجود استحقاق عربي سيمثل القطر فيه لاعبون من هذه الفئة ايضاً, وثالثاً ان الاتحاد بنظرته الاستراتيجية حسب التصريحات النادرة لبعض اعضائه ان جل اهتمامهم هو هذه الفئة. وبالعودة الى البطولة نرى انها بالتوصيف العام ناجحة من حيث التنظيم الذي قام به عضو الاتحاد محمد بيروتي والعتيق بالتنظيم اسماعيل خليف وقد ساعد في ارتقائها المشاركة الوفيرة للاعبين واللاعبات, وتميزت من حيث المستوى الفني الذي ظهر فيه بعض لاعبي كل من القنيطرة وحلب ودمشق والحسكة والسويداء والرقة ذكوراً رغم غياب ثلاثة من متفوقي هذه الفئة ببطولة خارجية تم انتقائهم مزاجياً وهم لاعبين من دمشق ولاعب من حمص, اما اناثاً فتميزت لاعبات دمشق وحمص والرقة حيث انه لم يكن بمقدور احد ان يتنبأ لمن ستؤول المراكز الاولى لشدة المنافسة وتقارب المستوى. بالنسبة لفئة الناشئين فقد اجاد الاعبون حتى دور ال¯ 16 كافة المهارات الاساسية من ضربات الابعاد والاسقاط والضربات الساحقة والاستفادة من الارسال والتنويع فيه, وامتاز نصف هذا العدد تقريباً بالتمويه من الخلف وعلى الشبكة, وقد استفاد لاعبو المراكز الستة الاولى من اتقان هذه المهارات لتوظيفها في الاداء التكتيكي الذي اوصلهم لهذه النتائج دون الآخرين وقد ظهر بمستوى مبشر كل من اللاعبين مازن هلال »القنيطرة« وغيث مصطفى »حلب« وعمار عوض »دمشق«, وايهاب زهر الدين »السويداء« ومحمد خليف »الرقة« ومحمد داود »الحسكة« مرتبين حسب نتائجهم, وابرز الغائبين كانوا جهاد كريم وفايز مطر »دمشق« ومحمد سواس »حمص« كما ذكرنا في معسكر خارجي وكان باستطاعة من اجل البطولة لعدة شهور انتظار اسبوع آخر لحين عودتهم, وهم ان كانوا قد استفادوا من معسكرين خارجيين متتاليين الا انهم حرموا من المشاركة ببطولة فئتهم لاثبات جدارتهم, الا اذا كان ذلك تكتيكا مقصوداً لتلافي عملية الانتقاء المزاجي الذي تم تسفيرهم على اساسه.

fiogf49gjkf0d


أما فئة الناشئات ومع اعتقادنا ان بطلات هذه الفئة هن أمل سورية بالمستقبل »دون الفئات الأخرى ففئة الشابات لهذا العام اقتصرت المميزات فيهن على اثنتين فقط واحداهن بعيدة أيضاً حتى عن مستوى الناشئات« الا ان اللاعبات لا يتجاوزن الخمسة فقط مع ومضات من الحسكة والسويداء, وقد اتقنت كل من رولا مطر ودانة خفاجي ورشا ضوا »دمشق« وسارة حجار »حمص« ضربات الابعاد, وبمهارة اقل كان اتقانهن لمهارات الاسقاط وخاصة من قرب الشبكة اما الضربات الساحقة فلم تكن بالفعالية الكافية لحسم النقاط, اما المفاجأة الحقيقية في هذه الفئة وفي البطولة فكانت اللاعبة الواعدة بشرى المهاوش »الرقة« المنطلقة للأمام بسرعة وقوة والتي حازت على المركز الثالث رغم خبرتها القليلة وعدم اتقانها لكافة المهارات كما اللاعبات المذكورات سابقاً الا ان جذيتها وقتاليتها فاجأت الجميع ولم يعوا ما حدث الا عندما كانت بشرى قد تفوقت عليهن وهددت حتى صاحبتي المركزين الاول والثاني وحجزت مكانها ضمن المشاركات في البطولة العربية للشابات رغم ان هناك من هن اميز منها ولكن منطق الفوز الذي حققته فرض نفسه »وسأعود لذلك الموضوع لاحقاً« وأنا بدوري اشد على يديها واشجعها وهي القادمة من محافظة بعيدة لا تتوفر فيها الامكانيات الجيدة للتفوق. وبالعودة لربط المقدمة مع النتيجة التي آلت اليها البطولة نستنتج صدق وصحة ما سبق وان وضحناه سابقاً من ان هناك لاعبين ولاعبات مميزات في هذه الفئة تم استبعادهن من معسكرين خارجيين كان الانتقاء لهما استناداً لاراء فردية ولم يوفق الاتحاد بتحقيق العدالة مبتعداً عن ايجاد ضوابط ونواظم للمعسكرات والمشاركات الخارجية, وقد سألنا حينها بعض اصدقائنا عن سببب هذا التخبط فقيل لنا بأن اغلب اعضاء الاتحاد لا يعرفون لاعبي هذه الفئة ولا يستطيعون تميز الافضل وان تلك المسألة تركت للفنيين, وانا هنا أسأل: كيف سيتسنى لاعضاء الاتحاد تقويم اللاعبين واحقيتهم بعضوية المنتخبات اذا لم يحضروا البطولات?!.. فمثلاً في بطولة حلب حضرت رئيس الاتحاد لفترة واحدة فقط يوم بدء البطولة هي وأمين السر واختفوا باقي ايام البطولة حتى انه لم يوجد من يقوم بالتتويج وبقي من اعضاء الاتحاد الفنيين اثنين ولم يبقوا بصفتهم اعضاء اتحاد فالأول وجد باعتباره من المحافظة المنظمة وهو مدرب للاعبين المشاركين من حلب والثاني بقي بصفته مدرب لدمشق واعتقد ان عدد من اعضاء الاتحاد لابد وانهم مكلفين بلجنة الامور المستعجلة وغيرها في هذه البطولة ومع ذلك لا اقر لاحد منهم, فكيف سيرون الجيل الواعد لهذه الرياضة ويخططون وينظرون لهم وهم بعيدين عن اجواء البطولة. وبالعودة لموضوع انتقاء منتخبات هذه الفئة وخاصة فئة الاناث فإنه وان كان الاتحاد قد استدرك خطأه بعد معسكر الاردن ودعى نخبة من لاعبات سورية وتم انتقاء ثمانية منهم بعد تصفيات لمعسكر تدريبي استعداداً للمشاركة في البطولة العربية للشابات وقد ثبت بعد التصفيات بان اللاعبات اللواتي اشرن اليهن وتم استبعادهن سابقاً جئن بالمراكز الاولى وهن سارة حجار ودانة خفاجي ورشا ضو, ولكن عاد الاتحاد ليخطئ من جديد بان اعلن قبل بطولة الناشئات بان الفائزات بالمراكز الثلاثة الاولى سيمثلن المنتخب بالبطولة العربية القادمة بالاردن وذلك اهدار للمعايير التي يجب ان تتوفر بالانتقاء على اعتبار ان تشكيل اي منتخب يخضع لعملية تقويم المعسكر التدريبي وآراء المدربين والاداريين واداء اللاعبين خلال كامل فترة المعسكر التدريبي وان بطولة الجمهورية هي موضوع أخر لا يمكن الركون اليه بشكل مطلق بالتقويم والا فما فائدة المعسكر التدريبي?.‏


مواقف:‏


لاعبة من حماة واخرى من درعا نزلتا ارض الملعب بالجينز ولعبتا مبارياتهما بهذا المظهر غير الرياضي ولم ينذرن او يستبعدن من البطولة!‏


الصالة التي انجزت فيها البطولة تدريبية وغير مهيأة لاستضافة البطولات.‏


ومع ذلك فهنيئاً للاعبي حلب استقرارهم التدريبي في تلك الصالة وبمواعيد يومية ثابتة.‏


بذل اداري دمشق جهوداً كبيرة لتأمين اقامة فريقه وجهوداً اكبر لضبط اللاعبات!!!‏


مفارقات:‏


-حضر عضو المكتب التنفيذي فاروق سرية منافسات اليوم الاول وهي ضعيفة المستوى الفني وذلك بصحبة رئيسة الاتحاد وبقي حتى ساعة متأخرة.‏


– بطل الناشئين مازن هلال من القنيطرة لم يدرج اسمه في البعثة المشاركة ببطولة شباب العرب أسوة بالناشئات.‏


– شكوك بان اغلب اللاعبين المشاركين في البطولة العربية للشباب اعمارهم مزورة ونخشى في حال افتضاح امر تزوير اعمال لاعبينا في الاردن ان نقع بمأزق جديد للرياضة السورية بعد فضيحة المشطات بالاثقال.‏


– خسر لاعب دمشق فايز مطر العائد من معسكرين خارجيين احدهما في اندونيسيا امام ثاني بطولة الناشئين الاخيرة غيث مصطفى من حلب في مباراة من الدوري بعد ثلاثة ايام من البطولة!!.‏


وخسر ايضاً جهاد كريم من دمشق ايضاً وكان في ذات المعسكرات الخارجية مع خامس الناشئين محمد خليف من الرقة في مباراة ودية قبل عدة ايام.‏


نقاش جديد:‏


بعد استعراض لواقع بطولة الناشئين والتنويه لعدة ملابسات تتداخل معها لمنتخبات هذه الفئة وللجنسين ومن خلال قراءة نتائج البطولة مع نتائج تصفيات المعسكر الداخلي لذات الفئة والمدتاخل مع فئة الشباب وكذلك المعسكرات الخارجية التي احتكرت لمصلحة بعض المدللين ودون اسس انتقاء صحيحة, وبعد هذا الكم الذي يطمئن من اللاعبين المهيئين كبدائل في حال تم الاهتمام بهم وانصافهم واتخاذ منهج التخطيط العلمي لاعدادهم الاعداد الصحيح واللائق بعيداً عن المحسوبيات والقرب والبعد من اصحاب النفوذ والقرار, افلا يجدر بالقائمين من اعلى سلم الهرم ان يقفوا وقفة موضوعية تحليلية واستقراء جملة من النتائج حول الواقع الحقيقي وانصاف المبعدين والمهمشين من اللاعبين والذين ليس لهم ظهر بالاتحاد, وزجهم في المعسكرات والبطولات الخارجية لصقلهم وتهيئتهم كرديف للحفاظ على سمعة الريشة السورية??!! ..‏


وألا يجدر بالقيادة الرياضية بعد ثبوت عدم المصداقية بالانتقاء والتسفير المزاجي ان تحاسب من قام باتخاذ تلك القرارات وعدم التستر على المخطئين باعتبارهم لم يقولوا قول الحق في مسائل تخص المصلحة العامة?!!!‏

المزيد..