عادت منذ ايام بعثة مصارعتنا المشاركة بدورة المتوسط تحمل في حقيبتها خمس ميداليات ثلاث للمصارعة الحرة وميداليتين للمصارعة الرومانية.
النتائج جاءت مطابقة للتوقعات فمن حمل ميداليات الدورة تعهد بتوقيعه للموقف الرياضي قبيل المغادرة بميدالية ومن ابتعد كانت الاصابع تدل عليه منذ البداية.
النتائج ايضا قد حققت طموح العاملين في اتحاد المصارعة الذين ترقبوا الدورة وتأملوا ميدالياتها المتنوعة لتكون وسيلة لاظهار انفسهم فراحوا يسندون الميداليات المحققة لجهودهم ولتشكيلة اتحادهم.
فاز بالنزال النهائي: فأين الذهب?
ولكن للامور وجهها الاخر يكشفها المصارعون المشاركون ففراس الرفاعي الذي حمل فضية الدورة كان قد فاز في النزال النهائي على المصارع الاسباني فكيف نال البرونز اولا لتعدل فيما بعد للفضة ولماذا لم يحمل الذهب فيقول: لو تواجد معنا الحكم الجدير والاداري القدير لكان الذهب في يدي فلقد لعبت النزال النهائي وفزت فيه الا ان الدورة قد اتبعت مايشبه نظام الدوري فتعادلنا بعدد الفوز والخسارةاي بالنقاط الايجابية وهنا استسلم اداريي المصارعة وقبل بالبرونز دون اي اعتراض ولولا مطالبة المدرب المرافق جلال بكر ومساندة رئيس البعثة عبد الفتاح الاميرلضاعت الفضة ايضا فأين التحكيم والتنظيم المرافق الذي كان من المفروض فيه تنبيهي وتنبيهه المدرب لمثل هذه الحالة فعوضا عن تحطيم معنوياتي بأن يقال لي قبل النزال»حتى لو فزت بالمباراة النهائية فأنت صاحب البرونزية, كان عليه ان يقول ان اردت الفوز بالذهب عليك ان تسبق المصارع الاسباني بالنقاط الفنية فلا تكتفي بالفوز عليه بنقطة.. ولقد كان بإمكاني فعل ذلك لكنني لا اعلم بالقانون ولامدربي يعلم وليس من شأنا ان نعلم فهذه امور تنظيمية وتحكيمية كان على الاختصاصي لفت انتباهنا اليها.
ثمن الفضية عمل جراحي لاذن الرفاعي
لفراس الذي كان نجم البطولة حسب وصف متابعيها قصة فبعد فوزه بالفضية ازداد وضع اذنه المصابة مسبقا سوءا مما ادى الى نقله الى المستشفى الذي يبعد مايقارب 40 كم عن القرية الاولمبية وفي هذا يقول حققت الميدالية الفضية ومع ذلك لم اجد الاداري المعني عن المصارعة الى جواري حين نقلت الى المشفى ولولا عناية المدرب الخاصة لما تخطيت هذه الازمة بسهولة ولكن ذلك لم يترك اثرا سلبيا فلقد عوضه رئيس البعثة المرافق الذي تابع عن كثب نتائج العمل الجراحي لما بعد منتصف الليل ليزورني في المشفى ليطمئن عن صحتي السابعة صباحا فأنساني بذلك الالم وهنا لابد من السؤال لمصلحة من هذه التخبطات التي خاضته مصارعتنا في الدورة فكيف للمدرب المرافق للمصارعة الرومانية ان يعمل كحكم فيترك امور التدريب للاداري ومع ذلك وفور عودتنا نحمل المدرب المسؤولية فكيف ذلك.. اليس العمل متكاملا.. اليس القانون من اختصاص الحكام.. اليس المطالبة بحق اللاعب واجبات الاداري لكل ذلك فما سنقوله ليس تقزيما للانجاز ولا تقليلا من شأنه لأنه الافضل حتى الان ولكن يجب ان لايكون مستندا بيد احد ضد احد فيقال ان الميدالية قد اتت بجهود اتحادية وبدراسة ومتابعة او دعم.. فالتقصير واضح لأن اتحاد اللعبة لم يقدم شيئا للمصارعة التي حرمت كليا من المعسكرات الخارجية اوالداخلية القوية المشتركة وحرمت من المشاركات العربية والدولية وعاشت بظلام عدم الالمام بالقانون وتعديلاته جراء عدم المشاركة بالبطولات ولو عرفت التعديلات لاستطاع الرفاعي تسجيل نقاط من شأنها ان تجعل ميداليته ذهبا وقد اتيح له ذلك حسب تصريحاته مع المصارعين»اليوناني والفرنسي والاسباني«..
المصارعة الحرة تحسنت والرومانية تراجعت
ولنكن واقعيين اكثر نقول بالنظر الى نتائجنا عن كثب ومقارنتها مع الدورة السابقة نجد ان للمصارعة الحرة سابقا فضيتان للاسطة وللرفاعي.. اما اليوم فلقد عادت بثلاث ميداليات فضيتان وبرونزية واثنتان منهما تسجلان للمرة الاولى فضية مازن قضماني وبرونزية عقيل فاحلي وبهذا تميز واضح للمصارعة الحرة يؤكد المصارعون ان المدرب والالتزام بالتدريب هما الاساس فيه لأنه وقبل بدء المعسكر المغلق كان مصارعونا يمارسون تدريباتهم دون انقطاع ومنهما الرفاعي والقضماني
من كل ماتقدم نجد ان على اتحاد المصارعة الا ينبهر بهذه النتيجة الجيدة بل ليأخذها درسا يعيد على اساسه جدولة اعماله وبدقة فائقة فبالوقت نفسه الذي يسجل فيه اللاعب الواعد مازن قضماني انجازا ويحمل الفضية لأول مرة يبتعد بطل المتوسط احمد الاسطة الذي تعهد امام الجميع والذي اصر اتحاد اللعبة على اشراكه عن اي من المراكز بعد ان خسر جميع نزالاته ليؤكد ان من عمل على ابعاده عن المشاركة كان محقا بتوقعاته.. كذلك نجد خطأ اتحاد اللعبة الذي ابعد جمال الاحمد فحسب ماتبين من نتائج في وزن 60 كغ كان من المتوقع ان يحمل الاحمد احدى الميداليات.
وفي الرومانية فالوضع رغم النتائج لايبشر بالخير فالصالح الذي حمل البرونز كان يحمل فضية الدورة الماضية فيما حافظ الناشد على برونزيته دون اي تطور على مستواه »فالمراوحة بالمكان لاتعني المسير«وهذا يدل على خلل من نوع ما ادى الى هذا التراجع .. كل هذا يقودنا الى دراسة المصارعة الحرة وما الجديد الذي دخل اليها وتعميمه على المصارعة الرومانية سيما وان المصارعتين قد لاقتا المتابعة اليومية والاهتمام ذاته من الاداري المعني بالمنتخب ولاقتا الحرمان نفسه من التجهيزات والمعسكرات والمشاركات فإن تتطور مصارعة وتتراجع اخرى يعني ان وقفة جادة لوضع النقاط على الحروف لابد منها وقريبا جدا وبعيدا عن اي حساسيات او تحيزات تذكر فبهذا فقط تتطور المصارعة.