خيم الحزن مرة اخرى على وجوه عشاق ومحبي كرة السلة السورية, بعدما صدر قرار من اتحادنا السلوي يقضي بعدم مشاركتنا بتصفيات غرب آسيا لمنتخبات الرجال والتي اقيمت مؤخراً بلبنان والمؤهلة بدورها لنهائيات امم اسيا بقطر,
جاء هذا القرار ليعقد الدهشة والوجوم على متابعي اخبار سلتنا التواقين وبشوق لرؤية منتخبنا السلوي للرجال ينافس الكبار ويزيل غيمة التشاؤم التي لازمتنا منذ سنوات ويعود كما كان سابقاً في جميع المحافل الرياضية العربية والدولية, ومما لا شك فيه بان سلتنا مازالت تائهة وسط العاصفة تتقاذفها الامواج العاتية فتعلو بها تارة لتلامس عباب الفضاء ويخبو بريقها تارة اخرى ليتلاشى في غياهب النسيان, ومن المعروف بان العمر التدريبي للاعب السوري ناقص لانه بحاجة لجرعات تدريبية مكثفة ليصل للمستوى الفني المطلوب وذلك يعود لعدم توافر عدة مقومات اساسية للاعب لدينا اهمها عدم وجود صالات تدريبية خاصة بكل ناد مع العلم بان وجودها اصبح ضرورياً وحيويا بالنسبة للاعب كرة السلة والسبب الثاني والاهم هو عدم وضعف مشاركاتنا الخارجية لجميع المنتخبات الامر الذي ينعكس سلباً على مستوى اللاعب لدينا وكل ما يهمنا ان نجد ونبحث عن مشاركة مجانية لا تكلفنا المال الكثير متناسين بان سلتنا اصبحت في وضع صعب وهي بحاجة لمن ينقذها من محنتها هذه.
وها نحن نعتذر عن مشاركتنا بتصفيات غرب آسيا ولم نشارك في دورة الالعاب المتوسطة فما هو السبب ولماذا نسعى بايدينا الى تضييق دائرة مشاركاتنا الخارجية, هذه الاسئلة لابد, بل من الواجب علينا ان نقف عندها ونكشف ما يدور خلف كواليس اتحادنا السلوي الذي جعلنا بعد هذه الاوضاع الصعبة نحلل ونستنتج بان طريق سلتنا الذي سيوصلها للنجاة مسدود ولا امل فيه.
فاذا تأملنا وعدنا بشريط ذاكرتنا للوراء وبدأنا نقلب صفحات الماضي البيضاء لسلتنا ينتابنا شعور بالفخر والاعتزاز وتغزو الابتسامة شفاهنا وتمتلىء قلوبنا بالسعادة عندما تتقافز امام مخيلتنا صور منتخبنا الوطني للرجال بكرة السلة سابقاً وهو يعتلي منصات التتويج ويكسب احترام الجميع ويترك انطباعاً حسناً لدى الجميع لكن سعادتنا لا تلبث ان تتلاشى عندما ينتهي شريط الذكريات الجميل ليبدأ شريط الرعب والانتكاسات لسلتنا والتي لازمها ذلك منذ سنوات ليست ببعيدة هذه الانجازات الماضية لسلتنا تحققت في ايام الشح الماءي لرياضتنا, فلا امكانات مادية متوفرة ولا احتراف ولا عقود برواتب مادية كبيرة, لكنها تحققت بفضل التخطيط السليم والعمل الدؤوب والنية الصادقة والانتماء الحقيقي للعبة وبفضل هذه الامور وصلنا الى ما نريد ودخلت سلتنا وبقوة دائرة المنافسة واصبحت من اقوى الفرق العربية ويحسب لها الف حساب, فما جرى لنا ولماذا كل هذا التراجع?
صحيح ان الرياضة اصبحت في عصرنا هذا بحاجة دائمة وضرورية لتواجد العنصر المادي الذي يعد العمود الفقري لها, لكنه في نفس الوقت يصبح ضاراً لها في حال عدم وجود كوادر وخبرات وطنية قادرة على توظيفه بشكل سليم يتناسب مع هذه الرياضة.
فجاء اعتذارنا في العام المنصرم عن مشاركتنا بالدورة العربية التي اقيمت بالجزائر ليكون بداية لجملة اعتذارات متلاحقة قسمت ظهر سلتنا واخضعتها الى واقع من الصعب تجاوزه بالمدى المنظور متذرعين وكعادتهم بان اعتذارنا جاء لعدم توفر المال الكافي للسفرة والاقامة مع العلم بان جريدة الموقف الرياضي وفي تصريح لها من قبل رئيس اتحاد كرة السلة الدكتور حازم السمان وقبل فوزه بالانتخابات عندما قال وبصوت عال ملؤه الامل نحن سنفتح ونوسع دائرة مشاركاتنا الخارجية لما لها من اهمية تذكر, ولن نقف عند منتخب الرجال بل سيكون هناك تجمع دائم لجميع المنتخبات »رجال – شباب – اولمبي – سيدات« عندما قال هذه الكلمات شعرنا بان الصدق ممزوج بكلماته لانه انسان مفعم بالامل والحيوية, لكن كل احلامه ذهبت ادراج الرياح وتحولت بقدرة قادر الى كوابيس لازمته وشكلت عليه عبئاً ثقيلاً بعدما اطلقوا له العنان لتصريحاتهم الرنانة ووعودهم بانهم سيكونوا مع الاتحاد في كل صغيرة وكبيرة ولن يقفوا عند اي طلب يطلبه اتحادنا السلوي في سبيل تطوير اللعبة والارتقاء بها?
اين ذهبت وعودكم في المكتب التنفيذي الم تدركوا بانكم قد اوصلتم رياضتنا الى الحضيض بفضل سوء تخطيطكم وضبابية رؤيتكم وترككم للجوهر وانشغالكم بالمظاهر البراقة التي لا تلبث ان تتلاشى, ام انكم تخافون ان تعود سلتنا بنتائج مخيبة لكم الامر الذي يشكل عليكم وعلى كراسي مكاتبكم المريحة تهديداً مباشرا, الى متى ستبقون على هذه الطريقة خذوا ما تريدون واتركوا لنا سلتنا نفعل بها ما نريد لاننا نحبها ونحترمها ونريد لها مستقبلا مشرقا وسنعمل بكل مالدينا من طاقات لنصل بها الى منصات التتويج ارضوا هذه الجماهير التي احبت سلتنا وزينت مدرجات صالاتها لا تتركوها تعود بادراجها والحزن يعصرها, انقذوا سلتنا وافتحوا باب المشاركة لها لانها بحاجة ماسة للاحتكاك عسى ولعل ان تستيقظ من سباتها وركودها لتعود بقوة الى ما كانت عليه كبيرة بسمعتها انيقة بمستواها متوهجة ببريقها?
وانتم يا اتحادنا السلوي لن نحكم عليكم بالفشل لاننا نعرف البيرو غطاه تعملون حسب امكاناتكم لانكم تحبون هذه اللعبة وتسعون الى الارتقاء بها, لكننا ما نريد منكم ان تبقى اصواتكم عالية بوجه كل من يريد وضع العصي بعجلة تطور سلتنا وان لا تسكتوا عن حقكم ابداً لان الساكت عن الحق شيطان اخرس, اعملوا بهدوء واصبروا قليلاً فلابد ان ينقشع الضباب ونحقق معاً الآمال.