متابعة- شيرين الغاشي:
في ملاعب ووهان التي استعادت بريقها بعد سنوات من الغياب، يتجه أنظار عشّاق التنس إلى نهائي استثنائي بنكهة أمريكية خالصة، يجمع بين جيسيكا بيغولا وكوكو غوف، مواجهة تحمل في طياتها صراعاً بين الخبرة والحلم، بين هدوء التجربة وشغف الشباب. بيغولا، التي واجهت المصنفة الأولى عالمياً أرينا سابالينكا في نصف النهائي، دخلت المباراة مدركة تماماً أن الفوز لا يُنتزع بالقوة فقط، بل بالعقل والصبر. ورغم خسارتها المجموعة الأولى (2-6) إلا أنها استعادت توازنها بسرعة، غيرت إيقاع اللعب وكسرت أسلوب سابالينكا القائم على القوة والاندفاع، لتفرض سيطرتها بهدوء وحنكة وتفوز بالمجموعتين الثانية والثالثة (6-4) و(7-6) مؤكدة أن الذكاء التكتيكي يمكن أن يكون السلاح الأقوى أمام القوة البدنيّة.
في الجانب الآخر، واصلت كوكو غوف تألقها اللافت، وبدت أكثر نضجاً وثقة من أي وقت مضى. تفوقت على الإيطالية جاسمين باوليني بمجموعتين نظيفتين (6-4) و(6-3) خلال ساعة واثنتين وعشرين دقيقة فقط، لتبلغ أول نهائي لها في ووهان وثالث نهائي في بطولات الأساتذة ذات الألف نقطة، لم تكن المباراة بالنسبة لغوف مجرد انتصار رقمي، بل إعلاناً عن مرحلة جديدة في مسيرتها، مرحلة تتحول فيها الموهبة إلى بطولة، والحلم إلى واقع. ومع تأهل الثنائي الأمريكي إلى النهائي، في مواجهة بين جيلين وفلسفتين: بيغولا تمثل المدرسة الكلاسيكية التي تعتمد على الهدوء والاتزان، بينما تجسد غوف روح الجيل الجديد بكل ما تحمله من سرعة وجرأة وشغف. ووهان ستكون مسرحاً تقاطع الخبرة بالطموح، ولحظة يلتقي فيها الماضي بالمستقبل في مشهد يعكس عودة التنس الأمريكي إلى الصدارة. فسواء حملت الكأس يد بيجولا الهادئة أو ارتفعت بقبضة غوف الشابة، فإن النتيجة الأهم أن أمريكا عادت لتكتب من جديد؛ فصلاً مضيئاً في تاريخ اللعبة الصفراء.