كتب – غانم محمد:لا يهمّني من قاد فريق الاتحاد إلى هذه النهاية, لأننا وباختصار ولو علّقنا مشانقهم فالوضع لن يتغيّر بسهولة وما خرب قد خرب!
وقفنا على الحياد طوال الفترة الماضية في موضوع
الصراعات الداخلية في هذه المؤسسة الرياضية العملاقة, خاطبنا إدارة النادي ورجونا المعارضة وحرّضنا الجمهور ولفتنا نظر القيادة الرياضية لكن وكما يبدو فإن مصير هذا النادي لا يهمّ أحداً!
كان الجميع ينتظر (إبرة مخدّر) لكن بطولة دوري المحترفين ذهبت إلى نادي الكرامة وبالتالي لن تنفع كلّ الإبر المسكنة وقد وصلنا إلى مرحلة الكيّ في العلاج!
هذا النادي أيها السادة ليس ملكاً لإدارته ولا للمعارضين لهذه الإدارة وليس عرضةً لتقلّبات الأمزجة في القيادة الرياضية من حلب إلى البرامكة!
هذا النادي لمَّ وسيلمّ في محرابه كلّ المحبّين للرياضة ولن تستطيع قلّة مخربة أن تعلن نهايته وصرخات الاستغاثة التي وصلتني بعد الخسارة المذّلة أمام فريق أصفهان الإيراني قد أصابت فينا مقتلاً…
البعض استقال, والبعض ابتعد وانقسم من بقي بين باحث عن تبرير لما يفعل وبين معارض لما يفعله الآخر, والمحاولات المتواضعة لإصلاح ما أفسده الاتحاديون لم يكتب لها النجاح!
لو كان النادي يخصّ السيد عمر كيال وإدارته فقط لقلنا: ليفعلوا ما يحلو لهم فالنادي ملكهم وهم أحرار فيه, ولو كان النادي للمعارضة الاتحادية لوقفنا إلى جانبها أيضاً من حيث حريتها بفعل ما تريد, ولكن النادي لنا ولكم, نحن الباحثين عن فسخة خضار في رياضتنا الوطنية وسط هذا الغبار الكثيف, ولكم أنتم العاشقون حتى الثمالة, أنتم الذين جئتم بعشرات الآلاف لمواكبة فريقكم على الأمل الأخير في مباراة الاتحاد والكرامة ولو كان الملعب يتسع ل (150) ألف متفرّج لامتلأ عن بكرة أبيه, وإياكم أن تفرطوا به أو تسمحوا لأحد أن يعبث به… على الهاتف سمعت صوت السيد محمد أبو عباية وهو يوجّه صرخته وخطابه لجمهور الاتحاد المصدوم بالخسارة أمام أصفهان بالخمسة: لقد وصلت رسالتكم للموقف الرياضي وهاهو الأستاذ غانم معي على الخطّ, ولا أخفيكم أن حرقة تلك الصرخة أدمت مسمعي!
لا أستطيع أن أشخّص الأسباب الحقيقية لما يحصل في نادي الاتحاد, ولا أستطيع أن أقدّم الحلّ كاملاً, ولا أستطيع أن ارمي الكرة في ملعب فريق وأزيحها من ملعب فريق آخر, الشيء الوحيد الذي أستطيع الجزم فيه هو أن نادي الاتحاد يحترق وفيه أكثر من نيرون واحد!
نادي الاتحاد يحترق فأين أنتم أيها الغيورون أم أنّ غيرتكم مجرد شعار تختبئون خلفه?
نادي الاتحاد يسير نحو نهاية لا يحبها له أحد فهل من يد حنون تمتد نحوه قبل أن يسقط في شرّ أعمال أبنائه?
نادي الاتحاد بحاجة لمن خرّب قبل حاجته لمن يريد الإصلاح شرط أن يصالح ضميره ويستردّ حبّه للأهلي!
رائحة الدخان القادمة من حلب تزكم الروح قبل الأنف, ولعبة المصالح مزّقت نادي الاتحاد والمتفرّجون كثر والمشهد مرشّح لمزيد من التناقضات والتقلّبات والله يجير نادي الاتحاد من الأعظم!
قد يحاول البعض التقلّب على حرارة كلامي ليقدّمني بصورة الداعي إلى نسف النادي وهذه مشكلة من يرى ذلك وإن كنتُ من الذين ينتظرون نسف رائحة العفن من هذا النادي وإبعاد كلّ من جعل حبّه للنادي مجرّد تجارة بضاعتها ذلك الجمهور الكبير وسوقها عواطف ومشاعر هذا الجمهور.
المزيد من الوجع الاتحادي على الصفحة 8…………..