متابعة- شيرين الغاشي:
فرض كارلوس ألكاراز سطوته على ملعب “فلاشينغ ميدوز” في أمسية تخلّدها ذاكرة التنس، حيث توّج ببطولة أمريكا المفتوحة بعد إسقاط غريمه اللدود يانّك سينر بنتيجة (6–2) و(3–6) و(6–1) و(6–4) وكتب فصلاً جديداً في واحدة من أكثر المنافسات إثارة بين لاعبين في العصر الحديث.
منذ البداية، بدا الإسباني عازماً على فرض شخصيته، لم يكتفِ بالقوة البدنيّة ولا بالضربات الثقيلة، بل قدّم تنوعاً أربك منافسه؛ إرسال قوي حيناً، كرات قصيرة ماكرة حيناً آخر، وتقدّم جريء إلى الشبكة في اللحظات الحاسمة. وكأنه يقول: “لن أسمح له أن يعتاد على إيقاع واحد.”
سينر من جهته لم يتراجع، قاوم بقوة إرساله الأول وصلابته الدفاعية، وحاول أن يجرّ خصمه إلى تبادلات طويلة تكشف قدرته على التحمل، قال بعدها: “مع ألكاراز عليك أن تكون صبوراً، لا يكفي أن تضرب بقوة، بل يجب أن تنتظر اللحظة المناسبة لترد.” لكن ما ميّز البطل الإسباني لم يكن فقط الأسلحة المتنوعة، بل المرونة الذهنية، كلما حاول سينر فرض أسلوبه، كان الرد حاضراً بابتكار جديد، وكأن المباراة مختبر دائم للأفكار. الجمهور تابع هذا المد والجزر وكأنه جزء من ملحمة لا تهدأ، قبل أن يحسم ألكاراز المواجهة بلمسة لاعب يعرف كيف يغلق الباب في اللحظة المناسبة..
اللقاء لم يكن مجرد انتصار جديد في سجل ألكاراز، بل محطة مهمة تثبت عودته إلى صدارة التصنيف العالمي، وبهذا التتويج، رفع الإسباني رصيده إلى (6) ألقاب كبرى، بينما يظل سينر برصيده لقبين كبيرين، أحد أبرز المنافسين القادرين على تهديد عرشه في السنوات المقبلة.
وبين الأرقام والإنجازات، تبقى القصة الأهم أن الجمهور يعيش بداية حقبة ذهبيّة جديدة. صراع ألكاراز– سينر لم يعد مجرد مباريات متفرقة، بل أصبح علامة فارقة، يَعِدُ بتكرار المشهد مرات عديدة في المستقبل، تماماً كما فعلت ثنائيات كبرى في تاريخ اللعبة.
وشهدت المباراة حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أصبح أول رئيس أمريكي يحضر فعاليات فلاشينج ميدوز منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام (2000).