متابعة – شيرين الغاشي:
في زمن أصبح فيه النجوم يُغوَون بالملايين، وفي لحظة تتبدّل فيها القلوب من شعار إلى آخر، خرج تيبو كورتوا، عملاق بلجيكا وحارس عرين ريال مدريد، ليقول كلمته بصوت لا يقبل التأويل: “أنا باقٍ في مدريد، ولا أرى نفسي خارج القلعة البيضاء”.
نعم، كانت هناك اتصالات، اهتمام سعودي واضح، عروض مغرية، ملايينٌ وضعت على الطاولة، وأندية تنتمي إلى دوري أصبح وجهةً للأسماء الكبيرة، تبحث عن المجد والذهب معاً، لكن كورتوا، وهو العائد من إصابة طويلة، عاد بثقة الكبار؛ عينٌ على الليغا، وأخرى على دوري الأبطال.
رفض العرض، لا تقليلاً من الدوري السعودي، بل وفاءً لنادٍ منحه المجد، ووقف إلى جانبه في الأوقات الصعبة، واحتضنه وهو يتألم؛ كورتوا يعلم أن مدريد ليست محطة، بل قدر.
حارس بحجم كورتوا لا يبحث عن المال، بل عن التاريخ، يعرف أن المجد يُكتب في البرنابيو، وأن الألقاب لا تُشترى؛ تُنتزع!
ويعرف أن القلوب التي تعشق مدريد، لا تعرف طريقاً آخر.