الموقف الرياضي _ زياد الشعابين :
اختُتمت منافسات اليوم الرابع والأخير من بطولة آسيا لألعاب القوى تحت 18 عاماً في الدمام…
مع ترقب الميداليات وانطلاق الأحلام، حيث شهد ملعب مدينة الأمير نايف الرياضية المُكتظ، يوماً زاخراً بالمواهب والطموحات والآمال.
في نهائي الوثب العالي للناشئين ، شهدت المنافسة بين أفضل لاعبي المنطقة قفزة مثيرة على ارتفاع 2.05 متراً، حصدت الميدالية الذهبيّة وسط هتافات حماسيّة من الجمهور.
قدّمت مسابقة القفز الثلاثي للناشئات عرضاً مُذهلاً ، حيث أذهلت لاعبة قفز صينية شابة الجميع بقفزة قياسيّة، أظهرت فيها أناقتها وقوتها الخارقة !
في سباق 200 متر للناشئات ، سجلت النجمة الصاعدة مريم كريم من الإمارات العربية المتحدة زمناً مذهلاً، مُتغلبةً على
منافستين قويتين من اليابان والهند.
نهائي سباق 200 متر للناشئين ، شهد إثارةً كبيرة، حيث فاز به العدّاء كو تشيوك فونغ جاسبر من هونغ كونغ بفارق 0.06 ثانية فقط.
ومسابقة رمي الرمح للناشئين، كانت بمثابة درسٍ مُتقنٍ في التقنية والقوة ، فقد رمى اللاعب الهندي (هيمانشو) الرمح ببراعةٍ ، مُحققاً مسافة 67.57 م.
نهائيات 800 متر شهدت منافسةً شرسة..
كان سباق الناشئات مبارزة تكتيكية، حسمتها في آخر 50 متراً العدّاءة القوية ماهادورا جيدارا ثاروشي أبيشيكا بيماسيري، المولودة في سريلانكا..
أما سباق الناشئين، فكان مُثيراً بنفس القدر، حيث حقق العداء الصيني زينج شيانغ اندفاعاً غير متوقع في المنعطف الأخير، ليعتلي منصة التتويج، بزمن قدره 1:53.31 م.
بلغ نهائي سباق 3000 متر للناشئين أقصى حدود القدرة على التحمل، وقد شهد التكتيك الرائع ، فوزَهم بالميدالية الذهبية بركلةٍ حاسمةٍ في اللفة الأخيرة، نالت إعجابَ حتى المدربين المخضرمين.
كان نهائي العُشاري احتفالاً بالتألق الشامل، بعد يومين وعشر منافسات شاقة، انتصر رياضي أوزبكي مُتعدد المواهب، ونال استحساناً حاراً لثباته وصلابته الذهنيّة.
برزت استراتيجية الفريق ووحدته في سباقات التتابع المتنوعة الختامية ، وشهدت سباقات التتابع المتنوعة للفتيات انطلاقة قوية للرباعي الصيني، بتوزيعات سلسة وانطلاقة سريعة.
وتبع ذلك سباق التتابع المتنوع للفتيان ، حيث حصدت الهند الميدالية الفضية، بتفوقها على الفريق الصيني، مما أشعل حماس الجمهور المحلي.
مع تسليم عصا التتابع النهائية، اتجهت الأنظار إلى حفل ختاميّ رائع، احتفى ليس فقط بالفائزين، بل بروح ألعاب القوى الشبابية..
فرُفعت الأعلام، وتعانق الرياضيون، وأضاءت العروض الثقافية أجواء الليلة، وأُشيد باللجنة المنظمة السعودية، لكرم ضيافتها وتخطيطها المتقن، مما جعل هذه النسخة من البطولة من أفضل النسخ تنظيماً في التاريخ الحديث!
على مدار الأيام الأربعة الماضية، استضافت الدمام أكثر من مجرد مسابقة، بل احتضنت مهرجاناً من الطاقة الشبابيّة
والروح الرياضية الدولية، وظهور نجوم المستقبل…
من قفزات قياسيّة إلى مفاجآت غير متوقعة، أظهرت بطولة آسيا لألعاب القوى تحت 18 عاماً عمقاً وتنوعاً مذهلين، للمواهب في جميع أنحاء القارة.
بالنسبة للكثيرين، كانت هذه نقطة انطلاق نحو الشهرة العالمية، وبالنسبة لآخرين، كانت أول تجربة لهم في المنافسة الدولية، أما بالنسبة للجميع، فكانت رحلة لا تُنسى!
بالمُختصر .. هناك أمر واحد مؤكد: مُستقبل ألعاب القوى الآسيويّة مشرقٌ ، وهو لا يزال في بدايته.