مدربو كرتنا المحترفة بدون عمل .. ينتظرون الفرصة من جديد !

متابعة – أنور الجرادات :
مدربو أغلب انديتنا المحترفة خرجوا من دوريات المواسم الماضية وقد أصابت إدارات الأندية حمى تغييرهم ، لدرجة أن أكثر من نصف مدربي الدوري كما جرت العادة رحلوا، والنصف الثاني دائمآ يكون المهدد بالرحيل، وإدارات الأندية عندما تختار المدربين تبحث عن الأسماء اللامعة أصحاب الإنجازات مع المنتخبات والأندية، وقد شهدت ملاعبنا خلال المواسم الماضية أسماء لامعة من المدربين أصحاب الشهرة وتعرفهم كل جماهير الأندية.

لماذا فشلوا ؟
مدربو أنديتنا عندما جاؤوا إلى دورينا انكشفوا وخسروا وتمت إقالتهم ورحلوا قبل أن يقولوا لماذا فشلوا مع أنديتنا وأين العيب والقصور؟ ولماذا لم يتكلموا هل كانت عندهم تعليمات بعدم الحديث وكشف المستور قبل رحيلهم ، ولم تتوقف نجاحات هؤلاء المدربين رغم فشلهم مع أنديتنا بل خرجوا من دورينا إلى أندية أخرى عربية فنجحوا وحققوا إنجازات .
ورحيل المدربين من دوري المحترفين يطرح السؤال .. لماذا يفشل المدربون في دورينا وينجحوا في أندية أخرى خارج دورينا ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب علينا أن نذكر ما فعله المدربون بعد رحيلهم .
المشاكل لا تنقطع!
لو عدنا لمشاكل الأندية مع المدربين ، سنجد أن تردي النتائج دائمآ تدفع إدارات الاندية لرحيل المدربين دون البحث عن الأسباب الحقيقية لخسارات الفريق، وتنتهي الأزمة برحيل المدرب ويأتي مدرب غيره ويرحل ويتكرر السيناريو .. والمحصلة في النهاية هروب المدربين من دورينا والأندية لا تعترف بالقصور .
نجوم في سماء التدريب .. لكنها لا تلمع
الحقيقة أن تحطم أحلام المدربين أصحاب الشهرة على أعتاب أنديتنا ، يؤكد أن الخلل داخل الأندية وهناك أسباب كثيرة وراء خسارة الأندية وتردي النتائج، وليس المدرب وحده ربما يكون المدرب جزء من الفشل ولكن لا يتحمله وحده ولا يرحل بسببه ، لأن بقاء المدرب سيؤدي في النهاية إلى علاج الخلل دون أن يكون هناك ضحية.
أسباب كثيرة …
الأسباب كثيرة في بدايتها تدخل إدارات الأندية في شؤون المدربين، ويعد هذا السبب هو الأهم والأكبر في فشل المدربين، حيث أن تدخل الإدارة والمتمثلة في رئيس النادي أو رئيس الجهاز أو مدير الفريق في شؤون الفريق، ودائمآ نجد أن هناك اجتماعات مطولة مع المدربين لاقناعهم بالتدخل في شؤون الفريق لعدم درايته باللاعبين ، وبالتالي يقف المدرب دون حراك عاجزاً عن التصرف في التغييرات، وغير قادر على اتخاذ قرار واضح بشأن أي لاعب وكل قرار يحتاج إلى اجتماع ورفض وقبول ، ويجد المدرب نفسه لا يملك قرار قيادة الفريق.
عدم اختيار المحترفين
السبب الثاني في فشل المدربين عدم اختيار المدربين للاعبين المحترفين .. فالأندية تختار لاعبيها المحترفين عن طريق السماسرة قبل اختيار المدربين وهو ما لا يحدث في العالم كله ، الاندية الخارجية تتعاقد مع المدربين أولآ ثم يختار المدرب المحترفين وهو متبع مع كل الأندية والإدارات المحترفة، ولكن في أنديتنا يحدث العكس .
التدخل في خطة المدرب
السبب الثالث لفشل المدربين هو إجبارهم على إشراك لاعبين خارج الخدمة أو محترفين غير مقنعين، من أجل أن ثتبت الإدارة أن اختياراتها للمحترفين كانت صائبة، حتى لو كان مستواهم سيىء أو لا يستحقون اللعب في الفريق، ولكن اختيار الأندية في المقدمة وليس خطة المدرب .
المدرب هو الضحية
السبب الرابع لفشل المدربين هو التدخل في التشكيلة خاصة بالدفع بلاعبين خارج الخدمة لا وجود لهم ويتم وضعهم في التشكيلة، وأيضآ التدخل في التغييرات في المباراة كما أن بعض الإداريين يجلسون في المدرجات ويتحدثون مع المدربين أثناء المباريات من أجل تغيير لاعب أو خروج آخر، وفي النهاية تجد المدرب لم يضع الخطة ولم يختار التشكيلة ، وفي النهاية يتحمل المسؤولية عن خسائر الفريق .
لماذا يصمتون؟
عدد من المدربين اعتاد أن يلتزم الصمت ليس لأنه مدرب جبان بل خوفا من الإطاحة به، وعدم حصوله على مستحقاته حتى بعد إقالته يمتنع عن الكلام وإذا تكلم لا يقول الحقيقة ويخرج من دورينا دون أن نعرف السر الحقيقي وراء فشل الفريق معه ثم ينطلق في الدوري الآخر خارج دورينا المحترف، وينجح ويتألق ويحقق البطولات ثم يعود مجددا لدورينا ليلقى نفس المصير، ويفشل ويرحل دون رجعة.
تجربة عشوائية ..
حال أنديتنا لا يسر عدو ولا حبيب ، وإدارات الأندية تتعامل بعشوائية مع المدربين، ولا يفكر أحد في ترك المهمة للمدرب يفعل ما يشاء ، فيختار لاعبيه ويتحمل المسؤولية كاملة، ولعل تجربة بعض الأندية ، ونؤكد على كلمة بعض الأندية هذا الموسم جديرة بالاحترام، لأن إدارات الأندية تركت للمدربين (الحبل على الغارب) ليفعل بالفريق كيفما شاء .
أين الإدارة المحترفة ؟
أنديتنا بحاجة إلى التعامل مع المدربين بأسلوب احترافي لأن دوري المحترفين فيه المدرب المحترف واللاعب المحترف ، وليس فيه العقلية المحترفة أو الإداري المحترف، فتسيطر العواطف والقرارات العشوائية والفردية على كل القرارات ، والمحصلة في النهاية ، السقوط المدوي لمدربين يفضحون أنديتنا ويسيؤون إليها عندما يرحلون من دورينا.

المزيد..
آخر الأخبار