متابعة – أنور الجرادات :
اﺳﺘﻐﺮﺏ الكثير من المتابعين ﻛﻴﻒ يوافق اتحاد الكرة على ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺩﻭﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻭهو الذي يبحث ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ ﻭﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍلاﺳﺘﺜﻤﺎﺭ، ﻗﺪ ﺃﺗﻔﻬﻢ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺩﻭﻥ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻮﺭ معينة، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﺮﻭﺝ ﺑﺴﻴﻂ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﺒﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺩﻭﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭ ، ﻭﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﻓﺮﺽ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻝ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺿﺪ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺫﻧﺐ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ سيحرﻡ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﻄﺊ ﻭﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ؟ قرارات يجب إيجاد حل لها، عوضاً عن تهجير الملاعب من جماهيرها.
المحور الأهم
لا جدال في أن الجماهير تبقى هي المحور الأهم ونقطة القوة الأكبر ، والعنصر الأهم في دعم مسيرة أي نادٍ من حيث تحقيق النتائج وكذلك من خلال تعزيز الموارد المالية للنادي، خصوصاً في الأوقات العصيبة والأزمات المالية التي تتخبط فيها الأندية المحترفة، وتاريخياً سجلت الجماهير الرياضية مواقف عديدة تجاه أنديتها، وأعطت النموذج المثالي لمواقف الجماهير المؤثرة على مسيرة النادي، بل كانت مواقف قوية لجماهير قدمت الدعم المالي الكبير، وساهمت بقسط وافر في إخراج ناديها من إعلان حالة الإفلاس.
غياب واضح !
ولاء الجماهير الرياضية ودرجة ارتباطها العاطفي الكبير بنواديها ، حالة تجسدت في مشاركة الجماهير في صناعة كرة القدم السورية لتتخطى في بعض الأحيان تفاصيل المباريات نفسها، تجلى ذلك من خلال عزوفها عن الحضور خلال دورات هذا الموسم، في منظر انعكس على مستوى وأداء لاعبي الأندية، خاصة في ظل حالة الثبات التي تطبع بعض ملاعبنا من حيث الحضور، والتي تتبدى لنا في أقوى صوره بوضوح ما إن نلج ملعب تقام عليه إحدى مباريات كرة قدم، إذ نفاجأ بأن المدرجات لا تغص بروابط المشجعين، وسط غياب واضح للجمهور الذي لأجله وجد الملعب، وهو ما يبين مقدار الجفاء الذي أصاب مباريات البطولة خلال دوراتها الماضية، حيث طالما كانت الجماهير هي السمة البارزة في منافسات كرة القدم ولكن الأمر تغير والحال تبدل، وعزفت الجماهير عن حضور المباريات بنسبة كبيرة جدآ، مما جعل الإثارة تقل والمستوى الفني يتراجع بشكل ملحوظ، إضافة إلى أن شخصية اللاعب ضعفت كون أن هتافات الجماهير جزء من تكوين شخصية لاعب كرة القدم، سواء كانت بناءة أو هدامة.
التكامل والنجاح …
العلاقة بين الإدارة واللاعب والإعلام ، فلا يمكن فصل دور الجمهور بأي سبب كان عن بعضها البعض، فتكامل أو نجاح أي مشروع كروي يجب أن يشملها جميعآ سواء على مستوى الأندية أو المنافسات المحلية.
فما هو معلوم أن تطوير كرتنا المحلية نجاحها وتطورها رهين بوجود الجماهير وحضورها، ما يعني إن بيئة الأندية بالذات يجب أن تكون حاضنة ومستقطبة وجاذبة لجماهيرها، لا أن تقتصر الأندية على اللاعبين وإدارات الأندية فقط، ولكي يشعر بدوره كجزء من النادي ومن تطوره ونجاحه، والاستثمار على تأكيد أهمية الانتماء بما يتوافق مع محبيها ورغبتها في البناء الصحيح والاهتمام الممزوج بالإمكانيات المتاحة، ليكون أكثر تفاعلاً وتواجداً وحضوراً.
العلاقة بين الحضور الجماهيري والمستوى الفني للبطولة علاقة تكاملية، وبالتالي فإن أي غياب للجماهير سوف ينعكس سلباً على المستوى الفني العام، كما لا يمكن للأندية إقناع جماهيرها بالحضور ، والمخرجات الفنية للمباريات جدآ متواضعة ودون الطموح، وأمام حالة عدم الاتزان الفني واستمرار العزوف الجماهيري خلال الكثير من مباريات هذا الموسم، تبقى الأسئلة معلقة إلى حين تحقيق معادلة النجاح في تطوير مستوى البطولة، والحضور الجماهيري كمفتاح تطور وتسويق شامل للكرة السورية .
أخيراً
اتحاد الكرة ملزم لإعادة تأكيد وتوضيح دور وأهمية الجماهير الرياضية ، وحجم ومدى التأثيرات السلبية التي يواجها ، وذلك من خلال إبراز وتوضيح للدور المهم والهام الذي تلعبه الجماهير في مساندة فرقها ، والرقي بمستوى البطولة المحلية.
المزيد..