في ظل اضطراب سوق انتقالات لاعبي دوري المحترفين.. هل ستحقق النسخة الأولى من بطولة «درع الاتحاد» هدفها ؟
متابعة- أنور الجرادات :
بعد أن استحدث إتحاد الكرة بطولة جديدة مؤخراً، أطلق عليها لقب درع الاتحاد وبدأت نسختها الأولى هذا الموسم، حيث تهدف بطولة درع الاتحاد بحسب تصريحات رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة محي الدين دولة إلى تحضير الأندية للدوري الممتاز ..
في السياق نفسه، أشار عضو الاتحاد ورئيس لجنة المسابقات محي الدين دولة إلى أن عدم مشاركة أو انسحاب أي نادٍ من البطولة، سيؤدي إلى حرمانه، من المشاركة فيها لمدة سنتين متتاليتين ومن المقرر أن تنتهي هذه البطولة قبل أسبوع واحد من موعد انطلاق مرحلة ذهاب دوري المحترفين ، الذي سيبدأ في 18 تشرين الأول .
خروج المغلوب
وستشارك الأندية المحترفة في البطولة الجديدة “درع الاتحاد”، التي ستقام بنظام خروج المغلوب من مرحلة واحدة.
حيث تخوض الفرق صاحبة الترتيب من الخامس إلى العاشر في دوري الموسم الماضي، إضافة إلى الفريقين الصاعدين حديثاً، البطولة بدءاً من الدور الأول .. بينما ستشارك الفرق صاحبة المراكز من الأول إلى الرابع، من الدور ربع النهائي.. وستقام المباريات على أرض الفريق صاحب الاسم الأول في القرعة، باستثناء المباراة النهائية التي ستلعب في ملاعب دمشق، وجاء جدول مباريات النسخة الأولى لبطولة درع الاتحاد في دورها الأول في النحو الآتي:
حيث بدات بمباراة نادي حطين مع نادي الجيش، ولعب نادي الشعلة مع نادي الطليعة.. بينما سيتواجه نادي الشرطة مع نادي الوحدة، وسيلعب نادي الوثبة مع نادي الكرامة.
أما مباريات الدور ربع النهائي فستضم المواجهات الآتية : سيلعب نادي الفتوة مع نادي جبلة، ونادي أهلي حلب مع النادي الرابح من المباراة الثانية.. بينما سيتواجه النادي الفائز من المباراة الرابعة، مع النادي الفائز من المباراة الثالثة، وسيلعب النادي الرابح من المباراة الثانية مع الرابح من المباراة الأولى .
اختبار حقيقي وأولي للانتقاء
وتعد بطولة درع الاتحاد بمثابة اختبار حقيقي لمستوى اللاعبين، الذين تم ضمهم لصفوف الأندية المشاركة في البطولة، بعد أن أثبتت الوقائع بأن اختيارات الأندية المحترفة لم تفرز بالمواسم السابقة ولا حتى في الموسم الماضي أية اختيارات جيدة من قبل الأندية للاعبيها المحترفين ، فقد كانوا أشبه بالمحترفين، والدليل أن التغييرات تطالهم بعد جولات قصيرة أم مع انتهاء القسم الأول والاتيان بغيرهم، وهو ما ينم على أن هذه الاختيارات إمّا أن تأتي متسرعة، أو أن الساعين وراء صفقات الاحتراف يريدون لاعبين محترفين كومبارس، بل أن هناك من الاداريين من يقومون بعملية الانتقاء أو التفاوض مع السماسرة أملاً في نيل جزء من الكعكة ولذا لم نر في دورينا لاعباً سبق وأن تمثل بالمنتخب الوطني أو من لعب في دوري المحترفين بالخارج.
تقليد!
المحترفون لا يمكن أن يؤثروا إيجاباً في دورينا، ولا يمكنهم كذلك أن يثيروا اهتمام اللاعبين اولاد النادي لتقليدهم، فمن يأتون عبر الوسطاء هم عاديون جداً، وبالذات أن اتحاد الكرة لا يلزم الأندية بالتعاقد مع لاعبين لهم قيمتهم الفنية، مع أنه يفترض أن من يتم التعاقد معه لابد أن يخدم دورينا، وتظهر التأثيرات الإيجابية على المنافسة..
وإن قدرات انديتنا المالية المخصصة للرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص محدودة، والأندية مشكلتها في ظل الوضع المالي السيء تجاري بعضها، دون البحث عن الأفضل، وكم تمنيت من الاتحاد الرياضي العام واتحاد لكرة أن يلغي شيئا اسمه لاعبين محترفين في ظل الوضع الحالي، لأن الوضع الذي نعيشه حاليآ يمثل هدراً للمال العام.
إمكانيات
إن على الأندية أن تأتي بلاعبين محترفين بحسب الإمكانيات التي لديها، فإما أن يكون لاعباً محترفاً قد مثل المنتخب الوطني أو لاعب سوبر فهذا يعتمد على إمكانيات الأندية، وحين تسعى فإنها تبحث عن اللاعب الذي يمكن أن يسهم في خدمة النادي، فلاعب منتخب أو سوبر لا يمكن أن يأتي في ظل أوضاع مالية محدودة، لكن من نأتي به لن يكون بالطبع عاديا، وهذا أمر مسلم به، فالمشاركات الخارجية تفرض أن يكون لدينا الإعداد المناسب من المحترفين.
المسؤولية
واتحاد الكرة ليس بإمكانه أن يفعل ذلك، لأنه لا يقدم للاندية الأموال التي يمكن أن نغطي بها جلب المحترفين، نعم لو قدم لها جزءاً من ذلك فيمكنه أن يضع المعايير، لذلك فأنت لا تفرض الشروط إلا بالبديل، وحتى الاتحاد الرياضي العام لا يمكنه أن يفعل ذلك، فما تتقاضاه من مبالغ لا يكاد يفي بحاجات الأندية، يمكن أن يفرض قوانين بعد توفير كل الإمكانات، وإنه حتى التقليص سيضر، لأن من لديه مشاركات خارجية يريد أن يجاري منافسيه، وقد يمكن التقليص في الدرجة الأولى.
اجتهاد ..
إن الأندية تجتهد من أجل توفير الأموال اللازمة لجلب اللاعبين المحترفين، أما أن يفرض عليهم الاتحاد السوري لكرة القدم، فذلك يمكن بعد أن يعمل مع الجهات المعنية لتخصيص جزء من الدعم للاحتراف، وحينها يمكن أن تقوم الأندية بتقديم السيرة الذاتية للاعبين للجهات المسؤولة في الاتحاد لإبداء وجهة نظرها واعتماد اللاعبين المحترفين.
وحتى في ظل الوضع الحالي فإن الأندية تعتمد على مواردها الذاتية والاستثمارات من أجل تغطية نفقات اللاعبين المحترفين، ومع ذلك أيضا يكون سعيها على الدوام اختيار اللاعبين الجيدين، ونعتقد أن الكل يشاركنا الرأي من أن هناك اندية تمكّنت في مواسم ماضية من جلب لاعبين جيدين قياساً بمستوى الدوري المحترف، ولكن أيضا لنكن صريحين لا يمكن لأنديتنا أن تجاري الدول الأخرى التي تستقطب لاعبين جيدين، لأن الدعم الذين يحصلون عليه أكبر أو الاستثمارات، وحتى من رعاية الدوريات هناك ، و إذا أردنا وضع المعايير يجب أولآ أن ننظر لما يمكن أن نقدمه للأندية في هذا الشأن، يمكن أن نتحدث عن التقليص ولكن ليس عن الإلغاء.
السوق المتدني !
إن السوق بالنسبة للمحترفين متدنٍ جدآ ، لأن الأندية وضعها المادي صعب، وهذا ينطبق على كل الأندية حتى التي لديها استثمارات قوية، فهي غير قادرة على مجاراة مثيلاتها في دوريات أخرى، ولذا فإنه إن جاء لاعب سوبر فقد يكون بمحض الصدفة، كما حصل مثلآ مع لاعبينا الموسم الفائت أزمات ، رغم أن هناك مفترضاً وضع معايير الاختيار يمكن أن يتم في حالة واحدة وهي .. إذا كانت الأندية تحصل على دعم خاص لجلب المحترفين، سواء من الاتحاد الرياضي العام أو اتحاد الكرة فنحن نتفق بأنه لا يجب أن يأتي إلّا اللاعب السوبر، ولكن عبر الدعم ولو للاعبين اثنين لكل نادٍ، مع ترك الأمر لكل نادٍ بالزيادة حسب استطاعته.