لجنة المسابقات في اتحاد الكرة تستعد لانطلاقة الدوري بلا جاهزية فنية للأندية .. والإصابات تلوح بالأفق !
متابعة – أنور الجرادات :
في مشهد لم تعتد عليه كرتنا المحلية ، تستعد أندية المحترفين لكرة القدم، لخوض غمار منافسات الدوري بلا جاهزية فنية وبدنية ، أو حتى تحضيرات مقبولة، في ظل قصر الفترة الفاصلة بين عودة اللاعبين للتدريبات وانطلاقة المنافسات التي تبدأ خلال فترة قصيرة
وكان اتحاد كرة القدم، حدد موعدا لانطلاق دوري المحترفين لموسم 2024-2025، رغم المعارضة الكاملة من قبل جميع الأندية، التي قاتلت لتأخير انطلاقة المسابقة الأهم، بسبب عدم التحضير جيدآ فنيا وبدنيا، في ظل انطلاقة تمارين الفرق متأخرة، نتيجة تأخر انتهاء الموسم الكروي الماضي .
واللافت في الأمر، أن هناك أندية في دوري المحترفين، لم يمض على تحضيراتها الجدية أكثر من أسبوع، بسبب تأخر التعاقدات .. و»لملمة» اللاعبين ليكملوا العدد المطلوب، الأمر الذي يهدد سلامة اللاعبين، وينذر بالكثير من الإصابات، مع مستوى متدنٍ ولاعبين خارج الخدمة .
ويرى متابعون ومدربون أن الإصابات الكثيرة والمستوى الفني المتدني، سيكون عنواناً بارزاً للأسابيع الأولى من الدوري، حيث إن عدداً كبيراً من اللاعبين سيدخلون منافسات البطولة وكأنها مباريات ودية وتحضيرية، أملاً بالوصول إلى الجاهزية الفنية والبدنية بعد أسابيع من انطلاقة الدوري.
ويتوقع أن تشهد انطلاقة الدوري تعدد الإصابات والشد العضلي وحالات التمزق في مختلف العضلات، ما قد يتسبب في إخراج لاعبين عن الخدمة، إلى جانب المستوى الفني الهزيل المتوقع في الأسابيع الأولى من الدوري.
بلا جاهزية .. وإصابات خطيرة !
ويؤكد البعض بأن اتحاد الكرة أخطأ عندما أصر على انطلاقة الدوري في موعد هو حدده ، رغم معارضة جميع الأندية على المستويين الفني والإداري، معتبرين أن الموعد لا يتناسب مع تحضيرات الأندية التي كانت تأمل بتأخير انطلاقة البطولة، أملا في تجهيز لاعبيها بشكل مقبول ..
والمدربون يخشون على لاعبيهم من الإصابات المتنوعة، بسبب دخولهم لمعترك منافسات البطولة الأهم، بلا جاهزية فنية وبدنية، وهذا أمر خطير ينذر بتعدد الإصابات، الأمر الذي قد ينعكس ربما سلبا على المنتخب الوطني الذي يبحث عن جاهزية لاعبيه فنياً وبدنياً، استعداداً للاستحقاقات المقبلة..
حاجة ماسة لفترة تحضير
إن اللاعب يحتاج إلى فترة إعداد من 6 إلى 8 أسابيع قبل انطلاق المنافسات الرسمية، حتى يكون جاهزاً فنياً وبدنياً، وهو ما لم يتوفر حاليآ عند الأندية التي باشرت تحضيراتها قبيل أسابيع قليلة، بل أيام ، داعين الله عزوجل أن يحفظ اللاعبين من إصابات خطيرة تلوح بالأفق مع بداية الدوري..
لأن الغالبية العظمى من أندية المحترفين، لم تستعد للدوري بالشكل المطلوب، ما ينذر بكم كبير من الإصابات، ناهيك عن المستوى الفني المتواضع والمتوقع ظهوره في الأسابيع الأولى من البطولة.
والأفضل كان تأخير انطلاقة الدوري، لإتاحة الفرصة أمام اللاعبين للاستعداد بشكل مثالي، لافتين إلى أنه من مصلحة المنتخب الوطني أيضآ أن يدخل لاعبوه منافسات بطولة الدوري بجاهزية فنية وبدنية، خوفا من إصابات قد تبعد لاعبين عن مباريات حاسمة ، في حال تعرض لاعب المنتخب لإصابة خلال الدوري.
وإن هناك فرق في دوري المحترفين لم تبدأ تحضيراتها الفنية والبدنية إلا قبيل أيام قليلة، وهذا أمر كارثي، فلا يعقل أن يشارك فريق بدوري المحترفين وهو لم يتدرب إلا أياماً قليلة، ولم يتمكن من تجميع اللاعبين إلا قبل فترة وجيزة».
عنوان بارز وتحضير غير مثالي
وإن الإصابات ستكون العنوان الأبرز في انطلاقة دوري المحترفين، حيث الشد العضلي والتمزق في العضلات، وربما الإصابات في الركبة، بسبب عدم جاهزية العضلة الرباعية، وهو أمر يعتبر كارثي، ويهدد استمرارية العديد من النجوم في الملاعب، ما قد يؤثر على المنتخب في استحقاقاته ، والتحضير المثالي للاعبين، يحتم عليهم البدء في التدريبات قبل شهر ونصف إلى شهرين من انطلاقة الدوري، كما يتطلب منهم خوض مباريات ودية قبيل الدوري بأسبوع أو أسبوعين، وهو ما لم يحصل في ملاعبنا في الموسم الحالي، و أن حوالي 75 % من الأندية باشرت تدريباتها قبل أسبوع أو أسبوعين فقط، وهذا أمر صعب وغير صحي».
المكتوب واضح من عنوانه !
ويتفق كثيرون على أن الموسم الجديد سيكون استثنائياً ، رغم الظروف التي نمرّ بها على أكثر من صعيد، وتبقى كرة القدم حاضرة لدى المعنيين بها، حيث لا يكاد اثنان يجتمعان، حتى يكون السؤال الأول:
هل ستكون هناك بطولة ناجحة في الموسم المقبل ؟ سؤالٌ يفتح الباب على أسئلة عديدة حول شكل البطولة ، وموضوع اللاعبين المحترفين والعقود وغيرها.
ومن الصعب على أيّ محبٍّ أو متابع أو حتى عاملٍ في لعبة كرة القدم أن يتخيّل فكرة عدم وجود صورة واضحة لبطولة الموسم المقبل، خاصة وأن الأندية المحترفة لم يعجبها الموعد الذي حدده اتحاد الكرة، وهي أي الأندية جامعة تسعى وتضغط على التأجل إلى ما بعد التوقف الذي حدده اتحاد الكرة بسبب انتخاب مجالس ادارات جديدة ، ومن هنا اعتبر البعض بأن دوري المحترفين سقط بالضربات القاضية رغم محاولة البعض صادقين إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنهم اصطدموا بازدواجية أطراف عديدة معنيّة باللعبة، ووجد الاتحاد السوري لكرة القدم، وإلى جانبه عدد قليل من الأندية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وجدوا أنفسهم الوحيدين الذين يرغبون بعدم التأجيل لدوري هذا الموسم .. وبهذا غلّبت أكثرية الأندية مصالحها الشخصية، أو حساباتها الضيقة على المصلحة العامة..
هذا الأمر وضع الجميع أمام مسؤوليات وتساؤلات ، واستفسارات كثيرة ، ووسط سؤالٍ رئيسي : هل سينطلق الموسم الكروي القادم بحسب ما هو محدد له ؟
سؤال كبير تصعب الإجابة عنه الآن ، في وقت لا يعلم كثيرون إلى أين ستُفضي الأمور بين الأندية من جهة واتحاد الكرة من جهة أخرى ومتى ستنتهي !
فإذا كان الاتحاد الدولي ومن بعده الاتحادات القارية ومن ضمنها الاتحاد الآسيوي غير قادرة على تحديد مهل زمنية، فكيف الحال بالاتحادات المحلية التي تنتظر تبلور الصورة قبل الجلوس لاتخاذ قرارات ووضع أنظمة وتواريخ للموسم المقبل؟
هذا لا يعني أنه لا يحقّ للمعنيين باللعبة التفكير بالموسم الجديد، موسمٌ سيكون عنوانه الرئيسي هو : الاستثناء .
الموسم الاستثنائي
تشير المعلومات إلى أن الموسم سيكون استثنائياً على جميع الصعد، ولا يختلف اثنان على هذا الأمر، العناوين الرئيسية لهذا الموسم الاستثنائي تشمل أكثر من محور، بدءاً من نظام البطولة ومروراً باللاعبين المحترفين، وانتهاءً بالعقود.
فأصبح من الصعب إرهاق الأندية بموسم عادي ضمن الصيغة السابقة، وبالتالي لا بدّ من وضع نظام فني لبطولة استثنائية تكون مختصرة تريح الأندية، لكن هذه الصيغة لا يمكن أن تكون على حساب أندية أخرى ترغب باللعب فترة أطول، وقادرة على تحمّل الأعباء المالية الإضافية، وهنا سيكون المعنيون باللعبة أمام مهمة وضع صيغ بطولة تُرضي جميع الأطراف.
والسؤال الأول الذي سيتبادر إلى ذهن المعنيين باللعبة: هل ستكون هناك بطولة؟
المال غير موجود !
النقطة الثانية هي موضوع اللاعب المحترف، فبعد أزمة تشكيل إدارات جديدة للاندية ، إلى الأزمات الأخرى سيكون من الصعب خوض البطولة بلاعبين محترفين معينين، وفقاً لرأي أكثر من معنيّ باللعبة، فبطولة بلا محترفين قد تكون أقرب إلى المنطق لأكثر من سبب، أولاً بسبب أزمة فقدان العنصر المالي لأكثر الأندية، فحين التعاقد مع لاعب محترف سيكون السؤال الأول الذي سيخطر في بال المسؤولين في الأندية: من أين سنؤمّن له المال ؟
كما أن الأزمة المالية الخانقة والارتفاع المخيف، سيعنيان أن أيّ لاعب محترف سيتم التعاقد معه سيكون من (الصف العادي) في ظل ضعف قدرة الأندية المالية.
النقطة الثالثة هي العقود، هذا البند أقلق بال المعنيين باللعبة من اتحاد وأندية ولاعبين، مشاكل عديدة تفجّرت جراء الأزمة المالية، في ظل إبرام عقود كان عدد كبير منها مبالغاً فيه، وبالتالي سيكون لزاماً وضع السقف للعقود ، وإدراج بنود جديدة فيها وربط الالتزام بالعقد، في حال كانت هناك بطولة كاملة .