الموقف الرياضي _ مالك صقر:
على ما يبدو أن مناشدات وسائل الإعلام الرسمية ومنصات التواصل الإجتماعي لاتحاد كرة القدم للمطالبة بالاستقالة، لم تلقى أي استجابة ، ولا حتى البيان الصحفي من قبل القابعين في قبة الفيحاء للحديث عن الخيبات المتكررة للمنتخبات الوطنية ولجميع الفئات بكل أسف.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الإنجازات التي حققها اتحاد صلاح رمضان ؟
بالتأكيد لم يحقق شيئآ سوى الفشل والعشوائية والإحباط للجماهير السورية ، من خلال إهماله للكوادر الرياضية الوطنية المؤهلة ، واعتماده على أشخاص همهم مصالحهم الشخصية بالدرجة الأولى ومصلحته من خلال العناد وعدم الأخذ برأي النقاد والخبراء ، لتبقى المزاجية والعشوائية والعناد تغرق كرة القدم السورية في مستنقع الفشل الذريع .. والذي يتحمله الجميع بدون استثناء !
وما النتائج التي حققتها منتخباتنا الوطنية جميعها سوى دليل قاطع على فشل منظومة العمل والخطة ألتي تعامل بها ، رغم الإمكانيات المادية الكبيرة والتي تم صرفها دون تقديم أي بيانات للإعلام ، حتى عقود المدربين بقيت قيد الكتمان بعكس بقية الاتحادات في العالم ، والتي يتم التصريح بها بشكل علني لوسائل الإعلام …
وقد كتب عن هذا الموضوع الإعلام الرياضي ناهيك عن منصات التواصل الاجتماعي … ولكن لا حياة لمن تنادي ، اتحاد فاشل بكل معنى الكلمة !
عمل على إهمال الرأي العام بشكل ممنهج ومقصود والاعتماد على بعض الإعلاميين الذين لهم مصلحة معه بالدرجة الأولى ..
هذه الصفة موجودة لدى أغلب الاتحادات الرياضية، وما تحدث عنه الكثير من النقاد والخبراء بل الهدف هو الخروج من المطبات والاخفاقات المتراكمة لواقع كرة القدم السورية .
عندما ننتقد العمل يفسره البعض لغايات أو مكاسب مادية بكل أسف !
وهذا ما صرح به أحد المفكرين والباحثين والمحللين قبل فترة حيث قال : الحديث عن الفشل ليس من باب للشماتة أو التشفي من القيادة الرياضية فالمصيبة وطنية، وقد المت بنا جميعاً ، وخيبه الأمل أضيفت إلى خيبات كثيرة نعيشها، وإن كنا نعلق الأمل بأخبار جيدة تفرحنا …
بالعوده للعقلية التي تقاد بها الرياضة في سورية ، فهمها تحقيق نتائج تعمي بها الواقع الرياضي المرير في كل الألعاب ، وهي ما يسمى بسياسه القفز إلى الأمام ، والرمي بكل الأوراق لربما يجدون مادة إعلامية تبرر بقاء الحال كما هو .
فكان استقدام مدرب عالمي ذي سمعة مرموقة والنبش في ملفات اللاعبين ذوي الأصول السورية، لعل من بينهم من يستطيع تحقيق نتيجة مبهرة يعطي برأيي الأمل للقيادة الرياضية، لتعطي المبرر لبقائها في مواقعها .
ولو نجح الأمر لأصبح خلال سنة رياضية الإنفاق على مدربين عالميين واستقدام اللاعبين المحترفين، لتحقيق نتائج تكون بمثابة إبرة مخدرة لجسد رياضي يعاني سكرات الموت .
الشعوب تطورت رياضياً وتطور معه الإعداد البدني والتكتيكي والذهني والنفسي ، وأصبحت الرياضة صناعة متطورة فيها أحدث الأساليب والتقنيات ، ولتحصل على رياضي من المستوى العالمي باتت الأدوات والوسائل معروفة للجميع، ونحن غارقون بواقع متخلف وبدائي ولا يوجد خطه للتطوير الرياضة.
ولو أن الأموال التي انفقت على هذا المنتخب انفقت لتطوير القواعد الرياضية والنهوض برياضتنا اجمالاً وبكره القدم على وجه الخصوص، لاحدثت فارقاً ووضعتنا على طريق تحسين واقعنا الرياضي ..
وعلى القيادة الرياضية العودة إلى المبادىء والقيم التي أحدثت بها مؤسساتنا الرياضية، وهي أن تكون الرياضه متاحة لأوسع شريحة من شبابنا ، وأن يكون التوسع أفقياً ، بحيث يستوعب أكبر شريحة من شبابنا، وأن نلجأ لوضع خطة وطنية لتطوير الرياضة السورية بمنظومة عمل فكرية مغايرة للواقع الصعب التي تمر بها رياضتنا .
وكما فعلت أغلب الدول وتعتبر اليابان من الدول الرائدة في هذا المجال.
باختصار البداية من القواعد ، والبناء لا يصح إلا إذا كانت قواعده سليمة.
وهذا ممكن أن يتحقق من خلال العمل والصدق وتغيير المنظومة الفكرية في العمل الرياضي .. وإلا سنبقى نرواح بالمكان ، ونندب حظنا كما يحدث اليوم.