متابعة – أنور الجرادات :
عادت «حليمة لعادتها القديمة» ربما هذا المثل ينطبق على واقعنا الكروي ممثلاً بأصحاب القرار اتحاد الكرة ولجانه الرئيسية التابعة له، و التي شكلت بعد تشكيل الاتحاد مباشرة ويبدو أنها لن تحيد عن الفوضى والمجاملات والبعد عن الحزم والعدل وسلك طريق الاحتراف ، والتعاطي مع متطلبات التطوير على أنه شيء مُسلّم به، ولابد من السير عليها مهما طالت المسافة، ولكنها ثقافة الاستمرار على الطريق الخطأ مهما كانت نتائجه ومؤثراته وسلبياته على المصلحة العامة.
وعود مع وقف التنفيذ !
في البرنامج الانتخابي لرئيس الاتحاد الحالي صلاح رمضان وفي التصريحات التي تلت ذلك من باقي الأعضاء، والذين هم بالأساس رؤساء أغلب اللجان الرئيسية أكد الجميع أنهم سيتعاملون بشفافية مطلقة مع النظام واللوائح والإعلام والشارع الرياضي من أجل دخول مرحلة جديدة من التطوير والتخلص من الترهل الإداري والفوضى التي ضربت أعماق الكرة السورية عملاً وتعاملاً ونتائج على صعيد المنتخبات في مختلف فئاتها والأندية في جميع مشاركاتها، هذه الوعود تعاطى معها الشارع الرياضي وهو تارة مشوب بالحذر وتارة بلغة « لعل وعسى يتغير الحال نحو الأفضل» بعدما غسل يده وجزم بعدم تعديل الأوضاع في مراحل سابقة، لذلك لم يحاسب الاتحاد ويتم الضغط عليه، بل تم الدفاع عنه عندما كان مكلفاً وكذلك اللجان عندما كانت تسيّر العمل لإيمان الجميع أن المرحلة ما هي إلا مرحلة تسيير أعمال بعيداً عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية، ولكنه عندما أصبح الاتحاد برئيسه وكامل أعضائه أصحاب قرار ورجال مرحلة وذراع تطوير مفترض كان لا بد من سؤالهم عما أنجزوه في الأشهر الماضية.
هل أعمالهم تتلاءم مع أقوالهم ووعودهم ؟ هل الشفافية موجودة والقرارات المفصلية حاضرة ؟
ما نسبة التخلص من الارتجالية ونسف كل ما مضى من فوضى ومجاملات خلف ظهورهم ؟
هل ودعوا عصر الاستثناءات وعهد التمديدات وإرضاء الأندية الكبيرة وكسر الالتزامات المادية والأدبية ؟
الواقع والمعطيات الحالية يؤكدان أنه لا جديد.
«فوتوشوب»
كيف ننشد التطوير بجسد رياضي مترهل والاتحاد الرياضي العام ومعه اتحاد الكرة لا بد أن يسألوا عن ديون الأندية !
فما يدار به اتحاد الكرة ولجانه منذ عشرة أعوام، ربما يكون شبيهاً بالطريقة، والنظام ذاتهما اللذين يدار بهما الآن ! وحتى تعرفوا استعينوا « بأرشيف غوغل «وخذوا جولة قصيرة واستعرضوا التصريحات السابقة حتماً ستظنون أن كرتنا ستعانق الاحتراف الحقيقي في كل شيء في الشهر الأول بعد انتخاب الرئيس والأعضاء، تصريحات وضعت كرتنا قريباً من إدارة «الفيفا» وتخطيط الاتحاد الأوروبي واحترافية الاتحادات الكروية المتقدمة، الطريقة الوحيدة التي نجح بها اتحادنا بكل أسف، هي تنفيذ سياسة الوعود والتخذير ثم بعد ذلك الاستسلام لتراكمات الفوضى وعدم القدرة على التخلص من الترهل في جسد كرتنا الذي لا يجدي معه الشد، ولا محاولات «المكياج».. لماذا؟
لأن آلية العمل والنظام المتبع لم يتغير، اختلفت اللجان فقط بأسماء الأعضاء والرؤساء، أما العمل فلم يتغير ومع أول مراحل دوري المحترفين بديونه ومشاكله المتراكمة منذ أمد بعيد، ما الذي تغير وما الذي حدث وما الجديد؟
هل سيتغير شيء ؟
الذي تغير أن الديون كبيرة وارتفعت نسبتها عن الأرقام الماضية، ولا يمكن أن تسددها إعانة الاتحاد الرياضي العام، فما بالك بنادٍ وضعه النظام الخاطئ لاتحاد الكرة أسيراً للديون الكبيرة والتراكمات الثقيلة من دون أن يكون هناك قرار ينص على عدم رحيل أي رئيس ما لم يسدد الديون، أما ما الذي حدث فإنه لا جديد ( فالطبطبة) من الواضح أنها ستحضر برمتها، وبالنسبة للجديد فإن بعض اللجان الرئيسية وعدت بعدم التساهل مع قضية أي نادٍ صغيراً كان أم كبيراً، وإن كان الجميع يثقون بالاتحاد الجديد وإصراره على تطبيق النظام والتعامل باحترافية متناهية مع الجميع، أما إذا كان من غيرها ، فالأفضل له ترك الجمل بما حمل وإعلان قرار الاستقالة الجماعية، مع يقيننا التام أنه لن يستمر في مكانه إذا ما استمر الحال بهذه الصورة.
ثم يرحلون !
الأندية التي أنهكتها الديون يفترض أن يكون لها تعامل خاص، وألا يكتفي الاتحاد الرياضي العام ومعه اتحاد الكرة بورقة تبرئة الذمة للإدارة المستقيلة أو المنتهية فترتها، إنما بإجراءات واضحة وصريحة تحمي النادي من العواقب، وأن تكون كل إدارة مسؤولة مسؤولية كاملة عن الديون التي كانت في عهدها، ما ذنب الأندية أن يأتي رئيس ناد يبحث عن الأضواء والبهرجة الإعلامية ثم يبرم الصفقات بملايين الليرات وخلال فترة قصيرة يرحل، ويترك النادي يغرق بالديون، ولا تعلم الإدارة اللاحقة كيف تتصرف ؟