الموقف الرياضي _ مالك صقر:
ما تزال كرتنا تدور في نفس الدائرة المغلقة منذ سنوات عديدة، خيبات أمل متتالية، وإخفاقات على مستوى كل الفئات، حتى اعتدنا كجمهور على حالة (القهر الكروي) التي تفرضها نتائج منتخباتنا ..
الفشل الأخير في التأهل للمرحلة الثالثة من تصفيات التأهل لمونديال 2026 ، قطع آخر حبال التواصل بين جماهير المنتخب واتحاد الكرة
بعد تكرار الفشل في منتخبات الفئات العمرية، وغياب أي إنجاز يذكر لها، مما جعل الجماهير تسترجع تصريح سابق لاتحاد الكرة متمثلاً برئيسه السيد صلاح رمضان الذي قال في وقت سابق:
حاسبوني على نتائج منتخبات الفئات العمرية، وليس منتخب الرجال، فأين هي نتائج الشباب والناشئين والأولمبي والرجال؟
لا شك أن مثل هكذا تصريحات أمر مرفوض، إذ أننا لا ننكر أهمية الاهتمام بالقواعد لرفد منتخب الرجال، ولكن يجب أن يكون منتخب الرجال على رأس أولويات أي اتحاد كرة في أي بلد ..
لا يهم جماهير الوطن من ينجح ومن يفشل، من الأسماء المتعاقبة على تولي رئاسة اتحاد الكرة ، فكل مايهمها هو الإنجازات، والنتائج الإيجابية، والطبيعي ان يتم دعم الناجح، وانتقاد من لم ينجح أياً كان اسمه .
فرغم وقوعنا في مجموعة كانت تعتبر – على الورق- مضمونة لكي نتأهل في المركز الثاني خلف اليابان، ولكن بتعادل صادم مع ميانمار، وخسارة مؤلمة أمام كوريا الشمالية، كانتا كفيلتين بالقضاء على آمالنا كلياً، ليدخل منتخبنا اللقاء الأخير أمام اليابان مستسلماً بشكل غير مبرر وغير مقبول، ويخسر بخماسية قاسية أمامه بعد خماسية الذهاب.
الهزيمة أمر وارد في كرة القدم، ويمكن تقبلها، ولكن الاستسلام بهذا الشكل لا يمكن تبريره ..
واستقالة المدرب الأرجنتيني لم تقنع الشارع الرياضي الذي ينتظر من اتحاد الكرة أن يتحمل مسؤولياته بعد هذا الإخفاق، وسط صمت غريب وغياب لأي تصريح من قبل الاتحاد.
إذاً، دورينا في أسوأ مكانة له، وبعيد بأشواط كثيرة عن باقي دوريات المنطقة، منتخباتنا فشلت فشلاً ذريعاً، ففي الوقت الذي نبارك به لدول جارة كالأردن والعراق التي تأهلت متصدرة لمجموعاتها، يطالع الجمهور السوري بألم الأخبار التي تقول : إن ٣ منتخبات عربية من آسيا فقط هي من فشلت بالتأهل، نحن إحداها برفقة اليمن ولبنان !
فعوضاً عن استغلال زيادة الفيفا لعدد المنتخبات المشاركة في المونديال إلى 48 منتخباً، وبالتالي زيادة مقاعد قارة آسيا إلى 8 مباشرة، وواحد آخر غير مباشر، خيب منتخبنا آمالنا بخروجه من الباب الضيق بأسوأ شكل ممكن.
لن نعطي حكماً مسبقاً بما يخص اللاعبين المغتربين، فهم بحاجة للوقت والانسجام، ولن نتحدث عن الاعتذارات المتكررة لبعض اللاعبين عن تمثيل المنتخب ، واستبعاد آخرين، فهي أمور فنية سنتركها لأهلها …
ولكن السؤال الذي يردده كل مشجع لمنتخب الوطن : إلى متى؟
المزيد..