إلى متى سبقى يدنا تائهة … فلا مشاركات ولا نظام مالي ؟

الموقف الرياضي – مالك صقر :
إلى متى ستبقى كرة اليد السورية تعاني من غياب الدعم والاهتمام والمتابعة من قبل القيادة الرياضية، وإدارات الأندية والفروع الرياضية؟ وإلى متى ستبقى تقاوم وتعيش على بعض الفتات الذي يقدمه بعض المخلصين والغيورين على كرة اليد ، في ظل غياب الأسس التنظيمية وفي ظل غياب أبسط المقومات الأساسية للبناء …
فهل يعقل للعبة جماعية بحجم كرة اليد حتى الآن لم يتم وضع نظام مالي لها أو ميزانية خاصة بها على أقل تقدير ؟
كرة اليد معدومة من كل شيء ، لا صالات لا تجهيزات ولا منتخبات ولا مشاركات ! والخلافات والانقسامات تسيطر على أغلب كوادرها ولجانها في ظل قانون الاحتراف الجائر، والذي أصبح حكرا على لعبتي القدم والسلة من قبل إدارات الأندية، وأيضآ غياب الدعم والاهتمام والمتابعة من القيادة الرياضية.إعادة هيكلة العلاقة مع الاتحاد الدولي والعربي
أمام كل هذه الظروف التي تعكس الواقع المرير لكرة اليد السورية، الموقف الرياضي حاورت رئيس الاتحاد العميد علي الصليبي ..
فتحدث بكل شفافية في ثلاث محاور أساسية قائلاً :
المحور الأول إعادة هيكلية العلاقة السليمة مع الاتحاد الدولي لكرة اليد السورية، وهذا يحتاج إلى متابعة ووقت، وخاصة بعد الإشكالية التي حدثت مع رئيس الاتحاد السابق محمد علي غازي ، وهذا كان يحتاج إلى وقائع وأدلة أكثر من ٢٠ فيديو تم إرسالها للاتحاد الدولي ، علمآ لدينا ممثلين هما أمجد قرواني وعبد الكريم الراعي في الاتحاد الدولي منذ أكثر من ٢٥ عاماً ، لم يقدموا لكرة اليد أي شيء ، فلا أحد سألهما عن تلك المساعدات التي كانت تقدم للاتحاد السوري !
أما اتحادنا الحالي فقد استطاع أن يجلب مساعدات وتجهيزات بقيمة تفوق المليار ليرة خلال فترة وجيزة، وهي عبارة ٤٥٠ كرة و٥٠ كرة شاطئية، وتجهيزات للحكام وتجهيزات مراكز تدريبية وكرات للمنتخبات الوطنية .
مساعدات تفوق المليار ليرة سورية !
وبقيت ٨ أشهر موضوعة في المستودعات اللبنانية نتيجة الظروف والحظر القائم على وطننا، حاولت كثيرآ مع المعنيين في القيادة الرياضية تأمين المبلغ، ليتم جلبهم من لبنان ، سافرت ٤ مرات ودفعت من جيبي الخاص أكثر من ٨ ملايين ليرة سورية .. حتى تم إيصالها ،  وسوف توزع لجميع الأندية بالمحافظات حسب الأصول.
حتى كانوا سيشكلون لجنة إتلاف … كونها بقيت ٨ أشهر ، ونحن نتوسل للقيادة الرياضية بالمساعدة لكن لا حياة لمن تنادي ! وأضاف الصليبي : أستغرب من البعض تجاهل عملنا خلال هذه المرحلة القصيرة منذ ٣٠ ثلاثين عاماً لم يتم إقامة دورة المدربين، وبإشراف الاتحاد الدولي اليوم .. أصبح لدينا ٣٧ شهادة موثقة ومعترف بها من الإتحاد الدولي، وهي كانت بمثابة أول دورة على المستوى المحلي والعربي كان رسم الاشتراك ٢٥٠ ألف ليرة فقط ، علمآ تكلفة الشخص فاقت ٥٠٠ الف ، فهناك تفاصيل كثيرة حدثت ليس لدينا الوقت لذكرها علمآ كله موثق، حتى شارك فيها اثنان من إخوتنا من مصر ، وأنت تعلم أن مصر هي  المصنفة الثالثة على العالم بكرة اليد، ونحن كنا بصدد إقامة دورة ثانية وتصنيف أعلى، لكن الظروف أصعب من الجميع حالت دون وصول المحاضر الدولي الدكتور خالد حمودي .
ويتابع الحديث : معاناة كبيرة وكثيرة جدآ ولا أحد يريد أن يتابع .. أيضآ كان لدينا تعاون مع عضو اللجنة الدولية للحكام والقوانين بالاتحاد الدولي ، ورئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي صالح بن عاشور عبر برنامج الزووم وتحدث بن عاشور بأنه مع كرة اليد السورية ، وأنهم مستعدون لمساعدة الاتحاد السوري من خلال تقديم يد المساعدة والوسائل والتجهيزات والتسهيلات ..
بما يخص كل ما هو جديد في قانون التحكيم التي من شانها عودة كرة اليد السورية إلى مكانها الطبيعي .. كما أعدنا الاتصال مع الاتحاد العربي لكرة اليد واقمنا اتفاقيات وبروتوكولات عمل خلال المرحلة المقبلة.
هذا ما فعلناه .. ومع كل ذلك البعض من أعضاء الاتحاد يرفضون حتى حضور الاجتماعات ،  فنحن نعمل ضمن القانون .. وحالة الفوضى والتسيب يجب أن نتخلص منها، علينا فقط ترتيب البيت الداخلي.
تجاوزت التراكمات ٢٠ عاماً !
بدأنا السير بالطريق الصحيح والقانون فوق الجميع، فأي بطولة يحدث فيها مشاكل نحتاج للوقت ، هناك تراكمات عمرها أكثر من ٢٠ سنة .
المحور الثاني .. أعضاء الاتحاد موجودون ، ولسنا منقسمين ، ولكن البعض أتى لمصلحة خاصة ويتهموننا باتهامات باطلة ، نحن نعمل ضمن القانون ولدينا وثائق تحمي عملنا في كل الأنشطة التي قمتا بها ، وخاصة الدورة الدولية التي حاضر فيها المحاضر التونسي وغيرها من الأمور .
مطالبنا من القيادة الرياضية غير مستجابة
أما بخصوص تتشكيل المنتخبات الوطنية للفئات العمرية الصغيرة، أشار رئيس الاتحاد : إن المقومات الأساسية لبناء اللعبة غير موجودة .. من تأمين معسكرات داخلية وحتى خارجية ،  قدمنا مذكرات عرض لإقامة تجمعات ومعسكرات لمواليد ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ كلها رفضت من قبل القيادة الرياضية ! حتى الرواتب للمدربين والحكام أو الإقامة في أحد الفنادق الرياضية، ووجبات الطعام فتم الإلغاء لها .. وصلنا لحالة متردية ، حتى بمسألة تأمين صالة اللعب ، فهي غير موجودة حتى في جميع المحافظات …
٤ طلبات قدمت لإقامة معسكر تعرضت للرفض نتيجة عدم وجود ميزانية لاتحاد كرة اليد …
علمآ أنني طلبت من القيادة الرياضية ضرورة إقامة احتراف جزئي ، فكيف يمكن ذلك ، ونحن لا نملك النظام المالي الخاص بكرة اليد ؟
نظام الاحتراف يحتاج إلى مقومات ..
نظام الاحتراف يحتاج إلى مقومات أيضآ لنأخذ مثالا قريبآ ، الاتحاد العراقي الميزانية الخاصة لكرة اليد تصل بحدود ٥٠٠ مليون دولار والمنتخبات لها ميزانية تفوق ٣٠٠مليون دولار.
وعندنا تكلفة معسكر داخلي غير قادرين على تجميع حتى ٢٠٠ الف ليرة ، نحن عاجزون عن تأمينها .. وهذا الأمر انعكس على بقية المحافظات بعدم مشاركة منتخباتها في التجمعات التي نقيمها …
فالدوري النظامي لا يكلف الأندية ، مع كل ذلك هناك العديد من الأندية تخلفت فرقها عن المشاركة بالدوري لأغلب الفئات في حلب وللرقة ودير الزور وحماة .. ولا أحد سألهم عن عدم المشاركة ، طبعآ السبب الرئيسي هو إدارات الأندية التي طبقت نظام الاحتراف على كرة القدم والسلة، وليست مستعدة لدفع ليرة واحدة لكرة اليد !
وجميعنا يعلم ويدرك بأن تكلفة عقود لاعب في السلة والقدم تكفي جميع فرق الأندية بكرة اليد … أغلب فرق هذه الأندية امتنعت عن المشاركة .

يدنا ( تمشي على العكاز )
ولا أحد توجه لهم بسؤال من القيادة الرياضي عن أسباب عدم المشاركة .. وأضاف الصليبي : نحن نمشي على العكاز ، فالنادي عندم يمتنع عن المشاركة لا نعرف ماذا سنفعل ..
مع العلم نادي الحرية في مشاركته الأخيرة دفعنا له ٨٠٠ الف ليرة حتى استطاع أن يشارك، وكذلك مصفاة بانياس ، وكذلك رئيس نادي الفتوة ٣٠٠ الف ، كانت تكلفة مشاركة فريقه ، لم يدفع ليرة واحدة ، بينما تكلفة فطور فريق كرة القدم كلفت النادي ١٥ مليون ليرة.
يدنا في موت سريري !
وغيرها من الأمور التي لست بوارد ذكرها الآن، في المقابل هناك أندية تعمل بجد ونشاط على مستوى الشابات أمثال أندية الشرطة والكرامة وقاسيون والنبك والنصر والسويداء التي عادت بعد غياب ١٤ عاماً ، وكذلك في درعا رغم معارضة البعض هناك أكثر من ٢٥ من كوادرها بين مدربين وحكام واداريين ، مع الإشارة إلى أن البعض من إدارات الأندية ، تحاول إلغاء كرة اليد !
علمآ أن مقومات النجاح موجودة لدى اللاعبين واللاعبات، لكن نحتاج إلى الدعم والاهتمام .
والسؤال الذي يطرح نفسه مع كل ما سرد عن هموم ومشاكل كرة اليد وكما يعلم الجميع .. بأن القيادة الرياضة مؤخراً سارعت لدفع الغرامات المستحقة للعديد من الأندية للاتحاد الدولي بكرة القدم والسلة، بينما نجدها عاجزة عن دفع تكاليف إقامة معسكر داخلي لمنتخب الناشئين في كرة اليد .

المزيد..
آخر الأخبار