من وراء فشل المدربين في دورينا المحترف ؟ إدارات الأندية تتدخل في شؤون الجهاز الفني … والمدرب دائمآ الضحية

متابعة – أنور الجرادات :
مدربو أغلب انديتنا المحترفة خرجوا من دورينا هذا الموسم ، وقد أصابت إدارات الأندية حمى تغيير المدربين هذا الموسم ، لدرجة أن أكثر من نصف مدربي الدوري رحلوا والنصف الثاني مهدد بالرحيل .. وإدارات الأندية عندما تختار المدربين تبحث عن الأسماء اللامعة أصحاب الإنجازات مع المنتخبات والأندية، وقد شهدت ملاعبنا خلال المواسم الماضية أسماء لامعة من المدربين أصحاب شهرة وتعرفهم كل جماهير الأندية.

لماذا فشلوا ؟
مدربو أنديتنا عندما جاؤوا إلى دورينا انكشفوا وخسروا وتمت إقالتهم ورحلوا قبل أن يقولوا لماذا فشلوا مع أنديتنا .. وأين العيب والقصور ولماذا لم يتكلموا هل كانت عندهم تعليمات بعدم الحديث وكشف المستور قبل رحيلهم ولم تتوقف نجاحات هؤلاء المدربين رغم فشلهم مع أنديتنا ؟ بل خرجوا من دورينا إلى أندية أخرى عربية نجحوا وحققوا الإنجازات .
ورحيل المدربين من دوري المحترفين يطرح السؤال : لماذا يفشل المدربون في دورينا وينجحوا في أندية أخرى خارج دورينا ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب علينا أن نذكر ما فعله المدربون بعد رحيلهم ..
المشاكل لا تنقطع
لو عدنا لمشاكل الاندية مع المدربين سنجد أن تردي النتائج دائمآ، تدفع إدارات الأندية لرحيل المدربين دون البحث عن الأسباب الحقيقية لخسارات الفريق، وتنتهي الأزمة برحيل المدرب ويأتي مدرب غيره ويرحل ويتكرر السيناريو والمحصلة في النهاية هروب المدربين من دورينا والاندية لا تعترف بالقصور .
نجوم في سماء التدريب .. لكنها لا تلمع
الحقيقة أن تحطم أحلام المدربين أصحاب الشهرة على أعتاب أنديتنا يؤكد بأن الخلل داخل الأندية، وهناك أسباب كثيرة وراء خسارة الأندية وتردي النتائج وليس المدرب وحده، ربما يكون المدرب جزء من الفشل ولكن لا يتحمله وحده ولا يرحل بسببه ، لأن بقاء المدرب سيؤدي في النهاية إلى علاج الخلل دون أن يكون هناك ضحية.
الأسباب كثيرة …
الاسباب كثيرة في بدايتها تدخل ادارات الاندية في شؤون المدربين ويعد هذا السبب هو الاهم والاكبر في فشل المدربين، حيث إن تدخل الإدارة والمتمثلة في رئيس النادي أو رئيس الجهاز، أو مدير الفريق في شؤون الفريق ودائمآ نجد أن هناك اجتماعات مطولة مع المدربين لاقناعهم بالتدخل في شؤون الفريق لعدم درايته باللاعبين .. وبالتالي يقف المدرب دون حراك عاجزاً عن التصرف في التغييرات وغير قادر على اتخاذ قرار واضح بشأن أي لاعب وكل قرار يحتاج إلى اجتماع ورفض وقبول، ويجد المدرب نفسه لا يملك قرار قيادة الفريق.
عدم اختيار المحترفين
السبب الثاني في فشل المدربين عدم اختيار المدربين للاعبين المحترفين .. فالاندية تختار لاعبيها المحترفين عن طريق (السماسرة) قبل اختيار المدربين وهو مالا يحدث في العالم كله، الأندية الخارجية تتعاقد مع المدربين أولآ ثم يختار المدرب المحترفين وهو متبع مع كل الأندية والادارات المحترفة ، ولكن في أنديتنا يحدث العكس .
التدخل في خطة المدرب
السبب الثالث لفشل المدربين هو اجبارهم على إشراك لاعبين خارج الخدمة أو محترفين غير مقنعين ، من أجل أن ثتبت الإدارة أن اختياراتها للمحترفين كانت صائبة ، حتى لو كان مستواهم سيء ، أو لا يستحقون اللعب في الفريق ولكن اختيار الاندية في المقدمة وليس خطة المدرب ..
المدرب هو الضحية !
السبب الرابع لفشل المدربين هو التدخل في التشكيلة خاصة بالدفع بلاعبين خارج الخدمة لا وجود لهم ليتم وضعهم في التشكيلة، وأيضآ التدخل في التغييرات في المباراة كما أن بعض الإداريين يجلسون في المدرجات ويتحدثون مع المدربين أثناء المباريات من أجل تغيير لاعب أو خروج آخر .. وفي النهاية تجد المدرب لم يضع الخطة ولم يختار التشكيلة وفي النهاية يتحمل المسؤولية عن خسائر الفريق .
لماذا يصمتون ؟
عدد من المدربين اعتاد أن يلتزم الصمت .. ليس لأنه مدرب جبان ، بل للخوف من الإطاحة به وعدم حصوله علي مستحقاته حتى بعد إقالته يمتنع عن الكلام وإذا تكلم لا يقول الحقيقة ، ويخرج من دورينا دون أن نعرف السر الحقيقي وراء فشل الفريق معه ثم ينطلق في دوري آخر خارج دورينا المحترف ، وينجح ويتألق ويحقق البطولات .. ثم يعود مجددا لدورينا ليلقي نفس المصير ويفشل ويرحل دون رجعة.
تجربة عشوائية
حال أنديتنا لا يسر عدو ولا حبيب … وإدارات الأندية تتعامل بعشوائية مع المدربين ولا يفكر أحد في ترك المهمة للمدرب يفعل ما يشاء يختار لاعبيه ويتحمل المسؤولية كاملة، ولعل تجربة بعض الأندية .. ونؤكد على كلمة بعض الأندية هذا الموسم جديرة بالاحترام، لأن إدارات الأندية تركت للمدربين الخيار ، ليفعل بالفريق كيفما شاء .
أين الإدارة المحترفة ؟
أنديتنا بحاجة إلى التعامل مع المدربين بأسلوب احترافي ، لأن دوري المحترفين فيه المدرب المحترف واللاعب المحترف ، وليس
فيه العقلية المحترفة أو الإداري المحترف .. فتسيطر العواطف والقرارات العشوائية والفردية علي كل القرارات ، والمحصلة في النهاية ( السقوط المدوي ) لمدربين يفضحون أنديتنا ، ويسيؤون إليها عندما يرحلون من دورينا.

المزيد..
آخر الأخبار