الموقف الرياضي _ملحم الحكيم :
ما من أحد إلا ويعرف ما يجري في بطولات الملاكمة التي غالبآ ما يكون عنوانها الأبرز هو الاعتراضات التي تصل إلى حدود الإساءة تجاه الحكام ، إثر إعطاء أي نتيجة ، فإن كانت نتيجة الحكم الركن الأحمر اعترض مدرب الركن الأزرق والعكس ، لتتفسر على الفور أن هذا الحكم « مرتشي حينا ومتحيزا حينا آخر و(متحطط) أحيانآ آخر، دون أي احتمال آخر.. وغالبآ ما تكون هكذا اعتراضات في النزالات متقاربة المستوى، فيكون الاعتراضات برأي البعض حالة إيجابية تدلل على جدية اللاعب والمدرب معاً خلال مراحل التحضير للبطولة أو التجارب، ولكن الاعتراضات في عالم الملاكمة لا تبقى ضمن الإطار العام ، فغالباً ما تأخذ شكل الإساءة كالسب والشتم والتهجم والاتهامات بالرشوة والتخاذل وغيرها ، وهو ما يشكل ناحية سلبية لرياضة لطالما عرفت برياضة الفن النبيل .
عقوبات كثيرة
وكدليل على ذلك ، أي على الإساءة أثناء الاعتراض، تقول كوادر الملاكمة بأن عقوبات بالجملة طالت العديد من المدربين في بطولة واحدة، ففي بطولة الشباب التي استضافتها اللاذقية وجراء الاعتراضات التي تنوعت أنواعها، جاءت العقوبات لتطال معظم المدربين .. حيث فرضت عقوبة التربية بحق المدربين مناف أسعد وموسى الشريف لتكرار الإساءة للحكام، وعقوبة الإيقاف لمدة ستة أشهر بحق المدربين عمران الشريف وموسى اسعد وعدم مرافقتهما لأي منتخب طيلة فترة العقوبة، مع احتمالية تخفيض درجتهما التدريبية في حال تكرار الإساءة ، وعقوبة الإيقاف حتى نهاية العام بحق المدرب محمد حسن وعدم مرافقته أي منتخب حتى انتهاء العقوبة وتخفيض درجته التدريبية في حال تكرار الإساءة واستبعاده نهائيآ من أسرة الملاكمة .
اعتراضات على كل شيء !
الاعتراض في عالم القبضات أمر متداول وربما روتيني اعتادته الكوادر ، فعلى الحلقة يكون الاعتراض على النتيجة على مبدأ إما أن يفوز لاعبي أو اعترض بالطريقة التي تريدها دون أي رادع أو أسس للاعتراض ، الذي من المفروض أن يأتي وفق الطرق النظامية ، والمتعارف عليها رسمياً ودولياً بتقديم طلب رسمي ورسم اعتراض ..
فيعاد عرض المباراة على لجنة مختصة تعطي كل ذي حق حقه في حين نكتفي على حلقاتنا بالسب والشتم واتهام الحكام على «نزاهتهم» بالتخاذل وقبض الرشاوى، ما يجعل معظم الحكام اما يعتذرون عن تحكيم البطولات، أو يحكمون خجلا من الاعتذار المتكرر، أو كي لا يشطب اسمهم من سجل الحكام العاملين .
الاعتراض مستمر ..
أما بعيداً عن الحلقات فالاعتراضات بعالم القبضات مستمرة لدى تشكيل أي بعثة لأي مشاركة كانت ليس على اللاعبين فقط، بل على المدربين والحكام والإداري وغيرهم فما أن رأت تشكيلة البعثة المشاركة في ساخا النور حتى بدأت الاعتراضات، لتطال المدرب المرافق محمد السلوم على أنه غير معروف ضمن مدربي الملاكمة وكونه مدرب لبيت رياضي في بناء الأجسام .. وحجتهم بالاعتراض أنه وضع كونه أخ لعضو اتحاد محمود السلوم « امين سر اتحاد اللعبة « فقط ، دون أن يبحثوا بخلفية الأمر جيدآ، فحمد السلوم هو مدرب ملاكمة في ذات البيت الرياضي الذي يضم تدريبات الملاكمة ويشرف على تدريب ابنه الموضوع بذات البعثة كنان السلوم الذي فاز ببطولة الجمهورية للناشئين ، ليتساءل البعض : هل تشكل القرابة عائقا بوجه مشاركة أحد ما إن وقع عليه الاختيار ؟ أليس اتحاد اللعبة بمجمل أعضاءه من يتخذ قرار المشاركة ؟ ألم تطالب كوادر اللعبة ذاتها بتعميم المشاركة لتطال مدربي المحافظات تشجيعاً لها وتقديراً لجهودها ، وتحفيزاً لمدربين آخرين يشعرون بسفر مدرب لمحافظة ما وأن الدور سيطالهم يوماً، وإن كان اختيار المدرب خطأ فكيف إذا تم اختياره واعتماده من أعضاء الاتحاد الذين أقروا اسمه في بلاغ رسمي لا يصدر عادة إلا بتوقيع الجميع ؟
إعادة للتجارب
عمومآ الاعتراض على المدرب ووتيرته يبقى مقبولا أما الاعتراض الذي رافق وضع اللاعب مقداد حماد ضمن تشكيلة الوقد المشارك في ساخا ، وسبب الاعتراض أن اللاعب خسر أمام لاعب دمشق في تجارب الانتقاء ، والتي استضافتها الفيحاء في ٢ آذار الحالي، وهذا ما فاقم الأمر وكثرت الاعتراضات ، لتصل المكتب التنفيذي الذي قرر إعادة التجارب لهذين اللاعبين بعد شهر تقريبآ من التجارب الأولى في صالة الفيحاء وهو « أي إعادة التجارب « أمر لم يرق لكثير من كوادر اللعبة ، بحجة أن هناك الكثير من النتائج المشكوك بأمرها بالتجارب ، فلماذا تعاد تجارب هذين اللاعبين تحديدا، والتي خلقت الكثير من التساؤلات ، فالتجارب أعيدت فعلآ ورافقتها تأويلات كثيرة والكلام سيتعاظم مع النتيجة ، التي انتهت بفوز اللاعب مقداد حماد بشكل واضح وصريح، بعد أن لعب بطريقة مغايرة كلياً للتجارب الأولى حسب تعبير كوادر اللعبة ، إلا أن مدربه وكوادر اللعبة استمروا بنسب سبب خسارة لاعبه بالتجارب الماضية للحكام المتخاذلين والمرتشين حسب تعبيرهم …
مع ترديد عبارة : ألم أقل لكم أن لاعبي يستحق الفوز وأنه خسر بسبب تخاذل الحكام دون أن ينظر أنها مباراة ثانية ، فلاعبه منذ البداية ، أي منذ التجارب الاولى ، كان جيدآ وخسر بفارق بسيط وهذه ناحية ، وأما الأخرى أن اللاعبين من الفئة الناشئة وقرابة الشهر مرت على المباريات الأولى .. وهي فترة كفيلة بتغير مستوى الأداء من تحسن أو تراجع عند كلا اللاعبين ولا علاقة للنتيجة التي أعطاها الحكام بالمباراة السابقة .
ملاحظة في مكانها
وهذا ما انتبه إليه جيدآ رئيس لجنة الحكام الرئيسة حسان بريز الذي قال : بالطبع هي مباراة جديدة وبفارق زمني كفيل بتغير الأداء، وسأوجه كلا اللاعبين والمدربين على أن المبارة الأولى كانت متقاربة جدآ ، ونتيجة اليوم ومهما كانت نتيجتها ليست مرتبطة أو في موضع مقاربة أو مقارنة مع مباراة التجارب في ٢ من آذار الحالي ، الأمر الذي أكده رئيس مكتب العاب القوة محمد الحايك بقوله : نحن نتعامل مع فئة عمرية صغيرة قابلة للتغير بمستواها خلال كل يوم .. وفترة شهر كفيلة بتغير الأداء وهذا ما نأخذه بعين الاعتبار فنتيجة الأمس، لا علاقة لها بنتيجة اليوم والتي فاز فيها مقداد بشكل واضح ، إنما يثبت حسن تدريبه والتزامه مع مدربه وقدرته على تدارك الأخطاء الفنية .. ما يدلل على قدرته على تطوير مستواه الفني وبالتالي نتيجته الحالية .. ولا ترتبط بنتيجتها السابقة تحكيمياً ، ولقد قررنا منذ أن أعلنا إعادة التجارب بأنه مهما كانت النتيجة الحالية .. وأياً كان الفائز فمن المحتمل أن نخضع اللاعبين لمعسكر لمدة أسبوع أو أكثر ، ونجري لهما التجارب الأخرى لنتبين من الأحق بالمشاركة في ساخا ، فنحن نعمل لمصلحة المنتخب الوطني للملاكمة .. وما يهمنا انتقاء الأقرب إلى الإنجاز التي حسم الملاكم مقداد أمرها وأنهى نزاله بفوز مستحق ، بعد أن قدم الأداء الفني المتميز على حلقة التجارب .