الموقف الرياضي – ملحم الحكيم :
رسمياً .. انتهت بطولة الجمهورية للملاكمة التي استضافتها اللاذقية، ولكن كوادر اللعبة مجتمعة لم تنته من الحديث عن مجرياتها، فتارة تتحدث بالايجاب فتقول: إن اللاذقية استضافت البطولة ونجحت في تنظيمها وتأمين كافة مستلزماتها وتميزت في تصدر أدوارها وحمل لقبها بكل جدارة، ما ينسبه كوادر اللعبة إلى حسن تعاون أبناء اللعبة في المحافظة مع المعنيين عنها وحسن تواصلهم فيما بينهم من ناحية، ومع اتحاد اللعبة من ناحية أخرى فجاءت صدارتهم مستحقة بفارق ست نقاط عن صاحب المركز الثاني، اللاذقية بالمركز الأول برصيد 27 نقطة ، تلتها هيئة الشرطة المركزي برصيد 21 نقطة ،لتثبت بذلك قبضات اللاذقية قدرتها على التطور المستمر بفنيات الملاكمة وأدائها ، وهذا يدلل على جدية المدربين بالتعامل مع ملاكمي المحافظة ومواظبتهم على تدريباتهم.
عودة إلى الميدان
وسط أداء ارتقى بالفعل إلى مستوى رياضة الفن النبيل وعكس ما جاء من أداء لا يرقى بالطموح في بطولات سابقة ، جاء أداء أبطال هيئة الشرطة لشهد له الجميع بالتطور ما نسبته كوادر اللعبة إلى التغييرات التي حصلت في كوادر اللعبة ودخول دماء جديدة على لعبة الملاكمة بالنادي ، إضافة إلى وجود توليفة مشتركة بين الشباب والخبرة من ناحية، وبين مشرف اللعبة بنادي الشرطة بطل الملاكمة شادي حسن وإدارة النادي من ناحية أخرى .. والذي أثمر إلى عودة الشرطة بقوة إلى مصاف الأندية القوية …
وكانت ثمرة النجاح والتعاون بين كوادرها حصولها على المركز الثاني بقوة ، وبعد أداء مشرف من أبطالها أمثال يحيى أمين الشرطة والمؤمن بالله القيس وجعفر يوسف ، ويزن مرهج وثائر عويضة الذين تألقوا فأحضروا الميداليات وحققوا النقاط ، ما يؤكد عودة ملاكمة الشرطة إلى المنافسة على المراكز الأولى كسابق عهدها .
الانتقاء تم .. والتشكيك مستمر !
عمومآ البطولة انتهت بانتقاء المنتخب المراد المشاركة به في بطولة آسيا للشباب ، والذي تنافس للوصول إلى صفوفه أكثر من ١٠٠ ملاكماً عبر ٨١ مباراة ، وهو أي انتقاء المنتخب وتحديد الفائزين .. ما لم يقنع الكثير من كوادر اللعبة الذين نسبوا هذه النتائج إلى أخطاء تحكيمية غير مقصودة حيناً وعمداً أحيانآ أخرى ، ولكن بكلتا الحالتين ألحقت الظلم باللاعب والدليل الاعتراضات بكل أشكالها ، التي رافقت معظم نزالات البطولة لا سيما في الدورين نصف النهائي والنهائي، وهو ما توقفت عنده كوادر اللعبة مطالبة بإقامة دورات للحكام ليس بطريقة التحكيم بل بطريقة تفعيل الضمير تجنباً لإلحاق الظلم بأي لاعب ، وإذا لم تقم مثل هذه الدورات فلا بد من وجود عقوبات بحق الحكم الذي يتسبب بأي نتيجة خطأ ، من شأنها أن تبعد لاعب عن مركزه الأساسي، وهذا أقل ما يمكن فعله ، لا سيما وأن العقوبة إذا تمت فستحمل في مضمونها إيقاف الحكام لمدة ثلاثة أشهر ، كما حدث ذات مرة .
العقوبة شكلية !
لكنها حسب كوادر اللعبة مناسبة إذ تشعر الحكم بوجود عاقبة لأفعاله، أما عملياً فهي عقوبة شكلية بكل معنى الكلمة ، لأنه ما من بطولة ستقام قبل ثلاثة أشهر من تاريخ العقوبة ، وبالتالي المغزى من العقوبة هو إعلامي وبين الكوادر ليس الا، وهذه ناحية أما الأخرى .. وحسب كوادر اللعبة فإن رئيس لجنة الحكام الرئيسية حسان بريز وإن عاقب حكامه فله كل الحق في ذلك ، ولا عتب لأحد عليه أو لجنته ، فهو الذي لطالما كرم حكامه في كافة البطولات والمناسبات ولطالما أخذ على عاتقه تأمين منامة حكامه على نفقته الخاصة ، وخصهم بمبالغ مالية تكريما وتقديرا لما يبذلوه من جهد خلال البطولة ، وهو ان عاقب فلا عتب ولا زعل منه على الإطلاق ولكن كان عليه أن يعاقب ليسود مبدأ العقاب والثواب ، فليس بكل بطولة يكرم الحكام وتصرف لهم المبالغ المالية «التي أصبحت عادة كما يبدو» ، التي اخذها البعض، أي عدم فرض العقوبات كمأخذ على حكام اللعبة وعدم التزامهم مع بطولاتهم ولجنتهم العليا من ناحية ، وعدم جديتهم بالتنقيط وإعطاء النتيجة المستحقة بغض النظر عن اسم اللاعب واسم ناديه أو محافظته .
دورة دولية ..
عمومآ وحسب الرأي الآخر فليس الحكام وحدهم من يتحمل وزر الاعتراضات وكثرتها، فإن يحكم ١٢ حكماً ٨١ مباراة وعلى مدار أربعة أيام ليس بالأمر السهل .. فعموماً لدينا نقص بالحكام» فالملاكمة تتطلب كل مبارة ستة حكام محايدين للاعبين وهذا ليس من السهل تأمينه ، وهذا جانب أما الجانب الآخر فهو النقص الكلي بالحكام الدوليين لعدم القدرة المادية للالتحاق الحكام بالدورات الدولية في دول مجاورة ..
رغم ما وعدنا به من استقدام دورات دولية إلى ربوعنا ، والتي نلنا الوعود باستخدامها ، فالجديد حسب تعبير اتحاد اللعبة وكوادرها بأن الاتحاد يسعى لاستقدام دورة دولية، فاتحاد اللعبة جاد في ذلك، إضافة إلى أن رئيس لجنة الحكام الرئيسية رفع كتابا ، يتضمن الموافقة على إقامة دورة لترفيع الحكام إلى الدرجة الدولية تستضيفها ربوعنا ، وهذا ما أثلج صدور كوادرنا …
والتي قالت : لم نتفاچأ لأنه ومنذ أن نال حسان بريز رئيس لجنة حكامنا عضوية لجان الاتحاد العربي ، ولجنة حكامه الرئيسية وأن تكون أمانة السر للجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد العربي بالملاكمة من نصيبنا ، هو مكسب حقيقي للجميع ، وإنجاز علينا استثماره على كافة الأصعدة، ولجنة الحكام تصب في إطار عمله ولطالما أن غايتها الاهتمام بالحكام ، فمن المتوقع أن ينجح البريز حسان .. من خلال موقعه الجديد بالتنسيق مع اتحاد اللعبة على تأمين الدعم اللازم من الاتحاد العربي ، والآسيوي لدعم حكامنا في ملاكمتنا ، فيوفر الدورات الدولية الخاصة بترقيتهم والمشاركات الخاصة بهم، ولطالما دعم الاتحاد العربي ، باقي الألعاب كالمصارعة والأثقال وغيرها ، فتبنى أحيانآ مشاركاتها ومعسكراتها ، على نفقته الخاصة وبمدربين معتمدين من قبله ولمدة زمنية مقبولة ، حيث ترى كوادر الملاكمة برئيس لجنة حكامها ، الرجل المناسب لهذه اللجنة وتفعيل دورها بالاتحاد العربي، ومنه إلى الآسيوي والدولي بالشكل الذي ينعكس إيجابيا على قبضاتنا وأبطالها ..
لا سيما بعد أن كثر الحديث عن دورات النجوم بما يخص الحكام ، ومن يطلع على كثرة تسميات كوادرنا في الاتحادات العربية والآسيوية والدولية ، يحتم أن تكون مثل هذه الدورات في ربوعنا حسب ما يأمل أبناء اللعبة ، فتعمل تلك الخبرات على استقدام محاضرين دوليين ، وإقامة دورات النجوم للمدربين والحكام في ربوعنا بالشكل الذي نخفف فيه الأعباء المادية، وتكاليف الدورة الباهظة التي تبقي كوادر تحكيمنا بعيدة عن طموحاتها بحمل النجوم الدولية، بانتظار دورات قادمة تحقق طموحات حكامنا ، الذين يستحقون حمل نجوم التحكيم الدولي.