جدل التحكيم يعود إلى دوري المحترفين…  وسط مطالب بتأهيل قضاة الملاعب!

متابعة – أنور الجرادات : 
لقد عاد ، في الأسابيع الأخيرة من دوري المحترفين ، جدل التحكيم  إلى الواجهة ، بسبب تواتر احتجاجات الأندية الكروية والجماهير الرياضية على قرارات التحكيم؛ الأمر الذي جعل اتحاد الكرة أمام تحدٍ جديد يتعلق بضرورة تأهيل مستوى التحكيم ، من خلال تحسين وضعية الحكام في عالم “الساحرة المستديرة”.
وقام اتخاد خلال السنوات الماضية، بسلسلة من التدابير التقنية لمواكبة تكوين المدربين والأطر التقنية واللاعبين ، لكن ورش التحكيم لا تزال في حاجة ماسة إلى إجراءات هيكلية، على غرار دول رائدة نجحت في تكوين جيل جديد من الحكام القادرين على احتواء ضغوطات المباريات.
احتجاجات دائمة !
الكثير من الأندية لا تزال تحتج على ما أسماه أخطاء تحكيمية، تقع بشكل مستمر خلال  المباريات ، حيث تستنكر هذه الاندية ما وصفته بـ”الأخطاء الفادحة” المرتكبة في أغلب المباريات .
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات كثيرة لمتتبعي كرة القدم بخصوص واقع لعبة التحكيم في الدوري بدرجاته كلها، حيث دعت مجموعة من المهتمين بالشأن التحكيمي إلى تعزيز التنافسية بين الحكام المحليين ، بجلب نظرائهم الأجانب من أجل التقليل من الأخطاء التحكيمية.
الاستعانة بحكام أجانب ..
هل أصبحت ضرورة ؟
إن “جدل التحكيم يتكرر منذ عقود في مجال كرة القدم، على اعتبار أنه يرتبط بالجانب السيكولوجي بعد نهاية كل مباراة؛ لكن تزايد الحديث بشأنه في الفترة الأخيرة، نظراً إلى تطور الوسائل التكنولوجية التي تتبع أدق تفاصيل المباريات”.
وإن “القرارات المتخذة من اتحاد الكرة  بخصوص التحكيم ، وخاصة بما يخص عقوبة إيقاف الحكام  والتي زادت من حدة الجدل الداخلي؛ لأن المتتبع البسيط لكرة القدم يرى أن تلك القرارات مردها إلى الحملة الرقمية ، الأندية ولاعبيها  من جهة، والخلل الحاصل في التحكيم من جهة ثانية”.
وأن اتحاد الكرة اعترف بالخلل التحكيمي في ظل الأخطاء التحكيمية المتكررة والتي بمجلها غير مقصودة، لكن يعود ذلك لسوء تقدير من قبل بعض الطواقم التحكيمية، لكن وبكل صراحة يجب ان نعترف بأن التحكيم لا يزال في حاجة ماسة إلى الاهتمام التقني المطلوب”.
إن “التكوين التقني لدى الحكام يجب أن يواكب التطور التحكيمي الكروي الحاصل في أغلب الدول ، خاصة أن لجان التحكيم الفرعية في بعض المحافظات لم تلعب بعد الأدوار المنتظرة منها”نظرا  إلى أهمية “تطوير معايير التحكيم في التكوين المستمر، سواء تعلق الأمر بتحسين اللياقة البدنية أو الثقافة القانونية ، أو الوضعية المالية والاجتماعية”.
وأن “التوجه العالمي لكرة القدم دفع الحكام إلى التفرغ لهذه المهنة، من أجل مواكبة المستجدات والتطورات الحاصلة بالميدان التحكيمي ، وهو ما يجب تطبيقه كذلك بملاعبنا  من خلال النهوض بالوضعية الخاصة  لحكام المباريات ، لتفادي اشتغالهم في مهن أخرى تؤثر على مستوى تكوينهم وجاهزيتهم البدنية والنفسية”…
مسؤولية اتحاد الكرة
إن اتحاد الكرة قام بثورة رياضية في جميع المجالات، إلا أنه يجب التركيز كذلك على ورش التحكيم الرياضي في السنوات المقبلة، من أجل التقليل من حدة الجدل الذي يضرب سمعة الدوري ، وأن  “التكوين القانوني والرياضي له أهمية كبرى؛ لكن يجب أيضآ على الحكام بذل مجهودات ذاتية أكبر لتعزيز الحضور النفسي والبدني أثناء المباريات”.
“جميع الحقب الرياضية لم تخلُ من الاحتجاجات من قبل الأندية ، سواء على الصعيد الدولي أم الوطني، وستظل كرة القدم تعيش على إيقاع الاحتجاج، رغم تطور تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو”.
وأن “وتيرة الاحتجاج المتصاعد مردها إلى بعض الأخطاء التحكيمية المرتكبة طبعآ بعيدا عن نظرية الأخطاء التحكيمية المقصودة ، فهناك أخطاء ترتكب للأسف من طرف الحكام، وتتعلق بالمهارة والخبرة وشخصية الحكم”.
وإن الخطير في الأمر هو طبيعة العلاقة بين حكم الساحة والحكام المساعدين ، ما يجعل البعض يتساءل عن الثقة المتبادلة بينهما ..
وأن “بعض الحكام يقعون ضحية عدم التعامل مع حساسية المباريات، وهي مهارات مهنية يجب اكتسابها في المباريات الحساسة ؛ لأن الهدف هو تطوير المستوى في نهاية المطاف ، فاتحاد الكرة يجب أن يتجه نحو تكوين الحكام المحترفين، على غرار المدربين واللاعبين المحترفين .

المزيد..
آخر الأخبار