شغب ملاعب دورينا المحترف .. بين مسببات “الآفة” وحلول مواجهتها

متابعة – أنور الجرادات :
باتت آفة الشغب تنخر الجسد الكروي في دورينا المحترف ، حيث تتكرر في كل مرة نفس مشاهد الفوضى والتخريب، التي ترافق مباريات البطولة، منذ مواسم عدة، كما تتسلط الأضواء على المسببات والدوافع في تقييم للأحداث، دون إيجاد حلول ناجعة للحد من الظاهرة، إذ تترامى المسؤولية بين أطراف عدة ويبقى المتضرر الوحيد (كرة القدم المحلية) ،
بالرغم من التطور الذي عرفته كرتنا المحلية  على عدة مستويات، سواء عبر التجهيزات والبنى التحتية التي يسعى اتحاد الكرة إلى توفيرها ، عبر مسايرة ركب الاحتراف على الصعيد الدولي، فإن القائمين على تسيير الشأن الكروي المحلي ، لم يتمكنوا، لحدود اللحظة، من احتواء الوضع المرتبط ب “ظاهرة الشغب”، قياسا بالمجهودات التي بذلت منذ سنوات لمعالجة القضية.
المقاربة المطلوبة
مع حدوث كل واقعة “شغب” مرتبطة بأحد المواعيد الكروية، يتساءل الرأي العام عن موقع المسؤولية مما حصل، حيث يتحمل الكثيرون  جزءاً كبيراً من المسؤولية، خاصة في حال وقوع انفلات عن الوضع الطبيعي، وهو ما يتكرر عادة في تقييم للأحداث بعد المباريات ، أو أثناء مجرياتها .خلال السنوات الأخيرة، نوع اتحاد الكرة  من أساليبه في التعامل مع “شغب الملاعب”، خاصة في العقد الأخير، مع بروز ظاهرة “الألتراس”، حيث فرض الأخير التعامل معها بشكل يتماشى مع أفكاره ومبادئه، بالرغم من النقط السوداء التي واكبت الحركية في مهدها، حيث كانت محور لظواهر العنف والشغب، في حالات متفرقة، كما أن البعض من روابط العديد من الأندية دخلت قفص الاتهام، كلما تعلق الأمر بتقييم هذه الآفة.
جهود تبذل
الجهود المبذولة على مستوى الحد من مستوى الشغب في الملاعب ، تتجسد في اعتماد روابط جماهيرية واعية، ولديها إدراك كامل ونام  تواكب تحركات جماهير الأندية ، سواء في التنقلات الخارجية ومرافقة فرقهم أو التحضير لمواعيد المباريات ، أو على مستوى الرقابة داخل أسوار الملاعب .
لكن ، بالرغم من محاولات احتواء وضع جماهير الأندية على المدرجات ، إلا أن روابط المشجعين توضع في دائرة النقد، مع بروز شرارة الشغب داخل الملاعب ، كما كان الحال خلال المباراة الأخيرة بين فريقي حطين والفتوة ضمن دوري المحترفين ، حيث أظهرت مقاطع “فيديو” طريقة تعامل اللاعبين والكوادر  والجمهور  مع مجريات الأحداث وخاصة بعد نهاية المباراة، والذي كان من مسببات وقوع أحداث الشغب ..
في الوقت الذي أضحت مباريات أخرى، داخل بطولة دوري المحترفين ، معروفة ب”حساسيتها”، على غرار “الديربي” بين أندية بعينها ، فكان من المنتظر على روابط المشجعين نظراً للخبرات التي راكمتها، أخذ الاحتياطات اللازمة، وإحداث استراتيجية تراعي خصوصية هذه المواعيد، تفادياً للأحداث التي تتكرر في كل مرة بجنبات الملاعب، على سبيل الذكر ليس الحصر.
المسببات والحلول..
مع مرور السنوات، يرتفع منسوب الاحتقان الكروي وسط الرأي العام نظراً لعدة عوامل، ساهم فيها التطور التكنولوجي وتنوع وسائط التواصل الاجتماعي، فضلاً عن انتشار المعلومة والنقاش العمومي الدائر، الذي يزيغ في بعض الأحيان، ليتحول إلى بؤرة للتهييج ومنصة لتحوير النقاش، مما يتسبب، بطريقة غير مباشرة، في تأجيج الصراع بين مناصري الفرق، وإشعال فتيل شغب محتمل.
فضلاً عن الدور الذي يلعبه الإعلام، فإن منصات التواصل الاجتماعي، أضحت الفضاء لخلق “الفتنة” بين المتداخلين في المشهد الكروي، وخاصة جماهير الاندية ، سواء عبر حسابات وهمية أو معلومة، أو عن طريق صفحات على “الفيسبوك”، وذلك في غياب لوسائل تحد من انتشارها.
في زمن “الألتراس”، أضحى لزاماً على المتداخلين في الحقل الكروي، أن يستوعبوا لغة “الحركية” ومبادئها، الأخيرة التي تختلف تمامآ عن نمط التشجيع الكلاسيكي، كما أن الأساليب المعتمدة تتضارب، في عديد المرات، مع سوء تقدير أو فهم ، من روابط المشجعين ، مما يضعنا أمام “صراع جماهير الأندية قبل كل مباراة ، في انتظار أن يساير منهج روابط المشجعين ركب التشجيع الكروي الحديث، وهو ما قد يجنب المشهد العام من وقوع أحداث شغب جديدة.
وحتى إن تعالت الأصوات المنادية بإقامة دورات تثقيفية لروابط مشجعي الأندية ، إلا أن شروط تجسيده على أرض الواقع، لم تتحقق، في ظل العشوائية التي تميز المشهد الكروي.
وإن اعتماد منهج الدورات التثقيفية لروابط المشجعين، وإن كان إجراء استباقياً، فإن تفعيله قد يتخد بعداً جزئياً، في حال تعامل المصالح المختصة، بذكاء، مع هذا الوضع القائم ، حيث أن مباريات بعينها، أضحت مرتبطة بآفة الشغب، بالعودة إلى السنوات الماضية، وهو ما سيمكن من وضع تصور خاص ، واضح على مدرجات الملاعب ذات حساسية، باعتماد سلم “الشغب” في تنقيط المواعيد الكروية لمباريات البطولة.

المزيد..
آخر الأخبار