متابعة – أنور الجرادات :
كثرت ديون الأندية في الأعوام الماضية، وذلك بسبب قيامها بتعاقدات كبيرة مع لاعبي كرة القدم بمبالغ خيالية ضخمة تفوق وتتجاوز الميزانية العامة للنادي كنوع من الهدر المالي، سواء كانت من رؤساء الأندية أم من الداعمين لتلك الأندية، والأخيرة هي المهمة لنا في هذا المقال، لكونها السائدة في الفترة الماضية، هكذا ممارسات مالية خاطئة من دون أدنى شك من شأنها أن ترهق ميزانية النادي، وتضعه في حفرة الديون.
حلول ومعالجة
وفي الحقيقة إن الديون دون حلول ومعالجة، تزداد تضخماً مثل كرة الثلج، بعض الداعمين حبه وعشقه وانتماؤه لناديه قد يورط النادي عند وعده بالتعاقد مع لاعب كرة قدم في حال إخفاق ناديه، أو في حال رحيل أحد اللاعبين المميزين عن فريقه المفضل، وهنا تبدأ حكاية الورطة المالية بالتعاقد مع لاعب كرة قدم بمبلغ مالي كبير، ويعلن الداعم عن ذلك في حسابه في تويتر في التعاقد مع ذلك اللاعب الكبير مع دعاية إعلامية وحملة من جماهير ذلك النادي، والنادي يصدر بياناً يشكره على تكفله بالصفقة.
تورط النادي…
ولكن في الواقع والحقيقة إنه دفع مقدم العقد ( الدفعة الأولى ) فقط، ويتورط النادي بتحمله بقية العقد الضخم، وفي حال تعثر النادي في الوفاء بالتزاماته المالية في حال عدم السداد، حينئذ اللاعب يلجأ إلى لجنة شؤون اللاعبين في اتحاد الكرة للمطالبة ببقية عقده ، ومستحقاته المالية التي لم تدفع، وهنا يقع النادي في ورطة مالية قد تسبب بها الداعم، وكذلك خطأ إدارة النادي المتمثلة برئيس النادي والرئيس التنفيذي بالموافقة على هذه الممارسة الخاطئة، والتي بكل تأكيد ضد الحوكمة في العمل الإداري.
ممارسات خاطئة !
وهذه الممارسات المالية الخاطئة واللامسؤولة متى تنتهي واتحاد الكرة يقف حائراً ولا يحرك ساكناً ، للحد من أوجه الهدر المالي الذي قد يعرّض الأندية لمطالبات مالية طائلة يمتد أثرها حتى المستوى الدولي ومحكمة الفيفا ، مع تفعيل نص المادة ( ٢٢ ) من اللائحة الأساسية للأندية ، والتي تتعلق بالمسؤولية القانونية لرؤساء الأندية وأعضاء مجالس الإدارات والرؤساء التنفيذيين عن مبالغ الديون.
إلزام وتشدد
ويجب على داعمي الأندية عند قيامهم بالتزام مالي إيداع المبلغ كاملاً للعقد المراد إبرامه في حساب النادي، وكذلك المدفوعات والمكافآت المشروطة في العقد، وكذلك قيام ( الداعم ) بكتابة تعهد خطي موجه إلى إدارة النادي بالوفاء بجميع التزاماته المالية الناتجة عن هذا العقد المراد إبرامه، مع إيداع كامل مبلغ الصفقة والعقد في حساب النادي دفعة واحدة أو أن يحرر سندات تتطابق مع دفعات المستحقات المالية في ميعادها المستحق ، لضمان حماية النادي من الهدر المالي ، والتعاقدات غير المدروسة والتي تفوق وتتجاوز ميزانية النادي .