الموقف الرياضي _ملحم الحكيم:
أقل من ثلاثة أشهر مرت على التغير الذي طال اتحاد المصارعة والتي كانت مبرراته حينها بسبب كثرة الإشكاليات وتقاذف الاتهامات ، طيلة فترة قيادته للعبة فكان التوتر سيد الموقف، واللعبة هي الوحيدة من سددت فاتورة الخلافات فشهدت اللعبة حسب تعبير كوادرها تراجعا كبيرا، وهي التي عرف عنها وفرة غلتها بالمعادن الثمينة بجميع المحافل وهذا ما يعرفه المكتب التنفيذي جيدآ، ليأتي بعدها تقديم معظم أعضاء الاتحاد لاستقالاتهم إثر عدم انسجامهم مع رئيس وأمين سر اتحاد اللعبة، وجد المكتب التنفيذي الحل بقبول الاستقالة وتغير اتحاد المصارعة كليا.. فعوضا عن تسعة أعضاء تم تشكيل الاتحاد الجديد بعضوية سبعة أعضاء ، خمسة منهم جدد ، ويدخلون الاتحاد لأول مرة .
إشكاليات مستعصية:
هذا ونظرت كوادر اللعبة إلى التغير الذي طال اتحادها فوجدته خطوة باتجاه تصحيح مسار اللعبة التي طالها الكثير من المنغصات والمهاترات خلال الأعوام الأخيرة ، ولكنها المنغصات التي تفاقمت إلى حد أدت إلى الانقسام بين كوادر اللعبة بحيث لم تجد هذه الإشكالات طريقها للحل أو التوافق رغم الجهود المبذولة من قبل الكثيرين ، ليتحول فيما بعد الاختلاف بوجهات النظر بين الكوادر إلى مشادات حالت دون العناية بابطال اللعبة وإنجاح مشاركاتهم وحرمتهم من العديد من المشاركات الخارجية، بعد أن انشغل الاتحاد برد الاتهامات والدفاع عن ذاته بدلا من الالتفات للعبة ، فكان العلاج وقتها بالكي ، وتغيير الاتحاد بشكل كلي.
ترميم وتعديل في مكانه :
واليوم جاء التغيير الآخر لاتحاد المصارعة من خلال ترميم النقص وتعبئة الشواغر وزيادة العدد ، ومسوغات التغير أن عضو اتحاد اللعبة رجا الكراد ومنذ تشكيل الاتحاد لم يحضر أي من اجتماعاته لمغادرته البلاد بحثا عن فرص عمل، كذلك كان عضو اتحاد المصارعة عدنان الحايك الذي غادر البلاد معتذرا عن متابعة العمل باتحاد اللعبة فكان لابد من الترميم، ولأن اللعبة تشهد انتشارا في محافظات فاعلة ، وحاضرة دوما كان لا بد من وجود ممثلين لها باتحاد اللعبة وعليه جاءت زيادة عضوين ليكون عدد من دخل الاتحاد بصيغته الجديدة أربعة أعضاء هم نادر السباعي وعبد العزيز الخالدي وأمير الصياح وجهاد الاسعد، وفي هذا يرى أبناء المصارعة أن التغير على اختلاف تسمياته” تغيير أو ترميم أو تعديل” شيء جيد من شأنه تنشيط اللعبة، والتغير بالمجمل في مكانه فهو رسالة للجميع بأن من لا يلتفت للعبة وأبطالها يمكن أن يغير ويعفى من مهامه، ومن يتغيب يأتى بالبديل عنه، فالمصارعة غنية بالكوادر القيادية ، وعليه فالاتحاد بحلته وتشيكيلته الجديدة يدرك ذلك سلفا ما يعني أنه سيلتفت للعمل وهو قادر على ذلك، فمحمد القزاز الذي حافظ على موقعه رئيسا للاتحاد بطل سابق باللعبة وأكاديمي” حقوقي” والمعروف عنه حكمته بالإدارة وقد رافق بعض بعثات المصارعة سابقا ونجح بإدارتها ، وهو متفاهم مع الجميع وعلى مسافة واحدة من الكل ، لاعبين، ومدربين، وإداريين، ما يعطي المؤشرات الحسنة على إمكانية نجاحه بقيادة اللعبة، وكذلك حال البطل فراس الرفاعي فهو بطل العرب والدورات العربية، ودورات المتوسط وعمل مؤخرا على تدريب المنتخب الوطني ولم يسمع عنه أي اشكاليات تذكر، لأنه محبوب من جميع الكوادر وبذلك بقي محافظا على مهامه كأمين للسر ومارس عمله بتميز طيلة الشهور السابقة، أما غسان البلح فهو بطل سابق لمختلف المحافل وضليع بالعمل الإداري والتنظيمي والفني ، وهو مكوك جميع البطولات لتألقه بتوزيع الأدوار والقرعة والتنظيم وقد عمل مع جميع الاتحادات على اختلاف تسمية رؤسائها، وذلك لقناعته أنه يعمل للعبة، ولا يعمل مع أشخاص أو لأشخاص ولا يسمح أن يسمى أو يحسب على أحد، فحافظ على موقعه اليوم عضوا لاتحاد اللعبة ، كذلك نضال درويش من محافظة اللاذقية فهو من الأعضاء القدامى للاتحاد ولم يطله التغير ، لأنه بقي نشطا في جميع فعاليات اللعبة وبطولاتها ، وهو بطل بالمصارعة وشغل رئاسة اللجنة الفنية ، وكان المعني بالمصارعة اللاذقانية التي تألقت مؤخرا لمتابعته لها ، كذلك هو حال عضو الاتحاد القديم الجديد البطل الحلبي صلاح غالية الذي حافظ على المصارعة الحلبية ، واستضاف معظم بطولات الجمهورية ونجح باستضافتها وينافس بفئاتها العمرية الصغيرة على المراكز المتقدمة في البطولات المركزية التي لم تتغيب المصارعة الحلبية يوما عنها ، رغم كل الظروف المريرة التي عاشتها حلب في ظل الإرهاب الغاشم .
لا دخيل على المصارعة :
كذلك واقع الحال للأعضاء الجدد لاتحاد اللعبة فنادر السباعي الذي دخل الاتحاد بصفته نائبا للرئيس كان في الاتحاد الأسبق ، وشغل ذات التسمية وهو بطل المتوسط ، والدورة العربية والآسيوية، والمعني الأول بالمصارعة الحمصية المتألقة دوما والمواظبة على تقديم المقترحات والتوصيات لنجاح اللعبة، وهو ما ينطبق على عبد العزيز الخالدي الذي
دخل عضوية:
لأبطاله ولاعبيه ولم ينقطع عن التواصل مع اتحاد اللعبة يوما مهما اشتدت الخلافات ، معتبرا أن الخلاف منبعه الغيرة على اللعبة وهو مشرف اللعبة بنادي الجيش الذين تألق أبطاله في مختلف البطولات الداخلية والخارجية ، ويمثل لاعبوه نسبة ٩٠ بالمئة من لاعبي المنتخب الوطني أصحاب الإنجازات وهو الذي لم يتغيب يوما عن المشاركة بالبطولات المركزية، فكان يزج بابطال النادي باسم دمشق إن لم يشارك النادي فيها كحالة بطولة الناشئين الفائتة وبطولة الأشبال الحالية، أما أمير الصياح ابن محافظة دير الزور التي سبق لها وأن شهدت نشاطا بالمصارعة قبيل الأزمة ، وهو عضو جديد بالتشكيلة لكنه سبق وأن شغل عضوية الاتحاد سابقا وكان أمينا للسر يوم كان الاتحاد برئاسة محمد الحايك، وتألق الصياح يومها بعمله وحسن سلوكه مع جميع كوادر اللعبة، حاله في ذلك حال ابن محافظة حماة جهاد الأسعد الذي تناوب ما بين رئاسة اللجنة الفنية بالمحافظة وعضوية الاتحاد لعدة مرات وعلى زمنه شهدت مصارعة حماة حضورا بجميع البطولات المركزية، ولم يسبق له أن أفعل خلافا مع أي من كوادر اللعبة أكان على صعيد الاتحاد او على صعيد كوادر محافظته ، التي توليه ثقة كاملة لقيادة اللعبة . .
وبالنظر إلى صفات الاتحاد الجديد واعضاءه الذين توج معظمهم أبطالا للعبة في محافل رسمية ودولية ، وبظل قيادة ” الحقوقي”محمد القزاز المعروف بأسلوبه …
الذي يعتمد على مقاربة الأمور ويستند إلى الدلائل والبرهان تتطلع كوادر اللعبة إلى اتحاد تسود أسرته أجواء هادئة لا منغصات فيها ولا تبادل اتهامات، ما من شأنه التفرغ للعبة وتدريبات مصارعيها ، ومشاركتهم التي من المؤكد بنظر كوادرنا أنفسهم أن معادنها الجميلة ستعود إلى سابق عهدها مع أولى مشاركة لهم.
باكورة النشاط :
في باكورة نشاطات الاتحاد الجديد تشارك مصارعتنا بواقع ثلاثة مصارعين هم مجد عائشة ، إبراهيم الطباع وعمر صارم يرافقهم أمين سر اتحاد المصارعة فراس الرفاعي بصفة مدرب رئيس اتحاد المصارعة محمد القزاز رئيسا للوفد، تتواجد مصارعتنا في بطولة دولية “كأس ايفان ياريجين ” للمصارعة الحرة للرجال تستضيفها روسيا، بالفترة من ٢٣ الحالي ولغاية ٣٠ منه، حيث غادرة بعثة مصارعتنا للمشاركة بالبطولة والمعسكر التالي لها وهي فرصة تجدها مصارعتنا ذا فائدة كبيرة كونها بطولة دولية فيها الكثير من الأبطال الدوليين، ما يجعلها محطة اختبارية هامة أمام أبطالنا لتقيم مستوياتهم الفنية ، لا سيما وأننا على أبواب بطولة العرب التي تستضيفها السعودية مطلع آذار القادم، وهذه ناحية أما الأخرى فاتحاد اللعبة يسعى من خلال هذه المشاركة أن يتمكن من البقاء لخوض معسكر تدريبي يلي البطولة الدولية مع المنتخبات الروسية في عدة مدن ومحافظات ، كما يخطط اتحاد المصارعة وهو أمر أن نجح” أي المعسكر المشترك” الذي جاء التأكيد من بعثتنا بأن التدريبات على قدم وساق وقوية جدآ، بالشكل الذي تكون هذه المشاركة فرصة مثالية لإعداد أبطالنا بالشكل الأقوى والأفضل.