قبل أسبوع من بدء الامتحان ..

الموقف الرياضي – علاء محمد:
مهما حاول اتحاد كرة القدم تعويم أفكار تبرر الإخفاق “لا سمح الله” في بطولة كأس الأمم الآسيوية التي ستنطلق بعد أيام، فلن ينجح، إذ عليه أن يتذكر أن عامل “ضيق الوقت” لا يمكن استخدامه ولكثير من الأسباب، لعل أهمها أن البطولة التي تجري في العام ٢٠٢٤، كانت مقررة قبل عام كامل، وقد رُحّلت لمدة عام بسبب كأس العالم ٢٠٢٢، ما يعني أن هذا الاتحاد قد تمتع بمساحة زمنية إضافية مدتها العام الكامل، الأمر الذي يمنع أي مسؤول في هذا الاتحاد من الحديث عن موضوع الوقت.
العامل المذكور، تم تداوله في الاتحاد، في الأيام الأخيرة، مع مجموعة من الأسباب الأخرى التي يمكن أن يستند إليها الاتحاد في عملية التبرير، عند السقوط الذي لا يتمناه أحد.
ومن العوامل الأخرى “المبرِّرة” برزت رواية تفيد بأن المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر لم يحظَ بالظروف المناسبة لانتقاء اللاعبين الذين يمكن أن يعتمد عليهم في قطر ٢٠٢٤. وفي هذه الرواية ما يصنع الاستفزاز، ولأكثر من سبب، أولها أن كوبر وصل إلى دمشق في شباط ٢٠٢٣، ما يعني توفر إطار زمني له يزيد على السنة.
ليس الذنب على أي طرف، خارج الاتحاد وخارج محيط كوبر، والأرجنتيني تفرد عن كل مدربي آسيا بلعب مباراة واحدة في أيام الفيفا بدل مباراتين وقد فعلها أكثر من مرة، ذلك حين تكون القاعدة بالنسبة للمنتخبات أن يلعب كل منتخب مباراتين في كل توقف دولي!
ومن بين المبررات التي سيتم سوقها في حال الفشل وقد تداولها كثيرون، حتى في الإعلام المقرب من الاتحاد، موضوع اللاعبين المغتربين الذين تم ضمهم مؤخرا إلى صفوف المنتخب، وعدم توفر الوقت اللازم الذي يتيح للمدير الفني “كوبر” توليفهم مع اللاعبين السوريين، وفي هذه أيضا قفز فوق (الأساطيح)، وخروج عن المنطق، إذ لم يكن، لا الاتحاد، ولا حتى خياره الأرجنتيني، مجبرَين على ضم لاعبين جدد قبل بطولة بأهمية وقيمة كأس الأمم الآسيوية، بل كان بالإمكان جداً الاعتماد على أفضل من شاركوا في المباريات التي قادها كوبر طوال عام كامل، وتأجيل ضم ذوي الأصول السورية إلى ما بعد البطولة.
أبرز المبررات وأكثرها رواجاً في شارع الاتحاد ولدى بيّاعي بضاعته، إنْ في الإعلام، أو في سوق الفيسبوك، أن الخروج المبكر من كأس الأمم، لن يصنع مشكلة له، مدللا على ذلك بأن مشاركاتنا السابقة، كلها، لم تشهد عبوراً واحداً إلى الدور الثاني.. وهنا نسأل اتحاد الكرة مسبقاً، لطالما أنه يطرح أفكاره ومبرراته مسبقاً: ولماذا أتيت بالمغتربين، وتكلفتَ المال عليهم، وتسببت بإبعاد نجوم كبار لهم وزنهم القاري، إذا لم تكن واثقا من قدرة هؤلاء المغتربين على تحقيق إضافة “سريعة” للكرة السورية عن سجلها المحدود في النسخ السابقة؟
كل المبررات مرفوضة، لا سيما حين تقذف في وجه الجمهور قبل وقوع المصيبة، وأعتقد جازماً، أن اتحاد الكرة الحالي، والذي يديره شخصان فقط، واحد من داخل مجلس الاتحاد، والآخر من داخل الاتحاد ولكن من خارج (الكونجرس)، يعرف تماماً أن بطولة كهذه، تسببت في مرات سابقة في حل اتحادات، وإذا كان أحدهم يزيّن للبقية أن علاقاته ووصوله إلى بعض مكاتب النفوذ تكفل للاتحاد عدم المحاسبة، فهو مخطئ، لأن إدارات سابقة في هذا الاتحاد تمتعت بعلاقات أكثر قوة ومتانة مع ذوي نفوذ أقوى وأمتن، وظنت بأن المحاسبة في واد آخر، ولكن في آخر النهار، نادى المنادي بوجوب تقديم الاستقالات وعلى وجه السرعة.

المزيد..
آخر الأخبار