غضب وجدل على التحكيم خلال دوري المحترفين

متابعة – أنور الجرادات: 
مع اشتعال منافسات دوري المحترفين ومسابقة كأس الجمهورية وزيادة الصراع بين الأندية، بات واضحاً أن البعض يحمل الحكام مسؤولية أي إخفاقات، أو توجه لهم أصابع الاتهام في التحامل على فريق بعينه أو مجاملة آخر، ومع غياب الدفاع والمظلة الواقية للحكام تحولوا بدلاً من قضاة يطبقون العدل في المستطيل الأخضر ويمنعون التجاوزات إلى مجنى عليهم، وتطولهم ألسنة النقد والاتهام الدائم.
صرخات الحكام انطلقت للدفاع عن موقفهم كونهم أصبحوا الحلقة الأضعف في سلسلة حلقة منظومة الكرة السورية، في ظل غياب الغطاء والمظلة الواقية لهم من أي هجوم ، وباتوا يواجهون النقد والاتهامات والنيل في الأعراض دون أي حماية.‌‏
ضعف القرارات
ووصل التراشق في حق الحكام إلى أقصى مدى من مسؤولي الكرة في الأندية، في ظل وجود تحكيم يفتقر للقوة والشجاعة داخل الملعب، و المشكلة ليست في القرارات الفنية وإنما الإدارية في عدم اتخاذ قرار ضد من يتجاوز الحد المتعارف عليه.‌‏
والحال أن الجميع لم يعد لديهم ثقة في عناصر التحكيم، ولابد من حدوث تغيير شامل في منظومة التحكيم واستقدام وجوه جديدة بفكر وأسلوب عمل جديدين، باعتبار أن المسؤولين الحاليين فاقدون للسيطرة على منظومة  التحكيم وهم من أضعفوا التحكيم، وهو الآن ينهار ولابد من إلغاء فقرات التحليل التحكيمي في الفضائيات لأن الأخطاء التحكيمية موجودة في العالم كله، ولابد من وقفة لأننا نملك حكاماً جيدين ويجب أن تكون هناك قرارات حاسمة ورادعة، بدلاً من انتظار وقوع كارثة جديدة، وننتظر بعد وقوعها البحث عن المتسبب في حدوثها، خاصة أن الحكام أصبحوا في قفص الاتهام.‌‏
العنصر الأضعف ‏
إن كل فريق بالدوري ينتقد الحكام من وجهة نظره لأن النقاط أصبحت غالية على كل الفرق، ومن حقها توجيه انتقادات للحكام طالما تشعر بالظلم، شريطة أن يكون النقد موضوعياً وليس فنياً ، لأن الحكام دائماً ما يكونون العنصر الأضعف في منظومة الكرة، ولابد من حصولهم علي حقهم.‌‏
ويجب قبل أن تحاسب الحكم على الخطأ أن تمنحه الحماية الكاملة والحصانة، وما يعيب الحكام في الوقت الحالي، هو غياب التركيز لأنها السبب الأساسي في وقوع أخطاء تحكيمية، وسببها يرجع إلى عدم تركيز الحكام داخل الملعب.‌‏
ومن ضمن الحلول أيضاً أن يمنح الحكم اهتماماً كبيراً للمباراة على مدار الـ٩٠ دقيقة، ويسبقها الاهتمام بالتدريب ورفع اللياقة البدنية حتى يتمكن من التحرك داخل الملعب والتواجد في المناطق الحساسة داخل الملعب، لاسيما أن المسابقة لا تحتمل أخطاء أخرى.‌‏
المسؤولية مشتركة‌‏
إن جزءاً من أخطاء التحكيم بسبب غياب التركيز ولابد على قضاة الملاعب أن يكونوا في قمة التركيز، وعلى لجنة الحكام أن تتحدث معهم للوقوف على أسباب حدوث تلك الأخطاء وأسباب غياب التركيز، لأن المسؤولية مشتركة بين الحكام واللجنة، كما أن الحكام عليهم أن يعملوا على الارتقاء بمستواهم الفني، خاصة أنه لا يوجد ضغوط عليهم، ونرى أن التعامل النفسي مع الحكام غير موجود ، حيث يوجد الإعداد البدني والفني والطبي ولكن يغيب الإعداد النفسي ويتم تجاهله من قبل اللجنة.‌‏
ويبدو أن الحكام هم الحلقة الأضعف في منظومة الكرة بكل تأكيد ومن دون تناقض ، لأن القوة تأتي من وجود اتحاد كرة يدافع عنهم ولوائح رادعة ولكن ذلك غير موجود في دورينا ! وفي دول عديدة يوجد هناك التزام لوجود رادع وتوجد حماية لقضاة الملاعب.‌‏
قرارات صارمة‌‏
إن الحكام هم الطرف الضعيف في منظومة الكرة، والجميع يحمّل التحكيم المسؤولية من دون أدني مسؤولية على نفسه، وأخطاء الحكام لن تنتهي لأنها جزء من كرة القدم في كل دوريات العالم، وهناك أخطاء أكبر بكثير والمنافسة بين الأندية والتحكيم هو من يدفع الثمن في ذلك الصراع.‌‏
وهناك العديد من الحلول، أولها إيقاف من يهاجم أعضاء منظومة التحكيم، وتطبيق قرارات صارمة عليه لتصل لحد الغرامات المالية والإيقاف متفاوت المدة، حسب حجم الجرم الذي ارتكبه في حق قضاة الملاعب، مع ضرورة حصول الحكام على كامل حقوقهم وخاصة النظر فيما يحصلون من مبلغ مالي لقاء تحكيمهم، فهو يعد قليلاً قياساً بما يحصل عليه الحكام الآخرون في دول مجاورة، وخاصة في ظل الظروف الصعبة.‌‏

المزيد..
آخر الأخبار