الموقف الرياضي- متابعة – أنور الجرادات :
يعلم الجميع بأنه لدينا جيل جديد من المدربين الوطنيين ينتظرون الفرصة..
نعم.. امنحوهم فرصة، لكى يثبتوا أنفسهم ويقدموا أفكارهم أمام الجماهير.. لكي يحصلوا على شهادة التدريب.. فرصة واحدة كفيلة باكتشاف جيل جديد من الموهوبين في التدريب.. فرصة واحدة لكي يحصلوا على رضا الجماهير.. فرصة واحدة قد نكتشف من خلالها مولد مدرب واعد نحتاجه مستقبلاً.. ولكن بشرط أن تخلعوا (البرنيطة).
القضية ليست قضية استقدام وتعاقد مع مدرب أجنبى يلبس القبعة لكي تقتنع به الجماهير، ولا هي مهمة صعبة يريد المسؤول أن يلقيها من فوق أكتافه بالتعاقد مع أجنبي ! فليس كل أجنبي صالح للتدريب عندنا ، وليس كل أجنبي تنجح خططه وتطبق أفكاره داخل ملاعبنا.
جودة مفقودة
منذ سنوات وكأننا فى معمل اختبار ، نبحث عن الجودة ولا نجدها ، فأغلب المنتخبات الوطنية مر عليها مجموعة مدربين نجحوا في الحصول على بطولات، وفشلوا فى تقديم مواهب جديدة من الناشئين إلا أن المتابع لحال كرتنا المحلية يجد أن أي مدرب من الممكن أن يحقق مع أي من المنتخبات وحتى مع الأندية بعض الإنجازات لأسباب كثيرة، أهمها الدافع لديها فى حصد البطولات، ونوعية اللاعبين الجيدة الموجودة داخل الملعب بمواهبهم وقدراتهم الفنية.
وهذا ليس تقليلاً من قدرة أي من المدربين (الخواجات) ، بل رؤية واقعية لما هي عليه منتخباتنا الوطنية، فأغلب هؤلاء المدربين وحتى الآن لم يقدموا فريقا متكاملا، وظهرت عيوب كثيرة، وأهمها الحالة المزاجية لهم مع اللاعبين، فهم مدربين يحبون ويكرهون دون أسباب، ومن الممكن أن يدمر لاعبا لسبب بسيط وهو أنه لا يحبه، وهو ما شاهدناه مع العديد من اللاعبين والأمثلة كثيرة…
عدم استقرار !
فى المقابل، اعتمدوا على عدد من اللاعبين طوال الموسم دون ظهور بديل وأصروا على تقديم لاعبين غير جاهزين، لمعرفة طبيعة كرتنا المحلية لدرجة أن الحب والكره ظهرا بقوة على كل الفرق التي كانوا مشرفين فنيا عليها.. ولو كان أي مدرب وطني من الذين برعوا في الدوري وفي المنتخبات الوطنية ، مكان أي منهم كان يمكن أن يحقق ما حققوه مع فرقهم المشرفين عليها فنياً.
فى المقابل، استغنى في العديد من المنتخبات الوطنية ومعها الأندية، عن بعض من المدربين الوطنيين وجاء الاتحاد بالمدربين الخواجات ونعم لهم اسمهم فى عالم التدريب، إلا أنهم لم ينجحوا مع المنتخبات الوطنية !
وكانت الحجة عدم الاستقرار الإدارى بالمنتخب وبالنادي، وعندما جاء الاستقرار لم نشاهد بصماتهم، فهم كمدربين أيضآ لهم سلبياتهم وأهمها إصرارهم على تطبيق فكرهم وطريقتهم ، حتى ولو كانت لا تصلح مع لاعبنا المحلي ، وحتى المحترف في الخارج وحتى مع اللاعب المغترب، فلم يستطيعوا التأقلم ولا حتى التقرب من اللاعبين، فلم يقدموا فكرا ولم يضعوا بصماتهم.
فشل كبير …
والمدرب الذى يصر على تطبيق فكره فقط دون النظر إلى كيفية ملائمته للكرة السورية ، لا بد أن يفشل، حتى ولو كان أمهر وأميز المدربين العالميين.
وحسناً ربما يفعل اتخاد الكرة، بإنهاء التعاقد مع مدرب المنتخب الوطني الأول كوبر ، والاعتماد مؤقتا على مدرب وطني ، فهو سوف يتأقلم سريعا مع الفريق، وقد يستطيع أن يصنع من المنتخب الوطني الأول فريقا جيدآ، ووضع كل لاعب فى مكانه الذى يبدع فيه.
وتتمنى أن تستمر التجربة لأن اختيار مدرب جيد في هذا التوقيت صعب.. لأننا نبحث عنهم فى مقاهي أوروبا ومن العاطلين عن العمل التدريبي.
لماذا لا يتم الاعتماد ومنح الفرصة للمدرب الوطني ويتم الحكم عليه بعد فترة ؟
أنا مع المدرب الأجنبي ولست ضداً له.. إلا أن التوقيت غير مناسب لاختيار الأفضل.
المزيد..