بعد نتائجها الأخيرة في غرب آسيا..كرة القدم النسوية «بسمة أمل ونهضة مدروسة»

الموقف الرياضي- متابعة – أنور الجرادات:
جاء التألق الأخير للمنتخب الوطني النسوي الواعدات والناشئات اللذان استطاعا الحصول على لقب بطولة غرب آسيا  لأول مرة، ليؤكدا الصحوة التي تشهدها كرة القدم النسوية في السنتين الأخيرتين، وبالضبط منذ اعتماد نظام الممارسة الاحترافية، من خلال تأسيس هرم تنظيمي للعبة، وإعادة هيكلة إدارتها، ووضع مجموعة من البرامج لتطويرها؛ أبرزها توسيع قاعدة اللاعبات الممارسات ، واعتماد نظام العقود الاحترافية لجميع اللاعبات.

نهضة حقيقية 
تعيش كرة القدم النسوية السورية نهضة حقيقية في السنة الحالية، بعد الإنجازات التي تحققت، وأبرزها الحصول على بطولة غرب آسيا للناشئات و الواعدت لأول مرة في تاريخه، أيضآ، ناهيك عن تألق بعض الأندية في البطولات المحلية كفيروزة والعربي وجرمانا وعامودا وعمال السويداء.
ولم يأت بروز كرة القدم النسوية، في السنة الحالية، من فراغ، بل نتيجة لرغبة أكيدة لاتحاد الكرة، وخاصة الدائرة الفنية قسم الكرة الأنثوية،  في تطويرها والرقي بها إلى المكانة التي تستحقها، استجابة لتوجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ، وأيضآ، تماشيا مع سياسة اتحاد الكرة في تطوير كرة القدم المحلية في جميع فئاتها.
في هذا السياق نعلم بإن الدائرة الفنية في اتحاد الكرة قسم الكرة الأنثوية سطّرت خارطة طريق تطوير ممارسة كرة القدم النسوية قبل سنتين، من خلال اعتماد النظام الاحترافي في فئة السيدات، وأن اتحاد الكرة  تكفل بأداء أجور مراقبة وتحكيم مباريات الدوري وأجور  اللاعبات والمدربين والمدربات والأطر التقنية، شهرياً.

خارطة الطريق
ويعلم المتابعون والمهتمون في الشأن الكروي وخاصة بالكرة الأنثوية، أن المشرفين على قسم الكرة الانثوية في الدائرة الفنية في اتحاد الكرة عملوا على  خارطة طريق احتراف كرة القدم للسيدات، عبارة عن «اتفاقية عقد الأهداف»، تم تسطير برنامجها والإعداد لها خلال الفترة القادمة ، وينفذ اتحاد الكرة كل ما يطلبه منه الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم وخاصة من جهة إطلاق بطولة احترافية أولآ خاصة بفئة السيدات ومن ثم باقي الفئات الصغرى.
وفي الشق المالي، تضمن الاتفاق مع الاتحادين الدولي والآسيوي الرفع من قيمة المنحة السنوية المخصصة لكرة القدم النسوية للنهوض بها من الجوانب كافة.
وإضافة إلى ذلك، يتضمن الاتفاق في شقه التقني، مواكبة تدبير الأندية إداريا وماليا من طرف الدائرة الفنية ، والرفع من عدد ممارسات كرة القدم .
وحرصا على تنزيل جميع أهدف الاتفاقية على أرض الواقع، اشترط الاتحادين الدولي والآسيوي على اتحاد الكرة الالتزام التام بجميع بنودها، من أجل الاستمرار في التوصل بمنح الدعم السنوي.
أرضية الاحتراف
قبل انطلاق الموسم الرياضي الماضي ، تواصلت جميع الفرق المشاركة في الدوري مع اتحاد الكرة ودائرته الفنية ، من أجل حل مشاكل تنقلها، وتجهيزاتها، كما تعهد اتحاد الكرة بالتكفل بمصاريف التنقلات الطويلة بالإضافة إلى دفع أجور تحكيم ومراقبة مباريات الدوري،
ووضع على عاتقه أيضآ، في «عقد الاتفاق  التكفل بتأدية الرواتب الشهرية للاعبات فضلا عن التكفل بالرواتب الشهرية لعدد من  أفراد  الطاقم التقني لكل فريق ، كما وضع الاتحاد  على عاتقه التكفل بالمعدات الرياضية للأندية.
 نادي فيروزة النموذج
يعتبر فريق فيروزة النسوي نموذجاً حياً لتطوير ممارسة كرة القدم النسوية ، إذ أن الإمكانيات الموفرة له لا تقل عن الإمكانيات الموفرة لفريق الذكور بفئة الكبار، وهذا ما يجعل جميع اللاعبات يفضلن الانتقال إلى هذا النادي الذي  راهن القائمون عليه قبل سنوات، على تأسيس قاعدة لفريق قوي، يكون النواة الأساسية للمنتخب الوطني ، وها نحن نرى نتيجة هذا الرهان، بحيث أننا نتوفر على منتخب وطني جميع لاعباته منسجمات، يعرفن بعضهن البعض كما هو الحال في أندية جرمانا وعامودا والعربي وعمال السويداء.
 مرحباً بالاحتراف…
وكثيرات من اللاعبات عبرن عن سعادتهن  بإطلاق مشروع احتراف الكرة النسوية، وقالت اللاعبات نحن الفرق الوطنية، سعيدون جدآ بهذه المرحلة، التي تتميز بإطلاق بطولة احترافية في دوري السيدات، الذي كان صعبا جدآ على الفرق في البداية، ولكننا  سنواكب كل الفرق مرحلة بمرحلة، إلى أن نحقق الأهداف المرجوة، بهدف النهوض بكرة القدم النسوية، على المستويين المحلي والآسيوي والدولي.