بعد خيبة موقعة اليابان والنتيجة المذلة… على من تقع مسؤولية نتائج منتخبنا الوطني الأول ؟

متابعة – أنور الجرادات : 
تعد الإخفاقات المتتالية لكرتنا المحلية خلال الفترة الماضية والتي لم تسجل لها أي حضور بذكر،  نقطة تحوّل بارزة للكرة السورية إن كانت على صعيد الأندية أو المنتخبات، في ظل السنوات الصعبة التي مرّت بها، وكانت النتائج المحققة خير دليل على ذلك، الأمر الذي يجب أن يجعل العائلة الكروية تتحرّك من أجل إنقاذ «سمعتها قبل فوات الأوان.
ولا شك في أن ما تمر به كرتنا المحلية ، وتحديدا المنتخب الوطني الأول بات واضحاً أمام الجميع، في ظل التطور الذي يحصل في الدول الآسيوية الأخرى ، وعانت الأندية والمنتخبات السورية تراجعاً مستمراً على مستوى النتائج الإقليمية والقارية والدولية، رغم الإمكانات والمواهب الموجودة فيها، لكن في السنتين الأخيرتين تصاعدت الأمور وباتت لا تحتمل، بعدما أفرزت تلك النتائج واقعاً مريراً في الشارع السوري ، الذي عاش سنوات عجافاً ولا يزال ينتظر أي لقب يضاف إلى الخزينة، وهو ما بدأ المسؤولون في تفعيله من خلال وضع خطة استراتيجية .
رغم أن اتحاد الكرة قد أطلق سلسلة من ورش العمل مع كوادره الفنية والإدارية ، وهي ضمن  المرحلة الأولى من التحضير للاستراتيجية الجديدة، والمتمثلة في الاجتماعات الداخلية مع مختلف الإدارات والأقسام في الاتحاد ، وذلك لدراسة وتحليل متطلبات عمليات التخطيط الاستراتيجي ضمن المحاور الأربعة المتمثلة في: بيئة كرة قدم احترافية، والشراكات التجارية، والكفاءة المالية والتنافسية المؤسسية من خلال تحليل البيئة الداخلية وفق أدوات التخطيط الاستراتيجي العلمية.
ويسعى اتحاد الكرة ، لتطوير هذه المحاور من طريق استحداث مبادرات وبرامج تشغيلية تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية…

خطة تطويرية للنهوض
وتعتبر خطوة الاتحاد  لافتة في وقت تعيش فيه كرتنا المحلية ظروفا صعبة جدآ، وخاصة في الواقع المالي وقلة الإيرادات أو شحها نهائيآ رغم محاولة اتحاد الكرة ، من  وضع حجر الأساس لبناء مرحلة جديدة، عليه أن يستثمرها بأفضل طريقة ممكنة من خلال وضع خطط مدروسة والكشف عن أسباب الاخفاق، والعمل على حل كل المشاكل حتى لا تتكرر مستقبلاً، إضافة إلى البحث عن جيل جديد، والاستعانة بأصحاب الخبرة لتلبية احتياجات المنتخبات الوطنية.

خطوات أولى
وأن «أول خطوة لتطوير كرتنا المحلية ، هي تحليل الوضع بطريقة صحيحة ومثالية تعتمد على تحليل نقاط الضعف والقوة، وفرص التحسين والمخاطر، وفي الوقت نفسه يجب أن نعرف على وجه التحديد أين موقعنا الحالي في الخريطة، وأين نريد أن نصل ..
وعلينا أن نركز على تطوير المنتخبات ، والمسابقات وهما مرتبطان ارتباطاً مباشراً بالاتحاد، لأنه لا يمكن تطوير جميع الأندية لأنها تختلف في قدراتها ، وإمكاناتها وثقافاتها وطموحاتها، ولكن لا يوجد من يختلف في أن يكون المنتخب في أفضل حالاته، وهناك عدد من العناصر الخاصة بالمسابقات يجب أن نضع خطة خاصة لتطوير كل عنصر منها، وهي: الإعلام، المدربون، اللاعبون، الإداريون، الجماهير، إضافة إلى التسويق الذي يربط هذه العناصر بعضها ببعض».
و أن نجاح الخطة التطويرية للنهوض بكرتنا المحلية ، وبناء منتخب قوي يعتمد على 4 عناصر رئيسة، هي: زيادة معدل دقائق اللعب، زيادة عدد المباريات، فتح باب الاحتراف الخارجي للاعبين بشكل صحيح وضمن أسس معينة  لاكتساب الخبرات، والاحتكاك مع لاعبين أقوياء ..

مشكلة يجب تخطيها
ان المشكلة الأكبر تتمثل بأن «بعض اللاعبين يتعالون على المنتخب ويركزون على النادي، وبعضهم صاحب مزاجية، وهذا أمر معيب لا ينبغي أن يتصف به لاعب كرة القدم، وبرغم أنه قد أقيمت العديد من الندوات والمحاضرات ، ووضعت البرامج الواضحة، لتطوير كرة القدم  وإعادتها إلى مسارها الصحيح، إلا أن الأمور لم تمض على النحو المأمول، ولذلك لابد من الالتزام بالمنهجية، وتضافر الجهود لأجل تنفيذ خطة تعيد البريق إليها».

وماذا بعد؟
كرتنا المحلية وخاصة على صعيد المنتخب الوطني الأول ، مطالبة بالتحرك سريعاً للخروج من دوامة النتائج السلبية ، والمستويات المتذبذبة، وإلا فإنها ستجد نفسها بعيدة جداً من الدول المجاورة الأخرى، والتي بدأت تفرض نفسها في المحافل الإقليمية والدولية، ويجب أن نتعلم من أخطائنا السابقة ، ونحاول جاهدين إلى تغيير المزاجية العقلية التي ندير فيها كرتنا المحلية والاعتماد الأكاديمي بأصحاب خبرات ، وهم كثر في ساحتنا الكروية، وجذبهم بكل الوسائل الممكنة واعطائهم الصلاحية المطلقة وحرية بالعمل، ومن ثم نجري عملية التقييم والتشخيص الشاملة.

المزيد..
آخر الأخبار