متابعة- أنور الجرادات:
تتكرر التصريحات والشكاوى في كل موسم من قبل الأندية المحترفة وحتى أندية الدرجة الأولى حول واقعها المالي المرير، بل أن البعض يؤكد أن ناديه على وشك إعلان الإفلاس.
وكثير من هذه الأندية، ظهرت بمستويات فنية باهتة لعدم القدرة على التأقلم مع متطلبات الاحتراف، حيث لم تستطع توفير المال الذي يكفل لها ضم لاعبين مميزين حتى تحقق النتائج المطلوبة…
حاجة ملحة
ولم تفهم إدارات الأندية حتى الآن، فكرة أن كرة القدم ليست عبارة عن فريق يلعب فقط، بل هناك مسؤوليات يجب أن تقوم بها.
وأصبحت الحاجة ملحة بأن تقوم هذه الأندية بوضع استراتيجية تسويقية تجلب مصادر دخل إضافية لصناديق أنديتها، فالاستثمار الناجح هو بمثابة الوجه الآخر للنجاح في عالم المستديرة.
وتعتقد الغالبية من إدارات الأندية أن دورها مقتصر على ضم لاعبين مميزين والاجتماع بهم وتحفيزهم، وإسعاد الجماهير بالنتائج مهما كلف الأمر، حتى لو أدى ذلك لزيادة الديون المتراكمة عليها منذ مواسم.
الحلول …
وعلى امتداد سنوات الاحتراف الماضية، لم نسمع أن نادياً من أنديتنا حقق أرباحاً كما يحدث في أندية أوروبا، بل على العكس تمامآ، حيث تخرج بعد نهاية كل موسم بمديونية جديدة.
وفي خضم الأزمة القائمة بين الأندية واتحاد الكرة، فإن الوقت قد حان للبحث عن حلول مجدية تمكن الأندية من الحفاظ على طموحاتها وبناء مستقبلها.
ويستعرض الحل الأمثل للأندية حتى تصبح مؤهلة للإنفاق على نفسها، بحيث لا ينحصر اعتمادها على اتفاقية التلفزيون والشركات الراعية للمسابقات المحلية والريع الجماهيري.
المطلوب من الأندية
حددت معايير الاحتراف الآسيوي نحو ( ١٠ ) مصادر لدخل الأندية المحترفة، لكن قلة من أنديتنا التي تعرف ذلك، أو تعمل على الاستفادة من هذه المصادر ضمن خطة مدروسة.
ولم تقم أي من الأندية بفتح محلات لبيع مقتنيات الفريقين، بما يضمن لهما تحقيق الدخل الإضافي، وهي تعتبر خطوة على الطريق الصحيح.
وجاءت فكرة فتح هذه المحلات من قبل الأندية استناداً لقاعدتهما الجماهيرية الكبيرة، وبالتالي ضمان القوة الشرائية، فيما لا يعتبر مصدر الدخل هذا مناسباً لبعض الأندية التي تفتقر للقاعدة الجماهيرية.
وتعد القاعدة الجماهيرية للأندية أحد أهم المميزات التي تسهل عليها عملية الاستفادة من مصادر الدخل المتنوعة، لكن الأمر بحاجة لمزيد من الاجتهاد والنشاط والتفكير لمجالس الإدارات التي تدير هذه الأندية..
واقع!
ومن أبرز مصادر الدخل التي تتناسب مع واقع أنديتنا بحيث يستفيد الجميع من ذلك، مصدر الدخل العائد من الاستثمار في اللاعبين.
ويعد بعض الأندية الأكثر استفادة من هذا المصدر، حيث تحقق أرباحاً جيدة وتحديداً عند احتراف عدد من لاعبيها المحترفين لأندية في الداخل أم في الخارج.
فالاستثمار بما سبق من هؤلاء اللاعبين لم يكن ضمن خطة معدة مسبقاً، ولو كان كذلك لوجدنا حجم الفائدة المالية للأندية وعدد اللاعبين المستثمر بهم أكبر.
تعامل…
وهناك أندية تفتقد للقاعدة الجماهيرية وقد بدأت مع مضي الوقت، أكثر وعياً وتداركاً لأهمية الاستفادة من مصدر الدخل العائد من الاستثمار في اللاعبين.
وأصبحت تتعامل مع ذلك بتخطيط مدروس، بعدما اعتمدت كلياً هذا الموسم على بناء فريق من المواهب الصاعدة، فيما بقيت غالبية الأندية تلهث للتعاقد مع اللاعبين الجاهزين الذين أفرغوا صناديقها، دون أن تفكر في صناعة لاعب موهوب قد يكفي بيع عقده للإنفاق على الفريق لعدة مواسم.
خطة مدروسة
وفي حال عملت الأندية على الاستثمار في لاعبيها وفق خطة مدروسة، وذلك من خلال التركيز والاهتمام بالمواهب الشابة، لربما تصبح أيضآ في غنى عن التعاقد مع المحترفين القادمين من خارج النادي.
فالاستثمار في اللاعبين يعتبر ( الكنز المهمل ) لدى غالبية أنديتنا في ظل ما تعانيه من أزمات مالية متتالية.