معاناة كرتنا المحلية مستمرة… تعددت الأسباب والواقع لا تطور !

متابعة – أنور الجرادات : 
يلاحظ أي متابع منصف أن كرتنا المحلية تعاني منذ سنوات ليست بالقصيرة من أزمة حادة، سواء على المستوى الفني أو الإداري لأسباب عديدة تحتاج لمجلدات إذا أردنا شرحها بالتفاصيل.
فكرة كرة القدم تتطور بشكل مذهل في العالم كله إلا عندنا، وأصبحت تصريحات مدربي القارة الآسيوية قبل المواجهات من أن الكرة الآسيوية تطورت في السنوات الماضية حقيقة واضحة، لكن لم يرهق أحد من المسؤولين الكرويين بمحاولة البحث عن اسباب عدم تطور كرتنا كما هو الحال لنظيرتها الآسيوية وإزالة هذه الأسباب.
صعوبات
أنديتنا التي تلعب في البطولات الآسيوية تعاني أشد معاناة حينما تواجه أي فريق خليجي أو آسيوي حتى لو كان فريقا صغيرا.‏
لاحظ الخوف الذي تملك عددا ليس بالقليل من جماهير أنديتنا ، بعد كل إجراء قرعة لكأس الاتحاد الآسيوي وهو شعور بدأ يتسرب في أوصال كرتنا المحلية في سنواتها الأخيرة ولم يكن يحدث من قبل.‏
وشعور الخوف والقلق يرجع بالدرجة الأولى إلى تراجع مستوى الكرة لدينا وليس فقط تطورها في آسيا.
نظرة‏
أحد الأسباب الرئيسية لعدم تطور كرتنا المحلية يرجع إلى نظرة المسؤولين لها على اعتبار أنها مجرد لعبة فقط وليست صناعة كما حدث في العالم منذ سنوات.‏
وصناعة كرة القدم تقوم على مداخل معروفة في كل العالم، أهمها حقوق الرعاية ثم البث التليفزيوني والإعلانات، وبيع تذاكر المباريات.‏
معاناة‏!
لدينا أندية تعاني من أزمات مادية طوال الوقت ويستوي في ذلك الأندية الكبيرة قبل الصغيرة، لأن الجميع فرط في الحقوق لأسباب قد تكون فوق قدرة مواجهتهم أو قدراتهم.‏
كل ما سبق يصب في خانة صناعة كرة القدم، أما على الجانب التنظيمي والإداري للعبة فحدث ولا حرج، فما زلنا ندور في نفس الدائرة التي ندور في فلكها منذ سنوات عدة والنتيجة صفر أو تحت الصفر الآن، قل ما شئت.‏
ومن الغريب أن تنتظر نتائج مختلفة إذا قمت بنفس العمل وبنفس المعطيات أكثر من مرة، فكرتنا المحلية تختلف عن نظيرتها بعدم وجود جدول معروف ولا أقول ثابت لمسابقاتها المحلية، وأصبح من المعتاد أن تتغير مواعيد وأماكن المباريات قبل موعدها المحدد بساعات لأسباب مجهولة في أغلب الأحيان، فهل تنتظر نتائج مغايرة؟
مجلدات‏
وإذا تحدثنا عن الجانب الفني فهذا يحتاج لمجلدات، يأتي في صدر تلك المجلدات تراجع الموهبة بشكل لا تخطئه العين، وأي متابع للكرة السورية يعلم مدى المعاناة التي تعانيها في هذه النقطة.‏
وأصبح من المعتاد أن ترى لاعبين في دوري المحترفين وفي دوريات باقي الدرجات يجهلون أبسط قواعد لعبة كرة القدم وهي التسليم والتسلم، وهو ما ينسف فكرة التطوير الفني من أساسها.‏
والسبب في ذلك يعود لقلة المواهب وضعف المستوى التدريبي، فكيف يقبل مدرب على نفسه أن يشرك لاعبا لا يجيد أبسط مهارات اللعبة؟‏
ولماذا لا يصر المدرب على إجادة لاعبه أولى مهارات اللعبة؟‏
هذا تقصير واضح من اللاعب والمدرب معا.‏
كما أن كرتنا أصبحت تدور في سنواتها الأخيرة في عدد محدد من المدربين يدورون على الأندية، وهى ظاهرة تدين إدارات الأندية التي سلمت نفسها لعدد قليل من وكلاء اللاعبين الذين يسوقون مدربيهم مقابل التعاقد مع لاعبين ضعاف، هذه الظاهرة تضع هذه الإدارات في منطقة الشبهات.
(أكل عيش)‏
وفي سياق حديثنا عن الجانب الفني للعبة لا يمكن أن نتجاهل عدم رغبة أغلب المدربين في تطوير أنفسهم، وأصبحوا يتعاملون مع مهنتهم ( أكل عيش ) فقط وهو ما يؤثر بالسلب على المستوى الفني.‏
ولماذا يجهد المدرب نفسه لتطوير فكره طالما يعرف مسبقا أنه سيعمل بصرف النظر عن مستواه ونتائجه ..
ولماذا يصمت أي مدرب على ظاهرة إهدار لاعبيه للفرص أمام المرمى وهى ظاهرة واضحة ومخجلة في ملاعبنا.
معجزة‏!
وفي ظل استمرار الأوضاع الكروية على ما هي عليه يصبح الفوز بالألقاب القارية من قبيل الصدفة أو كضرب من الخيال، وانتظار الجماهير لفوز فرقها ببطولات الأندية الآسيوية يشبه انتظار شبه المعجزات.
فهل نحن جادون في تطوير أنفسنا؟‏
الإجابة عن الأسئلة السابقة وغيرها بإجابات حقيقة سيضعنا على بداية طريق تطوير كرتنا المحلية، رغم أن الإجابات المسكوت عنها هي سبب رئيسي في معاناة كرتنا.‏

المزيد..
آخر الأخبار