لاعبونا ومنتخباتنا في زمن الاحتراف تراجع مخيف… والحلول مازالت غائبة!

الموقف الرياضي..مهند الحسني
لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن السلة السورية تعيش في مرحلة حرجة وصعبة، وخاصة على صعيد الاستقرار الذي مازال متفاوتاً وغير واضح نتيجة عدة أسباب، فبعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال على صعيد المنتخبات الوطنية باتت السلة السورية مطالبة بالكثير من النتائج الجيدة والعودة إلى مرحلة التألق بعد توفر الإمكانات المادية.
احتراف خاطئ
حلمنا بدخول الاحتراف على سلتنا والحمد لله تحقق، ولكننا لم نستطع أن نحلم بالأفضل، لأننا كسرنا قاعدة التطلع، وبدأنا نطلق الآهات على أيام الهواية، واسمحوا لي أن اسميها أيام تخلفنا الرياضي، عندما كنا نلهث بأقدام هاوية وراء كرة لا تملك من مقومات حضورها أكثر من الهواء الذي يحشو جوفها، والحب الذي يكنه لها أبناؤها، ماذا فعل بنا الاحتراف، أعطوا نادياً واحداً لم تثقله الأعباء المالية، اذكروا اسم لاعب لم يعلن حرده في ناديه بسبب فهمه الخاطئ للاحتراف، أشيروا لنا على فريق حافظ على مستواه لموسمين متتاليين بعد دخول الاحتراف ، لنتعرف أننا نفتقد للنضج السلوي، وبأننا لم نتخلص من أميتنا السلوية، وبأن العديد من عناصر اللعبة يفتقد لأبجديات اللعبة.
لن نظلم الاحتراف…
من المعروف أن الاحتراف هو السبيل الوحيد لتطوير أي رياضة، لكونه يبني اللاعب على أسس رياضية علمية بحتة، لكن احترافنا لم يكتمل، وجاء منقوصاً وباهتاً، وساهم في تراجع أنديتنا ورياضتنا دون أن ندري، ومن يمعن النظر في طريقة إدارتنا وتعاطينا للاحتراف، يدرك بأننا لم نعرف من الاحتراف سوى تنظيم عقود اللاعبين والمدربين برواتب خيالية، وابتعدنا عن الثقافة الاحترافية الصحيحة، فبات هم اللاعب فقط ملء جيوبه بالأموال، دون أن يعرف ما له وما عليه، الشيء الذي جعل أنديتنا تئن تحت وطأة الأعباء المالية، نتيجة تجاوزاتها للأنظمة المعمول بها في نظام الاحتراف، لذلك لن نظلم الاحتراف، فنحن ما زلنا نؤكد على أن الاحتراف الصحيح هو الطريق الوحيد للارتقاء بمستوى سلتنا، والوصول بها إلى المستوى النوعي الذي يمكّنها من مجاراة المستويين العربي والقاري، لكن احترافنا كان أشبه بمن اشترى سيارة آخر موديل دون أن يجيد قيادتها، فالأنظمة والنصوص التي وضعت في نظام الاحتراف كان معظمها خبراً على ورق، لافتقادنا للأرضية المناسبة لزرع نبتة الوافد الجديد، والأهم من هذا كله عدم توفر الإمكانات المادية، والتي من شأنها الارتقاء بالاحتراف لتأتي فوائده اليانعة على مستوى رياضتنا، ولازلنا عند رأينا وقناعتنا بأن احترافنا لن ينجح، وسلتنا لن تتطور في ظل وجود إدارات هاوية، وغير ناضجة احترافياً، وهذا ينطبق على كل مفاصل اللعبة.
لذلك لابد من الارتقاء بالمسابقات المحلية (الدوري والكأس ) وارتفاع مستوى الأندية فردياً وجماعياً لا بد من أن ينعكس إيجاباً على المنتخبات الوطنية، فالدوري القوي لابد أن يفرز منتخباً قوياً، إلا أن هذا الأمر لم يحدث لدينا بعد مضي حوالي العشر سنوات على دخول الاحتراف على أجواء سلتنا، والدليل تراجع منتخباتنا وأنديتنا في جميع الاستحقاقات، وخروجها من الأدوار التمهيدية دون أن تحقق أي نتائج توازي هذا الاحتراف. .
منتخبات في مهب الريح!
تمر منتخبات السلة منذ سنوات طويلة في ظروف صعبة متعلق جلها بأخطاء متراكمة من الاتحادات المتعاقبة على اللعبة، والتي ساهمت في غياب أهم مقومات تطوير عمل هذه المنتخبات، ونتائجها على الصعيدين العربي والقاري، وقد حاول الاتحاد الحالي تجميل الصورة، لكن يبدو أن محاولات العطار لن تصلح ما أفسده الدهر، فواقع منتخبات السلة لا يبشر بالخير، نتيجة العمل العشوائي الذي بدا واضحا على مسيرة الاتحاد منذ توليه لمهامه، حيث كان له تأثير سلبي على طريقة الإعداد وتوفير الإمكانات المادية المتاحة، فبقيت هذه المنتخبات ومشاركاتها تدور في دائرة مغلقة دون أن يكون هناك بصيص أمل للخروج من عنق الزجاجة التي وجدت نفسها فيها.
خلاصة
أيها السادة إذا أردنا أن نبني بناء متيناً، فلن نستطيع استبدال التراب بالإسمنت، ولا الحديد بالبلاستيك، والأفضل وقتها أن لا نبني أبداً إذا كانت مقومات البناء غير متوفرة، وغير موجودة، وهذا ما ينطبق على منتخبات السلة في الفترة الحالية، فالأفضل لاتحاد السلة أن يعلنها على الملأ، ويقدم اعتذاره عن المشاركات الخارجية لمنتخباته، فذلك أفضل بكثير من المشاركة بعناوين قاتمة لا يمكن أن تبشر بغد مشرق، ونتائج جيدة لمنتخباتنا الوطنية، ونتائجنا في التصفيات الآسيوية الأخير التي استضفناها كانت أكبر دليل على تراجع مستوى سلتنا الوطنية.

المزيد..
آخر الأخبار