الموقف الرياضي – مهند الحسني:
أنهى منتخبنا الوطني مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 بخمس خسارات كانت كافية لوضعه في المركز السادس والأخير بعد أداء مخيب للآمال وظهر بصورة باهتة.
فلم يكن أشد المتشائمين بمنتخبنا يتوقع له هذا الحضور الخجول والأداء المتواضع، رغم أن التصريحات التي سبقت المشاركة صبت في وضع منتخبنا في المركزين الأول أو الثاني، فبعد 60 نقطة من منتخب اليابان والأربعين نقطة من منتخب ايران في المشاركات السابقة، نتعرض اليوم ل31 نقطة من البحرين بأرضنا ونخسر أمام الهند بشكل مفاجئ بعد أجواء تفاؤل وتصريحات وأمل بمستوى مختلف تماماً.كرة السلة السورية متدهورة وتفتقد المواهب والنجوم بالتأكيد ، ولكن هل هذا أفضل ما يمكن فعله مع المنتخب الأول؟ ليس بإمكاننا مقارعة منتخبات لبنان وإيران والأردن حالياً هذا كلام منطقي ، لكن من غير المنطقي أن نقوم بأسوأ الأمور الفنية، ثم نتهم المنتخب الذي تغلب على البحرين بأرضها قبل سنة ونصف بسهولة بأنه جيل فاشل!
هل أخطأ اتحاد السلة بموضوع المغتربين؟ بالتأكيد لا…
يستحق اللاعبان المغتربان (سليم سفر وامليانو باسبي) وأي لاعب مغترب مميز أن نضع كل آمالنا به ، لأن الحلول غير موجودة محلياً من الآن إلى خمس سنوات وربما عشر.
والأمل هو على الطريقة الأردنية بتواجد لاعبين تأسسوا خارج الدوري والمنظومة…
لكن الخطأ الفادح هو أن المنتخب تم بناؤه على قبول أوراق المغتربين( رغم تأكيدات المطلعين أن احتمال النجاح صعب ) .
وعدم وضع خطة بديلة وهنا الكارثة، وهذا ما جعلنا نلعب على أرضنا ب11لاعباً فقط! وأن نلعب بتشكيلة تخلو من صانع ألعاب صريح ومن لاعبين مسددين ! وبظل غياب اللاعب انطوني بكر بسبب زفافه، فهل يغيب لاعبون تألقوا في مباريات الدوري مثل طارق الجابي أو دياب الشواخ.
من غير المعقول أن نلعب بنديم عيسى ومجد عربشة (36دقيقة بالمباراة لثلاثة أيام متتالية ) ولا نعرف مستوى اللاعب أندريه فارس الحقيقي، لكن نظراً للتصريحات توقعنا أن نرى لاعباً أفضل من كل صناع اللعب بأنديتنا، لا أن نرى لاعباً يرتكب تورن أوفر بكل هجمة يشارك فيها.
مركز ومستوى المجنس …
كانت الوعود بالشهور السابقة أن المنتخب سيجلب مجنساً من طراز غير مسبوق ، وهناك مبلغ فلكي مرصود للمجنس، لنفاجئ أن مجنس منتخبنا هو لاعب لم ينجح حتى عند الأشقاء بالأرثوذوكسي الأردني أو أنه لاعب جيد لكن لن يصنع الفارق.
المدرب الإسباني
لا ندعي الفهم السلوي وبالتأكيد كما صرح الكابتن رئيس اتحاد السلة مراراً بأننا لسنا مؤهلين لتقييم الكوتش الإسباني، بل العكس هو الصحيح لأنه الأفهم ولأنه بطل أوروبا مع ريال مدريد، لكن هل هناك احتمال بأن أفكار المدرب قد لا تصلح مع جيلنا السلوي رغم اجتهاده وحضوره كل المباريات والدوري!
في حقبة المدرب الأمريكي ساليرنو الذي قاد منتخبنا في نوافذ التصفيات العالمية الماضية رغم التحفظات ، لكن بتجربة اللاعب المجنس جورج كيل ، وبعدها الخسارتين أمام كازاخستان البعبع حينها ظهرنا بشكل مقبول لحد كبير…
ولم نر هذه الكوارث الفنية والانهيار، والاستسلام والستين والخمسين نقطة التي أنزلت سمعة السلة السورية للحضيض في عهد المدرب الإسباني خافيير خواريز.
نظرة فنية …
صبرنا طويلاً وصمتنا على مضض خشية على تحضيرات المنتخب وتركيز لاعبيه في المراحل الحاسمة من التصفيات، ورغم المؤشرات الكثيرة والمظاهر الواضحة للخلل في بوصلة الإعداد، فقد تجاوزنا عن تجاهل اتحاد السلة لكل هذه الإشارات ورفضه لتصحيح مسار المنتخب، واستمراره بالتعنت في رفض أي تصحيح أو تصويب أو مراجعة للمقدمات التي أدت إلى نتائج مهينة بحق السلة السورية وجمهورها، وما صرف عليها…
فبعد إنفاق مئات الملايين لتحضير المنتخب والمعسكرات الخارجية بين هنا وهناك وتجهيز الصالة، سقطت الوعود والعهود التي سوّقها المدرب الإسباني خافيير خواريز للجمهور بأن عهد الهزائم قد ولّى، وبأن شخصية جديدة سيعيشها المنتخب ويقدم كرة سلة حديثة ومتطورة، فشهدنا فعلاً كرة سلة حديثة بفضل إستراتيجيات التنظير والتبرير، وظهر المنتخب مستسلماً غير مكترث لجمهوره الذي خرج عن طوره وانضباطه نتيجة الاستهتار والتهاون على أرض صالة الفيحاء، والتي كان من المفترض أن تكون موقعة للذكرى والتاريخ بفوز متوقع على البحرين، وآخر مأمول على الهند، ليصفع خد أحلامنا منتخب البحرين بفوزٍ مستحق على ظل منتخبنا، ونتلقى الصفعة الثانية الأكثر إيلاماً من منتخب الهند بفوز حاسم وقاس لم يترك لنا خلال المباراة بصيص أمل، أو فسحة تنفس ليجهز منتخب البحرين الطامح على آخر أنفاسنا بفوزه الجريء والصريح على منتخبنا الذي عجز عن مجاراته أو الفوز عليه لا في صالاته ولا في صالاتنا، أما عن الخسارة فلها أسباب ومسببات كثيرة، سنأتي على ذكر بعضها ونناقش بعضها الآخر لاحقاً.
بداية ترك غياب المدرب وعدم وجوده مع الفريق لفترة طويلة ووصوله قبل البطولة الودية في إندونيسيا بأيام قليلة، وهي مدة غير كافية لأي مدرب أن ينجح في إيصال أفكاره التدريبية لأي لاعب.
وعدم تجانس اللاعبين فيما بينهم وهذا سببه يعود إلى أن التشكيلة التي تواجدت بأرض الملعب بالمباريات كانت من اللاعبين المحليين من دون المجنس أو المغتربين، بالمعسكر لعب لاعبون غير اللاعبين الذين لعبوا بدمشق، والذين لعبوا بإندونيسيا (عمر شيخ علي – سليم سفر- ايماليانو باسباي- اسحق عبيد) وبدمشق ( لم يلعب عمر إلا دقائق قليلة بالكاد تعد، وكمال جنبلاط لم يوجد بمعسكر إندونيسيا).
إضافة لعدم اكتمال أوراق اللاعبين مستعيدي الجنسية، وكان يفترض وجود البديل لا أن نفاجأ بعدم جاهزية أوراقهم في الوقت المستقطع.
نعترف أن حالة جلب لاعبين من أصول سورية جيدة جداً عندما يكون اللاعبون المغتربون أفضل بكثير من لاعبينا المحليين، لا أن يكون أفضل بنسبة قليلة أو أسوأ من لاعبينا المحليين… تصريحات رئيس الاتحاد سابقاً أن المنتخب ٧٠ بالمئة سيكون من اللاعبين صغار السن…
لنفاجأ عند تجميع المنتخب بعدم وجود سوى لاعبين فقط تحت الـ٣٠ سنة.
تصريحات رئيس الاتحاد المعتادة مهاجمة المدرب الوطني، وبأننا لا نملك مدربين وطنيين (إن كان هذا الكلام صحيحاً فهي من مهام الاتحاد وواجباته) كأن يرسل مدربين أو أكثر مع بعثة المنتخب المتوجه لإندونيسيا، وأن يتعايشوا مع المنتخب بدلاً من إرسال عدد من الإداريين على بطولة ودية وإحضار مساعد مدرب إسباني قبل البطولة الرسمية بيومين، وهو بالأساس كان مدرب فريق تحت ١٦ للسيدات.
بالسابق كان الانتقاد للاتحاد السابق مراعاته للمدرب الأجنبي وعدم محاسبته، وكأنه فقط هو من يفهم بعالم كرة السلة، على حين اليوم التصريحات تأتي بأننا لسنا أفهم من المدرب الأجنبي الحالي ويجب أن نتعلم منه…
فلنقارن بين فترة الاتحاد الحالي مع اللجنة المؤقتة، وفترة الاتحاد السابق (مع الانتباه للظروف بين الاتحادين والإمكانيات التي قدمت لكل من الاتحادين).
لا نقصد الدفاع عن اتحاد سابق، ولكن هذا ما كنا نسمعه من الاتحاد الحالي ومنابره الإعلامية في وقت سابق.
النتائج الرقمية للتصفيات…
اليوم الأول
افتتح منتخبنا الوطني للرجال مبارياته في الصفيات بخسارة غير متوقعة أمام نظيره الهندي بواقع 74-85 بعد مباراة شهدت حضوراً جماهيرياً مقبولاً، قدم منتخبنا أداء متواضعاً ، في حين أن المنتخب الهندي فرض سيطرته ولعب بتكتيك عال وتمكن من توسيع الفارق إلى 23 نقطة في بعض مراحل المباراة وسط حالة من التشتت والضياع بأداء منتخبنا.
وكان منتخب إندونيسيا قد حقق فوزاً غالياً على نظيره الكازاخستاني بواقع 91-82، وفي اللقاء الثاني تمكن منتخب البحرين من الفوز على المنتخب السعودي بنتيجة 89-74.
نتائج اليوم الثاني
نجح منتخبنا الوطني من تحقيق فوز جدير على نظيره السعودي 73-71 بعد مباراة متوسطة المستوى الفني مع أفضلية نسبية لمنتخبنا، الذي لعب بطريقة جيدة ونجح في تغيير الصورة الباهتة التي ظهر عليها أمام المنتخب الهندي في لقائه الأول بالتصفيات، في حين أن المنتخب السعودي لم يكن صيداً سهلاً وكان نداً قوياً لمنتخبنا.
وفي باقي النتائج، حقق منتخب البحرين فوزاً كاسحاً على كازاخستان بفارق كبير من النقاط 37 نقطة وبنتيجة 104-67، وفاز منتخب إندونيسيا على نظيره الهندي بواقع 90-74.
نتائج اليوم الثالث
خسر منتخبنا في مباراته الثالثة أمام نظيره البحريني بواقع 60-91 بعد مباراة لم يكن منتخبنا فيها جيداً ، على عكس المنتخب البحريني الذي كان الأفضل بكل شيء ، وسط ارتباك واضح بأداء منتخبنا الذي لم يلعب بطريقة جماعية، الأمر الذي سهل الطريق أمام المنتخب البحريني للتسجيل بسهولة من جميع الاتجاهات ولم تنفع تبديلات مدربنا المتسرعة في استعادة المنتخب عافيته، على حين أن المنتخب البحريني كان منسجماً ولعب بأداء جماعي، وتمكن من الوصول لنقاط الفوز بسهولة على حساب تواضع أداء منتخبنا.
وجاءت نتائج اليوم الثالث من التصفيات بفوز كازاخستان على الهند 73-70 وفوز السعودية على إندونيسيا بواقع 86-72.
نتائج اليوم الرابع
وتابع منتخبنا الوطني سلسلة خساراته ومني بخسارة مستحقة أمام منتخب كازاخستان بواقع 70-85 بعد مباراة كانت الأفضلية فيها لمنتخب كازاخستان، الذي لعب بطريقة سريعة وتألق من خارج القوس على حساب تواضع أداء لاعبي منتخبنا الذي غلب عليه الطابع الفردي، ولم يتمكن مدربنا الإسباني من وضع حد لحالتي الشطط والضياع رغم تبديلاته، غير أنها لم تتمكن من إعادة التوازن للمنتخب فخسر منتخبنا أداء ونتيجة.
وجاءت نتائج باقي اللقاءات بفوز السعودية على الهند 92-75، وفوز البحرين على إندونيسيا بنتيجة 95-72.
نتائج اليوم الخامس والأخير
واختتم منتخبنا مبارياته في التصفيات بخسارة مؤلمة هي الرابعة له جاءت أمام منتخب إندونيسيا بواقع ٧٨-٨٤ بعد مباراة متوسطة المستوى الفني، حيث لم يتمكن منتخبنا من تغيير الصورة الباهتة التي ظهر عليها، وأن يصالح جماهيره بفوز هو بأمس الحاجة إليه بعد سلسلة من الخسارات ضمن المجموعة التي تضم ستة منتخبات، ورغم بدايته الجيدة غير أن مستواه بدأ بالتراجع الأمر الذي سمح للمنتخب الإندونيسي بالتسجيل…
وجاءت تبديلات مدربنا متسرعة وغير مجدية في إعادة التوازن للفريق بعد تقدم المنتخب الإندونيسي الذي كان الأفضل وخاصة في الربع الأخير، حيث نجح في توسيع الفارق إلى ١٢ نقطة واستحق نقاط الفوز على حساب تواضع أداء منتخبنا.
وفي باقي نتائج اليوم الأخير فاز البحرين على الهند بواقع ٧٩-٦٦، وخسرت كازاخستان أمام السعودية بنتيجة ٧٩-٦٦.
ليصبح الترتيب النهائي على النحو الآتي:
(1): البحرين 10 نقاط، (2): السعودية 8 ، (3): الهند 7 ،
(4): كازاخستان 7، (5): إندونيسيا 7، (6): سورية 6.