فريق رجال سلة الجلاء البطل الذي لم يتوج 

الموقف الرياضي :
في كل موسم سلوي يمر، يفاجئنا أحد الفرق في الدوري المنتظم بمستوى مبهر، ورحلة مثيرة ومشوقة، تطيح في طريقها عدداً من الكبار، وتكسب فيها احترام مشجعي وعشاق كرة السلة، ما يطلق على هذا الفريق لقب (الحصان الأسود) أو الفريق البطل الذي لم يتوج، ويبدو أن هذين اللقبين باتا ينطبقان على واقع سلة رجال الجلاء في الموسمين الأخيرين، فبعد غياب دام لأكثر لسنوات طويلة بعداً عن أجواء المنافسة، ورغم كل هذه الظروف الصعبة والمنغصات المالية واللوجستية وجدت الإدارة الحالية أن العودة لمنصات التتويج وبناء جيل سلوي واعد يحتاج للعودة لنقطة الصفر، والتأسيس لمرحلة مشرقة لكنها يحتاج إلى العمل المضني والمتابعة الدقيقة والتنفيذ الصحيح.
فوق تحت!
عندما تكون البداية متينة وقوية ومبنية على أسس سليمة لابد أن توصلنا لنتائج التي نحلم بها، فالإدارة الجديدة للنادي أدركت أن العمل على فرق القواعد فقط بحاجة للصبر والعمل والوقت الطويل، وهذا ما يتسبب في غياب اللعبة عن الواجهة المحلية فترة أطول، لذلك قررت العمل على مفاصل اللعبة (فوق وتحت)، ابتداءً بصب جل اهتمامها بفرق القواعد، وتكليف أفضل المدربين الإشراف عليها وهناك متابعة مستمرة من قبل رئيس النادي، وانتهاءً بإعداد فريق للرجال كان منافساً قوياً في الموسمين الماضيين حيث ظهر بصورة جميلة وقدم مستويات جيدة ويضم بين صفوفه لاعبين محليين من مستوى عالٍ ، وسيكون لهم شأن كبير في المواسم القادمة أمثال ( جورج دولماية، جورج نونو، جورج صباغ، كامل عبد الله، وكان لها ما أرادت عندما تحولت الإدارة إلى أشبه بخلية نحل في سبيل العودة بقوة على الساحة المحلية، ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى بدأت نتائج عملها بالظهور على أرض الواقع، بعدما بدأت رحلة الفريق في الدوري العام الفائت بقوة، وتمكن من أن يكون نداً قوياً، وقارع أقوى وأعرق الأندية، بعد سلسلة من التعاقدات الناجحة التي أكدت حسن خطوات الإدارة الاحترافية، وبالوقت نفسه كان العمل يسير بوتيرة عالية بفرق القواعد التي بدأت تسير على السكة الصحيحة.

المستوى والطموح
لم يكن أشد المتفائلين بسلة الجلاء يتوقع لها هذا العطاء الذي ترجم على أرض الملعب بنتائج إيجابية مشرقة، فالفريق الذي كان بنظر جميع الفرق بمنزلة الحلقة الأضعف هذا الموسم، وبأن اللعب معه سيكون أشبه بحصة تدريبية، غير أن الفريق كشر عن أنيابه، وقدم مستويات ثابتة وقوية ومتصاعدة من يوم لأخر، وتمكن من قلب الأمور رأساً على عقب، بعدما نجح مدربه  في خلق حالة من التناغم والانسجام بين خبرة الكبار، وحماسة الشباب، وتغلب على أقوى الأندية وأعرقها، ومن يربح على فرق الأهلي المدجج بالنجوم أمام جمهوره الكبير، ويفز على ناديي الوحدة والجيش الكبيرين في مرحلة الذهاب من عمر الدوري الحالي وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمربع الذهبي، فمن المؤكد أنه فريق كبير، وبات يحسب له ألف حساب، وسيكون من أقوى المنافسين على اللقبين في المواسم القادمة.

المزيد..
آخر الأخبار