مستوى دوري المحترفين والفوضى الاحترافية في ميزان النقد والتحليل

الموقف الرياضي-مهند الحسني :
انتهى دوري المحترفين وتوج الوحدة بطلاً له، لكن الحديث عنه لم ينته بعد نظراً لحالة التفاوت بالمستوى الفني التي كانت علامة ظاهرة ومميزة في هذا الموسم، إضافة لحالة الفوضى الاحترافية التي شهدها الدوري وخاصة في مباريات المربع الذهبي والتي أثرت بشكل سلبي على بعض الأندية.
الموقف الرياضي استطلعت آراء بعض من مدربينا الوطنين عبر التحقيق التالي:
المدرب هيثم جميل
كان الموسم  جيداً رغم أنه شهد تقلبات عديدة من حيث النتائج ، وكان العامل الأساسي فيها اختلاف الأهداف الإدارية الفنية بين الأندية، الأهلي والكرامة كان عليهم المشاركة ببطولة ( وصل) وأندية في البداية لم تكن راغبة بإحضار اللاعب الأجنبي نظراً للوضع الاقتصادي وضعف الموارد المالية للأندية، ولكن اضطرت لتأمين اللاعب المحترف بهدف تحقيق النتائج والوصول للفاينال فور أو الهروب من الهبوط للدرجة الثانية، المستغرب بالأمر أن اتحاد السلة سمح بالتغيير المتعدد للاعب الأجنبي دون أي مراعاة لحقوق اللاعب المحلي، وكذلك تبديل اللاعب الأجنبي دون إنهاء كافة مستحقات اللاعب المستغنى عنه، هذه الحالات أدخلت المدربين في حسابات بعيدة عن الاستقرار الفني المنشود، مما جعل المدرب هو شماعة التقصير والضعف الإداري،  المستوى الفني وبكل صراحة العام لم يقترب من الشغف والحضور الجماهيري، وهذا الحضور الجماهيري هو من أعطى النكهة الخاصة للمباريات.
المدرب عدي خباز
جاءت مباريات الدوري هذا الموسم تنافسية وقوية جداً ، ونتائج المباريات أكدت هذا الشيء لأنه لم يحسم موضوع فرق الفاينال لآخر مراحل الدوري المنتظم،
الفائدة الفنية لا أظن أنها تحققت بنسبة كبيرة في ظل غياب بعض الفرق عن موضوع استقدام اللاعب الأجنبي لمراحل متأخرة، بالذات الفرق  من مركز السابع وتحت لم  يتعاقدوا مع لاعبين أجانب غير للآخر ليساعدوه بالهروب من شبح الهبوط، الفرق المتنافسة على الفاينال فور …
أعتقد أنه يجب أن يتم وضع آلية لموضوع تغيير الأجانب من أجل ضبط الموضوع حتى نتمكن من الحصول على الفائدة الفنية من وجود الأجانب بدورينا، باعتقادي هؤلاء اللاعبين الأجانب أفادوا الفرق فقط بموضوع الحصول على اللقب أو الهروب من الهبوط،
لا أعتقد أنهم أفادوا الفرق واللاعبين فنياً لأن الفرق التي تسعى للهروب شبح من الهبوط إمكانياتها المادية ضعيفة لذلك كان أجانبها من مستوى متواضع.
المدرب هلال الدجاني
اختلف الدوري هذا العام بوجود اللاعبين الأجانب منذ الدور الأول بلاعب واحد، فسار الدوري بانقسام الفرق إلى طابقين، فتنافست ستة فرق للدخول إلى الفاينال فور، وستة فرق للهروب من الهبوط.
عانت بعض الفرق من الصعوبات المادية لتكبد مصاريف إضافية لم تكن معتادة عليها، وكان لتأخر بعض الفرق بجلب الأجانب أو لانخفاض مستواهم الفني أثراً مهماً في تحديد ترتيب الفرق ليهبط فريقا حطين والطليعة إلى الدرجة الثانية بعد منافسة مع الوثبة، والثلاثة كانت لهم معاناة بإحضار الأجانب.
في الدور النهائي ومع تواجد أجنبيين تغيرت المعطيات وتبين تأثير الأجانب الكبير على مستوى الفرق، وبدأت الفرق بالتبديل لتحسين الوضع الفني لها، ورغم الفوائد الناجمة عن اللعب بصفوف كاملة وبمستوى فني مرتفع نتيجة ارتفاع مستوى الأجانب عند التبديل،
لكن تأثرت بعض الفرق أيضاً بنقص التفاهم والانسجام كما كانت ورقة تبديل الأجانب تفاجئ الخصم وتربك دفاعه كما حصل مع الأهلي أمام الوحدة في أول مباراتين بالدور النهائي.
فوائد الأجانب تجلّت في الجماهير الكبيرة التي حضرت وفي تطور المستوى التكتيكي عند الفرق لكنه انعكس على انخفاض تأثير اللاعبين المحليين وقلة أوقات مشاركتهم، وأيضاً بعدم المغامرة بإشراك اللاعبين الصاعدين سوى لبعض الفرق وبصورة مختصرة.
المدرب عبود شكور
مستوى الدوري هذا الموسم كان مقبولاً نوعاً ما، مع وجود الأجانب، مما أعطى دفعاً للاعب المحلي للعمل والتعلم داخل وخارج الملعب، وساعد على تطوير فهم اللاعب المحلي لكرة السلة وكشف معدنه وقدرته على تحمل الضغوط وأخذ المبادرة، وأعطانا كمتفرجين بعض اللمحات الفنية الجميلة، ولكن تغيير الأجانب المستمر والسماح به برأيي الشخصي كان فكرة خاطئة بسبب تأثيرها على استقرار الفريق الفني والذهني، كان يجب وضع ضوابط وتاريخ محدد لاستبدال الأجانب، وعلى اتحاد السلة مسؤولية المحافظة على صورة الدوري من خلال وضع ضوابط لهذه الأمور.
المدرب جورج شكر
الدوري العام لكرة السلة أضاف قيمة فنية وإعلامية عن موسم العام الماضي، القيمة الفنية ساهم بها اللاعب الأجنبي من بداية الموسم، ورغم تفاوت مستوى اللاعبين الذين تم استقدامهم من نادٍ إلى آخر، والذي عكس صورة التخبطات الإدارية التي تعيشها الأندية قبل الفنية، لأن من تحكم باستقدام اللاعبين الأجانب هم الإدارات والتي تعيش تحت ضغط الداعمين وما يقدمونه، قليلون من وفقوا باللاعبين المحترفين ، وشكلوا بالتالي إضافة لفرقهم كالنواعير والحرية، وما تبقى عانى كما ذكرت، ومع الأسف في بعض الأحيان عانى اللاعبون من النكران رغم دورهم الكبير، و الأساسي في نجاح الجميع، وهو ما أثبتته المباريات النهائية خاصة.
بالمجمل وجود اللاعبين الأجانب شكل إضافة فنية يجب دراستها بهدوء للبناء على ايجابياتها والحد من سلبياتها، كما أن وجود اللاعب الأجنبي وبالمستويات التي تم استقدامها لفت إلى ضرورة الاهتمام باللاعبين المحليين، و تطوير اللاعبين الشباب والصاعدين، جميع تلك الملاحظات بحاجة لوقفة متأنية من إدارات الأندية ومن اتحاد اللعبة لاتخاذ قرارات تصب بدفع الصورة الفنية التي رأيناها إلى الأفضل في الموسم القادم ، وعودة النقل التلفزيوني ، و نجاح النقل الإلكتروني ساهم بمتابعة أقوى للدوري.

المزيد..
آخر الأخبار