متابعة – أنور الجرادات :
بعد إسدال الستار على دوري المحترفين بدأت الأندية المحترفة في إعادة ترتيب أوراقها، وخاصة بملف اللاعبين المحترفين الذي يمثل عبئاً مالياً إضافياً على الأندية التي تعاني من نقص مواردها المالية ومديونيتها العالية، حيث يحظى المحترفون بعقود مالية كبيرة ولا يترجمونها على أرض الملعب ويظهرون مستويات فنية هزيلة.
حيث تتسبب التعاقدات الخارجية في تعريض معظم الأندية لعقوبة المنع من تسجيل لاعبين جدد، الأمر الذي يجعلها أمام معضلة إضافية وهي تأمين مبالغ مالية كبيرة لتسديد الشكاوى التي يتقدم بها اللاعبون والمدربون للجنة المختصة (( لجنة شؤون اللاعبين)) .
المستوى المتواضع !
لم يقدم محترفو أغلب الأندية المحترفة المأمول منهم، وقد فسخت الأندية العديد من عقودها مع الكثير من اللاعبين الوافدين والمحترفين ، وجميعهم كلفوا خزينة النادي المثقلة أموالاً طائلة وتطول قائمة اللاعبين المحترفين مع الأندية المحترفة الذين لم يظهروا مستويات فنية كبيرة، ولذلك كانوا جلساء دكة البدلاء، أو تم فسخ عقودهم؛ كما هو الحال مع أندية عديدة التي دفعت أموالاً طائلة من أجل المنافسة على اللقب؛ لكنها أنهت الدوري بمركز متواضع جداً ، وقد يكون الاستثناء الوحيد فريق الفتوة الذي دفع المال الوفير لكنه حقق بالنهاية البطولة .
مسؤولية التعاقدات
ويحمّل البعض الأجهزة الفنية مسؤوليةَ الاختيارات السيئة للمحترفين، حيث إن إدارة النادي لا تتعاقد مع أي لاعب سواء كان محلياً أو أجنبياً إلا بعد موافقة أو تزكية المدرب الذي يتحمل المسؤولية الفنية، وإن اللاعبين يأتون عن طريق الوكلاء الذين يهمهم جني الأموال بغض النظر عن جودة اللاعب، وإن اللاعب يخضع فترة للتجربة قبل إصدار المدرب قراره، وأن اللاعبين أصحاب المستوى الفني العالي يرفضون التوقيع أكثر من موسم أو موسمين مع الأندية المحترفة كونهم يرون أنها محطة مرور.
وإن هذه الظاهرة موجودة لدى اللاعبين المحليين البارزين الذين يرفضون التوقيع أكثر من موسم بانتظار عروض خارجية، وهذا الأمر يجعل الأندية المحترفة تخسر مادياً ولا تستفيد؛ كون عوائد الاحتراف الخارجي للاعبين المحليين أو الأجانب سيجنيها اللاعب ووكيله فقط.
إن الأندية المحترفة هي الخاسرة في جميع الأحوال، فاللاعب المحترف صاحب المستوى المتدني يرفض فسخ عقده قبل الحصول على جميع مستحقاته المالية، واللاعب المحترف صاحب المستوى الفني الجيد أو المرتفع يوقع لموسم أو موسمين ثم ينتقل بصفقة حرة إلى الدوريات الأعلى فنياً ومالياً من الدوري «من دون إدخال ليرة لخزينة النادي».
أخطاء متراكمة …
ويجب على الأندية المحترفة التعلم من أخطاء الماضي خصوصاً أنها تعاني منذ سنوات من عدم نجاح المحترف الأجنبي، وفي أوقات كثيرة يكون اللاعب المحلي أفضل بكثير منه.
لأن ظاهر ضعف مستوى المحترفين يعود إلى أسباب عدة في مقدمتها ضعف الإمكانيات المالية التي تجبر الأندية على البحث عن محترفين بأسعار زهيدة، وتجاهل المواهب الكبيرة، إضافة إلى عدم وجود لجان فنية مختصة بترشيح واختيار أفضل اللاعبين المحترفين بالتعاون مع الأجهزة الفنية.
لأن طريقة التعاقد مع المحترفين في الدوري قاصرة وغريبة، حيث تعتمد على مقاطع الفيديو التي يجلبها الوكلاء للنادي وتظهر بمساعدة المونتاج اللاعب مبدعاً في بعض اللقطات المركبة التي يظهر لاحقاً أنها لا تعبر عن مستواه الحقيقي في الملعب.
الاعتماد على الناشئين
ويقول البعض إن معظم اللاعبين الذين يحترفون بالدوري المحترف هواة، ومنهم من يحصل على بطاقة لاعب من اتحاده المحلي بالمال، وقد لا يكون قد شارك مع أي فريق قبل الاحتراف في دورينا ورغم ذلك يكلفون الأندية مبالغ طائلة لا عائد منها.
إن هدف اللاعب المحترف القادم للدوري المحترف ، هو تسويق نفسه بالدوريات الخارجية ، ولا يهمه الإضافة الفنية بقدر ما يهمه المال، ويدلل على ذلك رفض اللاعبين المميزين توقيع عقود أكثر من موسم واحد فقط.
ونصح البعض الأندية المحترفة أن يعتمدوا على اللاعبين الموجودين بفرق الناشئين التي تزخر بالمواهب التي قد تمتلك قدرات فنية أكبر من بعض المحترفين، لكن ينقصهم الفرصة لإثبات الذات كذلك بالتعلم من فرق الدرجة الثانية أو فرق دوري الدرجة الأولى التي تتعاقد مع لاعبين محترفين مميزين بعقود مادية مناسبة.