الموقف الرياضي – مهند الحسني:
تعيش السلة السورية في مرحلة من الاستقرار بعد سلسلة من التجاذبات نجح القائمون عليها في تجاوزها وإيصال اللعبة إلى بر الأمان، وكان هناك في الآونة الأخيرة قرارات متتابعة وتجديدات وتغييرات صدرت تضمنت حل لجانه الفنية في اتحاد كرة السلة وإعادة تشكيل أو تكليف مؤقت تحت تسميات مختلفة، ظاهر هذه التغييرات إصلاح حال السلة بجميع مفاصلها لكن جوهرها غير واضح، فبعض اللجان التي طالها التعديل والتغيير كانت موضع رضا و صاحبة انجازات مرضية و حققت بأعضائها نتائج مرضية على مستوى اللعبة، على عكس اللجان الأخرى التي كانت وما زالت راكدة ومتراجعة وغير ملبية شهدت بنتائجها الكثير من التراجع لكنها بقيت في مكانها و لم يطلها التغيير، و لا زالت تتمتع بالحصانة فيما طال التغيير لجان على خلفية مواقف شخصية متعلقة بخطة إعداد أو اختيار مدرب للاعب هنا أو هناك، و إن كان التبرير أن التغيير سيطالها مستقبلاً، فالسؤال لماذا لم يبدأ الاتحاد باللجان الأكثر أهمية و ضرورة التقييم و التغيير ويأتي في مقدمتها لجنة المنتخبات الوطنية التي منيت منتخباتنا في عهدها بخسائر كانت الأشد إيلاماً وقسوة ومع ذلك لم نر أي تغيير بمفاصلها.
و يبقى السؤال الأهم الذي بات يؤرق جميع متابعي اللعبة، هل ستكون جميع اللجان في ميزان واحد أم أن العلاقات الشخصية و الصداقات و تسديد الفواتير الانتخابية ستتحكم بمن يستمر أو يرحل
سننتظر نتائج عمل هذه اللجان الجديدة ورجاء ضعوا خطين تحت كلمة جديدة لنقيّم جدّية الاتحاد في الإصلاح والتطوير.
تراجع
نتفق جميعاً أن السلة السورية متراجعة ومتدهورة لا تقوى على إيقاف عجلة الرجوع إلى الخلف، و بأن كم الإحباط الذي يعيشه الشارع الرياضي وصل لأعلى مستوياته خاصة بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال التي منيت بها منتخباتنا الوطنية في عهد هذا الاتحاد، و لكن ما لا نجد له تفسيراً هو الطريقة الهلامية في اتخاذ بعض القرارات فما كان مسموحاً لفلان يمنع عن آخر، و ما كان ممكناً هنا يصبح مستحيلاً هناك و بعض مفاصل العمل في قيادة اللعبة نهشها الصدأ و لم يعد ينفع معها لا زيت الخبرة و لا حف المسؤولية و بات استئصالها واجباً و استبدالها بعناصر متفتحة لديها الرغبة و القناعة في انتشال الرياضة الشعبية الثانية من مستنقعها المرير بدلاً من التفكير في إزاحة من عارضهم و إقالة من لم يوافق هواهم أو البحث عن منفعة من هنا أو سفر من هناك أو وليمة كريمة أو مصلحة شخصية فما لمسناه في الفترة الماضية تصاعد الشق الشخصي على حسب المصلحة العامة و إذا كانت اللجان الفنية في غالبيتها غير مرضية و متراجعة فإن المستغرب أن تطال قرارات الحل و الإقالة و الإعفاء لجان تعاني من صداع رياضي و الحفاظ على لجان نهشها الأمراض المزمنة المتفاقمة بلا شفاء أو علاج..
خلاصة
خابت الأماني و صدقت التوقعات، كيف لا و الاتحاد العتيد لم يقدم لنا أي جديد في تغييرات لجانه،
لا بل عاد بنا إلى أيام عصر الجليد، وعلى الرغم من هذه التغييرات فلا المسابقات تطورت و لم نر أي خطة إعداد جديدة لمنتخباتنا رغم المدة الزمنية الكبيرة والواسعة التي تفصلنا عن أقرب واستحقاق، و لا النقل التلفزيوني بات يليق بالمنافسات، و لا الوعود نفذت و لا الإدارة طورت، أخيراً وليس أخراً لقد نجح الاتحاد الحالي بإجماع المتابعين في أمر واحد و هو إجبارنا على الترحم على انجازات الاتحادات السابقة التي لم تلق دعما يوازي ما حظي به الاتحاد الحالي لكنها أدارت المسابقات بنزاهة و كفاءة و حياد.
المزيد..