أي مستقبل ينتظر الكرة السورية..  المشروع الوطني للتطوير بدأ على الورق فمتى يحين التنفيذ ؟ 

متابعة – أنور الجرادات :
تتميز كرتنا المحلية بمواهب كروية متميزة في فئات البراعم والأشبال والناشئين ووصفت بأنها ( منجم المواهب ) وحبلى بالمواهب، ورغم أن لا إنجازات بعد قد تحققت على صعيد هذه المنتخبات إلا أن مدربي هذه الفئات يواجهون العديد من الصعوبات والعراقيل، ويشكون باستمرار من عدم وجود اهتمام جدي من قبل القائمين على اتحاد كرة القدم بإقامة مسابقات كروية لتلك الفئات من أجل مواصلة بروزها واكتشاف المزيد من النجوم الصغيرة التي ستكون رافداً أساسياً لفرق الأندية وللمنتخبات الوطنية لكرة القدم.
مطلوب ملاعب معشبة‌‌‏
لا يوجد ملاعب معشبة كافية في معظم المحافظات التي من خلالها نستطيع تطوير اللاعب الناشئ وصقل موهبته،‌‌‏
طبعاً مع قلة الإمكانيات إلا أن هناك البعض يسعى جاهداً لبذل المزيد من الاهتمام بالفئات العمرية.‌‌..
وهناك البعض يطالب الأندية واتحاد كرة القدم والاتحاد الرياضي العام بالاهتمام بالفئات العمرية لأنها تعتبر الركيزة الأسياسية للأندية والمنتخبات الوطنية، وإقامة دوري لهم لما من شأنه اكتشاف مواهب جديدة قادرة على العطاء مستقبلاً…‌‌‏
ورغم صغر سنهم يعود إلى وجود الموهبة الكروية والرغبة لديهم في تحقيق الانتصارات، وإبراز ظهورهم الأول ومشاركتهم الأولى مع المنتخب وبالتالي يظهرون بمستوى جيد وصورة إيجابية.‌‌‏
وهناك أسباب كثيرة أنهت مشوار كثير من اللاعبين بعد فئتي الناشئين والأشبال، منها عدم اهتمام اللاعب بنفسه وعدم الاهتمام الجاد من قبل بعض إدارات الأندية وأيضاً من قبل اتحاد الكرة، وعدم المحافظة عليه بعد تصعيده مثلما حصل مع العديد من المنتخبات السابقة وإذا كانوا اهتموا بذلك المنتخب لكانت هذه المنتخبات منافسة قوية في العديد من المحافل الرياضية.‌‌‏
ملل بالتدريبات‌‌‏!
وهناك من أبدى تذمره من عدم وجود ملاعب ومن العائد المالي الضعيف وعدم وجود دوريات كروية للناشئين والأشبال وهناك من يواجه صعوبات في عدم توافر ملاعب صالحة للتدريب، وقد مل بعض المدربين من كثرة التدريب ويريدون دورياً خاصاً بالناشئين والأشبال، لكي نبرز مواهب اللاعبين ويحتكوا ويكسبوا مزيداً من الخبرة ، النجوم لا تظهر إلا بالمباريات وقد مل المدربون وكذلك اللاعبون.‌‌‏
الأساس القوي‌‌‏
وبكل صراحة الفئات العمرية هي الأساس القوي لأي لعبة، فإذا كان لديك أساس قوي غير مغشوش نستطيع أن تبني ما تريد، وإذا لم يكن لديك أساس قوي سينهدم كل شيء خلال مدة قصيرة.‌‌‏
وإن هناك ظلماً واضحاً يتعرض له مدربو الفئات العمرية، فمدرب الفئات العمرية يبذل جهوداً جبارة فيذهب إلى الحارات والمدارس ويكتشف لاعبين ويضمهم إلى النادي ويستفيد منهم النادي والمنتخبات الوطنية، ولو أردنا الحديث عن هذا الموضوع فنحتاج شهراً كاملاً للحديث عن التفاصيل الكاملة.‌‌‏
المواهب موجودة‌‏
ويعلم الجميع أن وجود تلك المواهب في صفوف المنتخبات والأندية يجعلنا متفائلين بظهور طيب في مشاركات الأندية والمنتخبات، ونتمنى أن يكون الاستعداد للمشاركة أفضل من السابق، وأن تتاح للمدربين ظروف عمل أفضل وإقامة مباريات تجريبية أو المشاركة ببطولات ودية قبل المشاركة الرسمية ‌وإقامة مسابقات للفئات السنية أصبحت ضرورية جداً ، لأنها ستفيدهم كثيراً وترتقي بمستواهم العام، رغم أن إقامة بطولات كروية حالياً لهذه الفئات صعب جداً نظراً للظروف الراهنة وعدم اهتمام أغلب الأندية بالفئات العمرية، إضافة لعدم وجود قاعدة بيانات حقيقية وصحيحة للفئات العمرية سواء في الأندية أم لدى اتحاد لكرة.‌‌‏
علماً بأن أنديتنا مليئة بالمواهب ويوجد حالياً الكثير من المواهب التي تبشر بالخير وتستحق الرعاية والاهتمام، ولكن توقف النشاط بعض الشيء ساهم في عدم إبراز تلك المواهب ورغم كل هذا نحن منجم للمواهب ولكن ينقصها الرعاية والاهتمام.‌‌‏
المشروع جاهز على الورق!
ويعلم الجميع بأن اتحاد الكرة أخيرا اقتنع بأن عليه أن يهتم بالفئات العمرية ويعطيها حيزا كبيرا من أهتماماته ورعايته، وهذا ما جعله يكلف الدائرة الفنية في الاتحاد ولجنة التطوير ومدير دائرة التطوير الكابتن فجر ابراهيم بوضع استراتيجية واضحة المعالم وسهلة التنفيذ رغم تكلفتها المادية الكبيرة وهذا ما تم بالفعل من خلال إطلاق المشروع الوطني لتطوير الكرة السورية، والبداية من فئتي الأشبال والناشئين تحت سن  ( ١٤ ) وتحت ( ١٦ ) ، لكن كل ذلك لايزال على الورق فقط بانتظار تطبيقه على أرض الواقع رغم أن اتحاد الكرة فعل ما عليه، من خلال إقامة ورشات العمل الفنية والإدارية والإعلامية وحتى الطبية للكوادر التي ستكون ضمن هذا المشروع الواعد ويبقى عليها آلية العمل والتنفيذ على الأرض.

المزيد..
آخر الأخبار