الموقف الرياضي:
اختلفت الآراء حول الاستعانة بالمدرب الوطني بعد إقالة المدرب الوافد، فمنهم من يحمل الأندية مسؤولية عدم الاهتمام بالمدرب الوطني واللجوء له فقط من باب تسيير الأمور حتى يتم التعاقد مع مدرب آخر، ومنهم من جعل اتحاد الكرة كبش الفداء بعدم ضغطه على الأندية لإتاحة الفرصة للمدرب الوطني حتى ولو في دوري الدرجتين الأولى والثانية، والبعض ذهب للإعلام بتعظيم الخواجة الوافد وعدم الوقوف مع ابن النادي ودعمه، الأسباب كثيرة طرحها المختصون في هذا التحقيق حول المدرب الوطني
نحن بحاجة لرابطة مدربين فاعلة
والمدرب الوطني يحتاج في المقام الأول إلى ثقة مجالس إدارات الأندية، ودعم الدائرة الفنية بالاتحاد وحصر المدربين الوطنيين بمختلف مهامهم وتنوع مواقعهم، فالدائرة الفنية معنية بشكل مباشر إلى مبادرة بدعوة جميع المدربين الوطنيين إلى عقد ورشة عمل موسعة للتباحث ومناقشة كل ما يهمهم، وطرح مشروع تأسيس رابطة للمدربين الوطنيين فاعلة ، ومرتبطة بالاتحاد يسهم في تحقيق فرص تدريب بأندية الدرجة الثالثة والثانية والأولى، على أن توضع معايير فنية ومالية لتصنيف المدربين الوطنيين طبقاً لرخصهم التدريبية ويسهم الاتحاد الرياضي العام بالنسبة الأعلى من عقد المدرب الوطني وفقاً لمؤهلاته العلمية ورخصته التدريبية، وأن يكون هناك تفرغ جزئي أو كامل، أما أن يكتفي المدرب الوطني بحصوله فقط على رخصة تدريب ولا يجد فرصة عمل تدريبي فهذه مسألة أخرى تحتاج إلى حلول، أما الانطباع السائد في المجتمع الرياضي من أن المدرب الوطني هو مدرب طوارئ فهذه ظاهرة ستزول حتماً وفق ما يطرح في أروقة الأندية والدائرة الفنية الأكثر قيمة تكريمية للمدربين الوطنيين، ومطلبهم الأول هو تأسيس رابطة للمدربين الوطنيين تستطيع أن تدعم وتعزز من حضور المدربين الوطنيين في الأندية على كافة المستويات والدرجات.
بحاجة للدعم المباشر
الموضوع مهم، وهو يشدنا إلى أن المسؤولين في الاتحاد لا يفرضون إتاحة الفرص للمدرب الوطني داخل الأندية، على العكس من المدرب الوافد الذي تمنح له الصلاحيات والدعم والثقة، نحن بحاجة إلى قرار يصدر من المسؤول الأول في الاتحاد بإتاحة الفرصة لمدربي الدرجة الثالثة والثانية وإعطاء الفرصة الكاملة لهم في صقل المواهب وتطوير إمكاناتهم، وبعدها يتم على بقية الدرجات، نحتاج قراراً جريئاً من المسؤولين، عدد المدربين المقالين هذه السنة على مستوى الدرجات، رقم كبير وفي الأخير تتم الاستعانة بالكوادر الوطنية لإنقاذ الفريق، وبعدها يتم التعاقد مع المدرب الوافد من خارج النادي من جديد، والإدارات تحتاج إلى الدعم والثقة بالمدرب الوطني ، فلدينا الإمكانات والقدرات لتولي زمام أي فريق، الكادر الوطني مؤهل على أعلى المستويات من الخبرة والدراسة.
الشهادات على الرف!
المدرب الوطني ظل سنوات طويلة عديدة وهو على الرف وسيظل ذلك، لأنه لا يلقى دعماً حقيقياً ، والمدرب الوطني لا بد أن يعمل حتى بدوري أندية الدرجة الأولى، ليس بالضروري أن يكون بدوري المحترفين، وإذا ترك الأمر لرؤساء الأندية فلن يعمل المدرب الوطني، فسيستمر مدرب فزعات لعدد قليل من المباريات في الجولات الأخيرة من عمر الدوري أو حتى في وسطه ريثما يصل المدرب الوافد، وهناك الكثير من المدربين الوطنيين لديهم الكفاءة العالية والشهادات، وعملوا مع مدربين عالميين، لكن أين الثقة؟ فيمكن أن يجلس عشر سنوات بدون عمل أو ثلاث سنوات يطلب للفزعة، بصراحة هذه الطريقة لا تخرج مدرباً، والغريب الاعتماد الكلي على الوافدين من المدربين الذين يقدمون ويذهبون ويأتي غيرهم، والمدرب الوطني يتفرج، ويضع خبرته، وشهاداته على الرف ينتظر نادياً لعل وعسى وفي حال أردنا تطويره فلا بد من منحه فرصة العمل، أما أن تخسر مبالغ ودورات ومحاضرات ومن بعد ذلك شهادته يضعها على الرف فما الفائدة؟ علماً أن الوطني عمل مساعداً لمدربين أجانب واكتسب الخبرة الكافية ..
علينا أن نترك العاطفة
ونتساءل إلى متى ينظر الإعلام إلى هذا الموضوع نظرة عاطفية في كرة القدم، فالأمر لا يتوقف على العاطفة، فمن يستحق أن يستغل الفرص ويثبت قدراته سيحصل على الفرصة، لكن هناك اندفاع كبير في الساحة التدريبية والبعض يستعجل، والبعض تعب في الحصول على الدورات التدريبية ثم فضل العمل الإداري أو الإعلامي، والحقيقة ما دام هناك قبول ما يقال عن المدرب مدرب طوارئ فسيظل الوضع على ما هو عليه ومن المهم عدم مزج الفكرة بالعاطفة لكي يتخلص المدرب نفسه والشارع الرياضي مما يقال وهناك مفاتيح عدة اتخذها اتحاد الكرة ساهمت في إمكانية بروز بعض المدربين ولكنها تظل مرتبطة بظروف معينة».
مسؤولية الجميع
المشكلة يتحملها الجميع من الاتحاد الرياضي العام واتحاد الكرة وإدارات الأندية والمدربين الوطنيين، فعندما يعبث ويتخبط مدرب أجنبي، فيكتفى بإقالته …
وينتهي الموضوع ويتكرر السيناريو كل موسم، وشاهدنا عدداً كبيراً من الإقالات ولم نشاهد المنبر الإعلامي يتحدث عنهم ويبقى المدرب الوطني هو مجال وحديثهم ويتحمل الاتحاد كونه لم يدعم مشروع المدرب الوطني، وتتحمل الأندية المسؤولية أيضاً لأن معظم أعضائها لم يلعب كرة قدم وليس لديه أي نشاط رياضي قبل وجوده بالإدارة، ويتحمل المدرب الوطني الذي يقبل أن يكون صورياً ويوافق أن يكون أي شيء، فالبعض من المدربين يسيؤون لسمعة المدرب الوطني دون أن يعلموا وهم يقبلون أن يكونوا مجرد رقم موجود..