أنور الجرادات :
اعتبر المتابعون لدورينا « الممتاز » أنه ليس هناك أي مبرر يجعل أي فريق من فرق الممتاز وخاصة التي تملك المال الوفير للاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي لإدارة قمة مباريات الدوري، بعدما غابت الصافرة الأجنبية عن مباريات دورينا» الممتاز»،
والجدير بالذكر أن المباريات الماضية للدوري لم تشهد أخطاء كارثية تبرر الاستعانة بالتحكيم الأجنبي، مؤكدين أن الأخطاء واردة وجزء من اللعبة، وهناك أكثر من حكم محلي سبق له قيادة مباريات ديربي ومباريات قمة ذهاباً أو ايابا.. بالمقابل يرى آخرون أن الجولات الماضية صاحبتها أخطاء تحكيمية تجعل العديد من الفرق يستعين بالصافرة العربية لإبعاد الضغوط عن الحكم المحلي في مباراة حساسة ومصيرية ، بعدما اشتد الصراع على صدارة الدوري وباتت نتيجة بعض المباريات تحدد مسار البطولة…
ويرى آخرون أن بعض المباريات تعد قمة يجب أن يديرها طاقم تحكيم محلي، لأن أكثر من حكم وطني يمكنه قيادة هذه المباريات وهي فرصة لمنح الثقة لحكامنا والتأكيد أن الأخطاء البشرية حاضرة في عالم المستديرة ، لكن مباراة بوزن قمة الدوري كان الأجدى منحها لطاقم دولي من حكامنا دون فتح باب الأستعانة بالأجنبي والدخول بحسابات توفير المتطلبات، في وقت يعاني فيه حكامنا من سقف تعويضاتهم المالية غير المقنع.
مباراة حساسة
في قراءة سريعة لمستوى تحكيم دورينا فإن لجانه المختصة تدافع بشدة عن مستوى التحكيم المحلي وتصفه بالجيد مقارنة بظروف المباريات وظروف حكامنا المادية والمعنوية.
نعم لقاء الوثبة وتشرين قمة مناسبة للصافرة المحلية لكي تظهر في الأوقات الحاسمة وتبرز إمكاناتها، وبالتالي فإن الأطراف كلها ستكون مستفيدة سواء الفرق أو الحكام، وخصوصاً الحكم الوطني ووجود أكثر من حكم يمكنه إدارة هذه المباراة.
ولا يمكن أنه في كل مباراة حساسة يتم اللجوء للحكام الأجانب في حين يدير حكامنا المباريات العادية، خاصة مع دخول الدوري مراحله الحرجة لجهة الهبوط وحساسية ذلك في اسناد المهمة لحكامنا، وبالتالي قد ندخل في نفق تكليف اكثر من طاقم عربي فهل الاتحاد جاهز لذلك والأندية أيضا؟
الأخطاء واردة
في تقديرنا لا يوجد حالياً أخطاء تحكيمية كارثية تستدعي الاستعانة بحكام أجانب مجدداً في الدوري، خاصة مع وجود حكامنا في النخبة الآسيوية وتسند لهم مباريات في تصفيات كأس العالم ومسابقة أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي.
نسبة كبيرة من خبرات اللعبة منذ البداية ضد وجود التحكيم الأجنبي في الدوري السوري، كونه سيأخذ فرصة الحكام الوطنيين بجانب الكلفة المالية العالية للمباراة الواحدة، بجانب أن الحكم الأجنبي الذي سيأتي لإدارة مباريات في دورينا لن يكون الحكم السوبر، وطالما أن الحكم يدير مباريات في كرة القدم فإن الأخطاء واردة، كونها جزءاً من اللعبة..
مفاجأة وسرية تامة!
والشيء اللافت حقيقة هو احيانا غياب قرار لجنة الحكام الرئيسية التابعة لاتحاد الكرة بالاستعانة بالطاقم الاجنبي ، وهناك معلومات دقيقة بأن لجنة الحكام الرئيسية لا علم لها ابدا بالخطوة التي يتخذها الاتحاد وبقرارته ، وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك حينما قال بأن الأمين العام لاتحاد الكرة مهند الفقير هو من طبق الموضوع برمته وطبعاً بالتنسيق التام مع رئيس الاتحاد وربما مع رئيس لجنة الحكام الرئيسية محمد كوسا وبالاتفاق مع رؤساء الأندية حصراً التي تتكفل بدفع تكاليف الطاقم التحكيمي الأجنبي بالكامل من بابه إلى محرابه.
اعتذارات بالجملة…
والمفاجأة لهذه الخطوة غير المدروسة بالنسبة للكثيرين ربما يكون هناك اعتذار أكثر من حكم عن قيادة مباريات دوري المحترفين في جولاته المتبقية ، وربما يكون جلهم من الحكام الدوليين وحكام النخبة وهذا مؤشر قد يكون غير صحي وغير صحيح إطلاقاً…
استغراب
مادامت أنديتنا المحترفة تستطيع أن تدفع المال للطواقم التحكيمية الأجنبية وبالعملة الصعبة، فلماذا (تقطع يدها وتشحد) عندما كانت هناك نية لرفع سقف المبلغ الذي يحصل عليه حكامنا الوطنيون من خلال قيادتهم لمباريات دوري الممتاز، والسؤال الذي يطرح نفسه أيضا هل وضع اتحاد الكرة بالحسبان تبعات قراره لجهة الاستعانة بالحكم العربي او لجهة دعم الحكام الوطنيين؟ وأثر ذلك على استقرار الدوري...