متابعة – أنور الجرادات :
خلال السنوات الماضية، وتحديداً في عصر الهواة، ظهرت مهنة الكشافين التي يبحث أصحابها عن المواهب الواعدة التي تمارس الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص…
وتسهيل مهمة هؤلاء المواهب في الانضمام إلى الأندية، وكانت الملاعب الشعبية والمدارس هي الأرض الخصبة أمام هؤلاء لاكتشاف العناصر الموهوبة ومد يد الدعم والمساندة لها لإبراز قدراتها وإمكاناتها في الأندية الرياضية، وكما تألق لاعبون وأصبحوا نجوماً يمثلون المنتخبات الوطنية والفرق الأولى بالأندية.
اهتمام منقوص!
ولكن هذه المهنة توارت في عصر الاحتراف، بعد أن تغير كثير من مفاهيم العمل بالأندية، إضافة إلى تضاؤل الاهتمام باللعب في الأحياء الشعبية بسبب توجه الاهتمام الأكبر نحو الدراسة أو اهتمام الشباب بتكنولوجيا العصر.
إضافة إلى عدم الاهتمام بالشكل الكافي بحصص التربية الرياضية ودوري الفصول والمدارس، فقل اكتشاف اللاعبين الموهوبين بالأندية التي تحولت إلى صناعة نجوم من أنصاف المواهب.
وخلال السنوات الأخيرة اختفت مهنة الكشّافين تماماً في الأندية، ما أدى إلى عدم الاهتمام بهذه المهنة وبالتالي قل عدد اللاعبين الموهوبين بالأندية التي أصبحت تنتظر اللاعبين أن يأتوا إليها بعد أن كانت هي من تصل إليهم في أماكن تجمعاتهم، بعد أن اختفى دور الكشافين نتيجة عدم وجود التشجيع الكافي لهذه المهنة، وانشغالهم بأعمال أخرى أكثر فائدة من هذا العمل.
تعاون
إن تطور العصر في عملية اكتشاف المواهب مع اندثار مهنة الكشافين جعل البعض يعتمد على نفسه في اكتشاف المواهب الكروية، من خلال التعاون مع وزارة التربية بتنظيم مباريات ودية مع المدارس القريبة من محيط النادي بفروعه المختلفة، من أجل جذب شريحة معينة للاعبين من عمر ( ٦ إلى ١٣ سنة ) والذين لم يسبق لهم التسجيل في أي ناد أو اتحاد رياضي، وبالفعل نجح العديد منهم في جذب لاعبين لابأس بهم من تلك الفئة خلال الفترات الماضية.. ويدركون أن وقت اللاعب قليل منذ خروجه من المدرسة حتى موعد وصوله إلى النادي عصراً للتدريب.
كما يدركون الصعوبة التي يجدها اللاعب في عدم انتظام مواعيد غذائه، لذلك يقومون بتوفير وجبات غذائية سريعة تحتوي على «سندويشات» وعصير وبرتقال لتعويضهم عن الفترة التي يقضونها خارج منزلهم.
ومن يقول إن اللاعب يذهب إلى النادي وهو مرهق، أقول اللاعب في هذا العمر يملك كتلة من النشاط والحيوية، كما يملك القدرة على مزاولة أي نشاط إضافي.
وهناك نقطة مهمة تتمثل في قيام البعض بالمرور على الأندية واكتشاف المواهب، ومن ثم المفاجأة لتلك الأندية بسرقة مواهبها ما يحرمها من مواهب بذلت جهداً كبيراً في تجهيزها وإعدادها، فلا بد من قيام اتحاد الكرة بإيجاد حل لتلك المشكلة التي تهدر جهود الأندية.
فرصة…
ويتمنى البعض أن ينشط دور الكشافين مرة أخرى لأنهم قادرون على اكتشاف المواهب ومنحها الفرصة للانضمام إلى الأندية، حيث كانت تتعاون مع عدد من الكشافين ومدرسي التربية الرياضية في المدارس مقابل مكافآت مالية بسيطة من أجل انتقاء المواهب وإحضارها للنادي، وخلال تلك الفترة تم ضم العديد من المواهب التي نالت فرصة اللعب في الفريق الأول ومن ثم المنتخبات الوطنية.
وأصبحت الأندية تعتمد على سد احتياجاتها من خلال التعاقد مع لاعبين جاهزين من أندية أخرى، لذلك قلت المواهب خاصة أن الأندية أصبحت لا تستطيع السيطرة على لاعبيها كما كان يحدث في عهد الهواية، هذه كلها عوامل وقفت أمام طموحات الارتقاء بقطاع المواهب السنية، ما يتطلّب ضرورة إعادة صياغة العمل في هذا القطاع الحيوي بما يخدم الطموحات والارتقاء باللعبة.
المطلوب آلية عمل جديدة
وحقيقة أسباب اندثار مهنة الكشاف يطالب البعض بإيجاد حل بديل من أجل اكتشاف المواهب التي قلت بشكل عام ، ومن الصعب انتظار الأندية للمواهب، لذلك لا بد من العودة للبحث عن تلك المواهب بالتعاون مع المدارس.
فالآن المناخ أكثر جذباً للاعبين الصغار بعد انتشار الأكاديميات، وأصبح لا بد من التعاون معها لضم اللاعبين المتميزين بها للأندية.
والتوصية لوزارة التربية بإعادة الاهتمام بحصة التربية الرياضية التي تعتبر أفضل قاعدة لتفريخ اللاعبين، الذين يفيدون الأندية، لأن اللاعب الموهوب أكثر فائدة للمنتخبات من اللاعب الذي يتم صناعته بالمران.