اتحـــــــاد الملاكمــــــة .. يعتمد التجارب والملاكم يسأل بطولة الجمهورية أين .. فهل أصاب الاتحاد ؟
ملحم الحكيم:
اتحاد الملاكمة حزم أمره فقرر الخامس من الشهر الحالي موعداً لانطلاق تجارب انتقاء المنتخب الوطني المشارك بالدورة العربية، مستبعداً كلياً فكرة إقامة بطولة الجمهورية وهو ما بقي حديث أبناء اللعبة وموضوع امتعاضهم، متسائلين عن الأسباب والدوافع الحقيقية وراء ذلك مرجحين أن يكون اتحادهم يختبئ وراء إصبعه فيتهرب من بطولة الجمهورية واعتراضاتها المعتادة فلجأ إلى التجارب علها أخف حدة من ناحية الاعتراضات حسب تعبيرهم …
كل بطولات الجمهورية للعبة نجحت و بكل المقاييس والوقائع تثبت بالدليل…
البطولات تثبت جدية التعامل مع المباريات واخذ نتيجتها بعين الاعتبار كنتيجة مؤثرة وذات قيمة بجميع الفئات العمرية « الناشئين والشباب والرجال»من حيث حقيقة المنافسة وأهمية النتيجة، من ناحية أخرى تتجلى في الاعتراضات التي ظهرت بطرازها الحديث عن بطولة الناشئين التي استضافتها صالة مدينة تشرين بدمشق « على حلقة الملاكمة وهي اعتراض الجمهور وذوي اللاعب وهي ظاهرة جديدة لها وجهان، أولهما خطير جداً يؤشر إلى ضياع هيبة اتحاد اللعبة وطاقم تحكيمه والتطاول عليه والوجه الثاني هو مؤشر حسن جداً لأنه يثبت متابعة أهل اللاعب لتدريبات أبنائهم ومدى تطور مستواه وطموحهم تتويجه في المركز الأول .
الحلقة الأضعف في البطولة
ولأن الاعتراضات تناولت التحكيم في كل البطولات .. فأبسط ما يقال إن التحكيم وحكامه نجحوا في قيادة بطولات الجمهورية. فأن يدير ١٢ حكماً ما يقارب ١٣٢ مباراة على مدار أيام البطولة «أربعة أيام» وسط خصوصية اللعبة التي يحكم مباراتها خمسة قضاة وحكم حلقة يجب أن يتوفر فيهم عنصر الحياد» أي لا يكون الحكم من ناد أو محافظة أحد المتنافسين» هذا بحد ذاته إنجاز , وهذه ناحية أما الأخرى فرغم كثرة الاعتراضات يمكن القول إن كل ذي حق أخذ حقه ولم يتعامل الحكام يوماً بردات الفعل، فمن يستحق الفوز قد فاز ، والمباريات التي شهدت الاعتراض إنما لتقارب المستوى والأداء أولاً ، والأهم تنفيذ القرار بلا تردد .
تنظيمياً
لطالما راعى أعضاء الاتحاد ومعهم رئيس لجنة الحكام عند قيادة البطولة ، ضبط النفس واستيعاب اعتراض المعترضين وصولاً بالبطولة إلى خواتمها واسدال الستار على فعالياتها ، بتتويج لائق للابطال مع الحرص على إشراك جميع كوادر اللعبه وصول بطولتهم إلى غايتها باختيار الأفضل والتميز للمنتخب الوطني لهذه الفئة، وهي غاية بأن تصل إلى نهايتها وتتويج أبطالها.
تتويج أبطال
البطولات إذاً توجت أبطالها وهذا هو الدليل الأكبر . وميزة البطولة أن يكون اللاعب فيها ليس مجرد رقم بل يظهر فيها لاعبون حقيقيون بكل معنى الكلمة، فيتميزوا بالشجاعة وحضور القلب ويقدموا على الحلقة مستويات فنية جميلة وأداء عالي التكنيك والتكتيك ، وهذا ما يثبت دون أدنى شك حسن تعامل المدربين مع اللعبة وتأهيلها للمنافسة على الحلقات الرسمية، والملفت للنظر بحسب كوادر اللعبة وصول أبطال معظم المحافظات إلى الدور النهائي في بطولات الجمهورية ، ما يشير بشكل واضح على انتشار واسع للعبة فإن يشارك ١٤٦ لاعباً بطولة الأشبال الأخيرة نموذجا مثلوا ١٢ محافظة، إضافة إلى ٣ هيئات هي دليل الانتشار الأفقي للعبة وفق أسس سليمة ما يعني أن مستقبل الملاكمة القادم أفضل وأشد لمعاناً،
الانتشار الأفقي كيف؟
بعد المشاركات العددية الكبيرة في بطولات الملاكمة السابقة ينسب البعض إلى أن البيوتات الخاصة هي سببه ويشيرون إلى اللاذقية كنموذج، لذلك وحسب تعبيرهم لطالما تصدرت اللاذقية بطولات الملاكمة فاستحقت المركز الأول في مختلف بطولات اللعبة وفئاتها، فوجدت كوادر اللعبة باللاذقية نموذجاً يحتذى لتطوير الملاكمة حيث نسبوا تألق قبضات اللاذقية إلى أسباب لا بد أن تعم مجمل المحافظات وأول هذه الأسباب.. التوافق بين أعضاء اللجنة الفنية برئاسة الدكتور سام عبيدة الذي وقف على مسافة واحدة من الجميع مع توحيد قرار الكوادر بأن بطولة المحافظة هي المقياس لاختيار الأفضل، بعيداً عن اسمه أو اسم ناديه، وعليه ورغم غياب البطولة الحالية أقام بطولة المحافظة لاختيار الأفضل لخوض التجارب ما يدلل على نزاهة الموقف وعدالة الانتقاء، وثاني الأسباب دعم اللجنة التنفيذية باللاذقية لهذه اللعبة ولكل الفئات من خلال اكتشاف الخامات الصغيرة وإقامة لقاءات دورية ودية مع محافظات عدة، لصقل اللاعبين بعلم وإشراف اللجنة التنفيذية وحضور اللجنة الفنية بكامل الأعضاء، أما ثالث الأسباب فانتشار البيوتات والأندية الخاصة بالملاكمة في محافظة اللاذقية ، ما أوجد عامل المنافسة بين الأندية ومدربيها وهذا ما تجلى في بطولات الجمهورية التي كان يرافق كل لاعب مدرب مغاير تحت راية منتخب اللاذقية ، وهي حالة إيجابية تضمن انتشار اللعبة في جميع أنحاء المحافظة حسب انتشار هذه الأندية، وهو ما يجب أن
يعمم على جميع المحافظات لضمان حسن دعم الملاكمة التي اغفلتها الأندية الرسمية الكبيرة، فكانت هذه البيوتات خير بديل باستقطاب اللاعبين وصقلهم وصولاً إلى البطولات المركزية ، ومنها إلى البطولات الخارجية ومنصات تتويجها، ولكن ولضمان إقبال اللاعبين لهذه البيوتات لا بد من تحقيق طموحهم وهو حمل لقب البطل أو المنافسة في بطولة الجمهورية لحمله وهذا ما لن يتم تحقيقه في تجارب رسمية لا تعطي في نهايتها لقب البطل لأحد، ما يبقي أبطال الملاكمة بعيدين عن تحقيق طموحهم ، ما من شأنه أن يترك الأثر السلبي على نفسهم وطريقة تعاطيهم مع العملية التدريبية والتزامهم فيها في قادمات الايام.