أنور الجرادات :
تعرض منتخبنا الوطني الأول لسبع هزائم متتالية وهو ما يدق ناقوس الخطر حول مستقبل كرتنا المحلية .
هذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها منتخبنا الوطني الأول بنتائج قاسية، ولن تكون الأخيرة، فهو الذي تعرض لخسارات مؤلمة في التصفيات الآسيوية وفي غرب آسيا وفي جميع المباريات الودية .
مستقبل كرة القدم بات مجهولاً، لا خطة ولا استراتيجية ولا حتى عمل على الأرض، وتبقى الوعود حقن «مسكنات» لتهدئة الوسط الرياضي، وسط غياب المحاسبة من المسؤولين.
ومرت المنتخبات الوطنية سابقاً بنتائج أكثر قسوة، وبالتأكيد لا يمكن تحميل المسؤولية للاعبين فقط ، وإنما المسؤولية الأكبر تقع على الاتحاد، الذي هو «أب» اللعبة، بدليل أن الاتحادات الخارجية التي فشلت منتخباتها في المحافل الدولية رحلت سريعاً إكراماً لسمعة وطنها، بينما عندنا لم يتبدّل الاتحاد فبقيت العقلية واحدة والنتائج واحدة.
نتائج متوقعة
النتائج كانت متوقعة بدليل كثرة التخبطات الفنية التي تمارس وخاصة من ناحية نوعية اللاعبين وبات الأمر واضحا وأصبحت جميع المنتخبات تتفوّق علينا فنياً وبدنياً، وهذا الأمر لا يمكن تجاهله ويجب الاعتراف به..
يجب أن نعترف بأن نتائج المنتخب لا تبشّر بالخير أبداً، إذ أصبحت الجماهير تدرك أن لا مستقبل لكرة القدم على الصعيد المنتخبات الوطنية ، وهو الأمر الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وسط صمت تام من أعضاء الاتحاد، وكأن كل الأمور تسير بالشكل الصحيح.
سقوط مؤلم
وإذا كان اللوم الأكبر يقع على الاتحاد، إلا أن للأندية أيضاً دوراً في هذا السقوط المؤلم، فهي تتحمّل جزءاً كبيراً من مسؤولية النتائج القاسية، لا سيما وأن اللاعب يتأسس في ناديه ثم يستدعى إلى المنتخب، وتالياً فإن اعتماد الأندية أو الأكاديميات على مدربين ليسوا بالمستوى المطلوب هو أمر يفاقم الأزمة، والنتيجة تنعكس حتماً على الصعيد الدولي.
والأكيد أن المنتخب لا يبنى بيوم أو شهر أو سنة، بل يحتاج إلى مراحل عدة وسنوات طويلة ومن هنا، فإن من المتوقع أن يواصل المنتخب نتائجه السيئة خلال الفترة المقبلة، علماً أن الجماهير قد لا يغضبها الأمر في حال رأت عملاً جدياً من الجهاز الفني للمنتخب وخاصة المدير الفني حسام السيد الذي لا شك في أنه تسلم مهمة صعبة.
أخطاء فردية
وصحيح أن أداء المنتخب يتطوّر مقارنة بالأشهر الماضية، لكن السبب الأساسي في الخروج بهذه النتائج تعود إلى «الأخطاء الفردية وقلة الخبرة أو الخوف من المباريات الرسمية، حتى أن المنتخب تلقى أكثر أهداف غزيرة وبمجملها أخطاء من لاعبي خط الدفاع أو من سوء تقدير من حارس المرمى..
وقبل الحديث عن تطور منتخبنا أو باقي المنتخبات لابد في البداية من توفير ملعب دائم للتدريبات والمباريات الخاصة بالمنتخبات، علماً أن هذه السنة تعتبر أفضل من الماضية، خصوصاً في ما يخص المباريات التحضيرية .
ثقة مفقودة
النتائج أصبحت عادية للجماهير الكروية حين يشارك أي منتخب في استحقاق خارجي، وهذا أمر خطير جداً حين يفقد الجمهور السوري ثقته بالمنتخب الأول وفي باقي المنتخبات مما يولّد إحباطاً لدى اللاعبين، لذلك على الاتحاد أن يتحمل مسؤولياته حيال الأمر ووضع خطة معالمها واضحة الأهداف وتحاكي الواقع الحالي و ليس الأمر فقط مناط بجلب مدرب أجنبي وعلى الأغلب يكون تصنيفه عالميا متواضع ولا سمعة له وضع حد للأكاديميات التجارية، وفرز مدربين على مستوى عالٍ لتأسيس اللاعبين وإرساء أرضية صلبة، وإلاّ على كرة القدم السلام.
ضبابي
الحصيلة الرقمية للمنتخب وما نتابعه في الكواليس من تواصل عبر الوساطة القطرية لاستقدام مدرب أجنبي للمنتخب دون الخروج على الاعلام من قبل اتحاد اللعبة أو الجهاز الفني الوطني الذي صرف الكثير من رصيده نتيجة الخسارات المتتالية يجعلنا نجزم أن المشهد ضبابي وبان القادم ينذر بما هو أسوأ.