كرتنا المحلية إلى أين؟  حصــاد مـــرّ لـمنتخباتنـــا الوطنيـــة وتحديــداً الأول  في 2022!

متابعة : انور الجرادات 
لم يكن خروج منتخباتنا الوطنية مفاجئا أو حتى صدمة لمن يعرف حقيقة  الأمور فيها وإلى أي حد وصلت فيها المشاكل ونحن إذ نودع  عام ٢٠٢٢ من دون ترك بصمة أو إنجاز يذكر بعد المشاركه المتعددة  لمنتخباتنا الوطنية في البطولات التي شاركت فيها وحتى اللقاءات التحضيرية الاستعدادية لم تسجل أي حضور لها، ويمكن ملاحظة حالة اللا ثقة التي تطارد منتخباتنا الوطنية  لمن يريد النظر بعيون فنية دقيقة بعيداً عن حسابات الانتقادات أو الاعتراض؛ من أجل غاية أو هدف، وإن كان الكل يريد ما فيه الخير للمنتخب.

هل من عاقل كان يتوقع أن تكون منتخباتنا  بالصورة التي ظهرت عليها في مشاركاتها المتعددة.
لا شك أن كل مراقب ومتابع وكل خبير كان يدرك أن منتخباتنا وخاصة المنتخب الاول  يمر في مرحلة ( تغيير الجلد ) ،ولا يمكن اعتبار ما حصل معه في مشاركاته ولقاءاته الودية  إخفاقاً أو خيبة أمل كبيرة؛ بل إن نتائج المنتخب كانت متوقعة ومنطقية، فهل يعقل للمنتخب الذي مني بخسارات متتالية أمام منتخبات ضعيفة نسبقها بكثير  بعد أداء باهت ومتواضع،أن يتجاوز  منتخبات كبيرة.
ما حصل ويحصل مع منتخبنا الوطني الأول وربما مع باقي منتخباتنا الوطنية الأخرى  يستحق فعلاً أن ندق لأجله ناقوس الخطر، وأن تقرع أجراس الإنذار له على واقع اللعبة، وعلى حال المنتخب الأول وباقي المنتخبات الأخرى التي بدأت مريضة ، وتحتاج إلى روتشة علاج طويلة، وليس إلى مجرد مسكنات.
وقد بات يترتب على القائمين على اتحاد الكرة  في القادم من الأيام تحليل النتائج التي حققتها منتخباتنا الوطنية وخاصة المنتخب الاول  تحت قيادة العديد من المدربين وأخرهم  المدرب الحالي حسام السيد وتحليل الأداء؛ من أجل وضع خريطة طريق سريعة؛ لإعادة ووضع المنتخب على السكة الصحيحة من جديد.ولا شك أن القائمين على منتخبنا عندما ينظرون إلى المستوى والأداء والنتائج التي تحققت منذ فترة طويلة  ولغاية اليوم لن يشعروا بالسعادة، خاصة وأن هناك فجوة بدأت تتسع بين منتخبنا الاول وباقي منتخباتنا الاخرى والمنتخبات الكبيرة في القارة الصفراء، أو حتى مع المنتخبات التي كانت صيداً سهلاَ بالنسبة لنا قبل سنوات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة….
ولا يمكن اعتبار ما سبق دعوة إلى التغيير الفني، فقد يكون هناك شبه إجماع على أن خبرة وقيمة المدربين القائمين على منتخباتنا الوطنية كلها  لا خلاف عليهم، كما يملكون  من التاريخ الكثير الذي يساعدهم على تحقيق النجاح، لو وجدو الفرصة، ومنحهم  الوقت الكافي لتعديل المسار، خاصة في ظل القرار الكبير الذي اتخذ مدرب المنتخب الاول بتغيير جلد الفريق، ومنح الفرصة للاعبين الشباب والأولمبي.

دروس وثغرات
وكشفت المباريات التي لعبها المنتخب الأول وباقي المنتخبات عن ثغرات واضحة المعالم باتت تشكل صداعاً في رأس الأجهزة الفنية  وتتمثل في الضعف الكبير على مستوى الشق الدفاعي لعدم وجود لاعبين يجيدوا اللعب في هذا المركز تحديدا وهذا الأمر ينطبق على أغلب منتخباتنا وبالأخص المنتخب الوطني الأول.
وأثبتت أغلب المباريات إن لم نقل كلها عن وجود ثغرة كبيرة في محور الدفاع، على الرغم من كل التبديلات التي كان يقوم بها المدرب؛ من أجل تلافي هذه المشكلة التي باتت نقطة ضعف يستفيد منها خصوم منتخبنا، كما وضح في كل المباريات وأسهم ضعف الوسط أيضا وثنائي الارتكاز في الواجبات الدفاعية في وضع كل الضغوط على عاتق الرباعي، مما ساعد في كشف ثغرة محور الدفاع.

خيارات وظروف
لم تكن خيارات مدربي منتخباتنا واركز تحديدا على المنتخب الوطني الأول في  مشاركاته العديدة ولقاءاته الودية  مثالية، لاسيما بعدما تسببت الغيابات والإصابات   في حرمانه  من خدمات عناصر أساسية ووضح من خلال التغييرات التي كان يقوم  بها المدرب في المباريات التي لعبها  أنه عمد في كل لقاء إلى تغيير لاعب قلب الدفاع ولاعب الجناح الأيسر مما يعكس ضعف مردود كل من راهن عليهما في كل لقاء  من دون أن يفلح أي منهم في تقديم التميز أو صنع الفارق.
أما الخلاصة الأبرز من هوية بعض اللاعبين الذين اختارهم المدرب حتى الآن، أن نصفهم هم من نجوم الدوري المحلي، لكن العديد منهم بعيد كل البعد عن امتلاك المؤهلات التي تساعد على اللعب الدولي.

استراتيجيات وأخطاء
وإذا كان سقوط منتخباتنا الوطنية وتحديدا  المنتخب الأول  هو الفرصة السانحة لتوجيه سهام الانتقادات إلى اتحاد اللعبة؛ بسبب غياب الاستراتيجيات والخطط والبرامج، فإن الثابت أن البعض لا يريد أن يعترف بالحقيقة المؤلمة، ولا يريد أن يرى ضعف لاعبينا وأن مسابقاتنا المحلية التي تعزف لها الأناشيد وتكتب بها الأشعار، وتصرف عليها مئات الملايين  لم تعد معيناً ينبض باللاعبين أو بعناصر من أصحاب المواهب العالية.ولعل الأهداف التي ولجت مرمى منتخبنا الوطني الاول  في  أغلب مبارياته  كانت الدليل على أن كرتنا المحلية  لا تملك اليوم جيلاً من الموهوبين أو المبدعين فوق البساط الأخضر، وأن القسوة على هؤلاء اللاعبين مبالغ فيها وظلم لهم؛ لأن تلك هي قدراتهم وهذه هي إمكاناتهم و ( رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ) .
وستبقى مشاركة منتخبنا الأولمبي  هي العلامة الأكثر تميزاً، والشمعة المضيئة في مسيرة منتخباتنا الوطنية.

المزيد..
آخر الأخبار