بين كأس العالم وكرتنا ومنتخباتنا المشــــــــهد .. تناقضاتــــــــه وقــــــــــاع غرب آســـــــــيا
خاص- ليث بيرقدار:
نتابع جميعاً كأس العالم ومنافساتها، نتائجها ومجرياتها، تمر على البعض مرور الكرام دون التعمق في التفاصيل، فكيف للحابل أن يختلط بالنابل، فيما يرصد بعض آخر ذلك المشهد الساحر بتداخلاته حتى ولو ابتعد عن المنطق، ففي كأس العالم مشاهد متعددة، يرى أن بعضها يعنينا بشكل مباشر …يقارن باستغراب، محاولاً البحث عن اجابات أعيته رغم وضوحها…
فمع كل ما قدمه المنتخبان السعودي والتونسي، أسأل نفسي ، فأنا واحد من هؤلاء، الذين اختاروا الابتعاد عن المنطق» ألم نتغلب عليهم في أخر مواجهتين جمعتنا بكل منهما على السعودية في كأس أسيا 2011، وعلى تونس في كأس العرب 2021؟!
لأعود بنفسي الى مواجهتنا الأخيرة مع محليي الجزائر التي لم يتأهل منتخبها الأول لنهائيات كأس العالم، والله لاختلت موازين كرة القدم إن لم نخسر في ذلك اللقاء، فكيف لنا أن لا نخسر ونحن ومنذ مواجهتنا قبل الأخيرة معهم تعاقب على منتخبنا -وعلى مدار عام واحد- أربعة مدربين وألف تشكيل وألف لاعب وألف طريقة لعب بلا هدف ولا غاية، فيما منتخبهم للمحليين مستقر بمدربه وخطته الموضوعة وأهدافها التي تتلخص ربما باصطفاء ثلاثة أو أربعة لاعبين لضمهم الى المنتخب الأول.
ومع كل ما تقدمه المنتخبات الآسيوية من مستوى متطور نسبياً ونتائج كبيرة أبرزها الفوز على ألمانيا والأرجنتين واسبانيا، وتجاوز أستراليا و اليابان لعتبة دور المجموعات، أسأل نفسي مجدداً، ألم نواجههم مراراً وتكراراً، ألم نكن نداً قوياً في كثير من المواجهات ؟!
لأستحضر مشاهد التهليل بتأهل منتخب الشباب الى نهائيات كأس آسيا المقبلة للشاب بعد غياب طويل أضف على ذلك التهليل بإنجاز ثالث غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية، ويا له من انجاز عظيم يخجل به الانجاز أن يسمى بالإنجاز.
من منتخبات تدخل ذلك المعترك العالمي الكبير، بمدرب محلي، وأتحدث هنا تحديداً عن منتخبات عربية وافريقية، فالمقارنة معها هي ما تعنيني، تونس المغرب السنغال غانا والكاميرون، كيف لمزمار الحي أن يطرب هناك ويعجز عن مداواة حماقتنا، ونحن من أهلنا المحلي الى كأس آسيا ثلاث مرات لكننا أقلناه حيناَ ولم نستمر معه حيناً آخر، ومحلي آخر الى مباراة الملحق وقمة ما قدمته كرتنا ووصلت اليه في تاريخها ولم نستمر معه أيضا بل ولم نكتف بذلك، فالبعض وجّه لهما الإهانات وعندما أتينا بالأجنبي «الألماني بيرند شتانغة»و» الروماني تيتا فاليريو»، الهولندي «مارك فوتة»، الهولندي «فيلكو فان رون»، ودفعنا له حفنة من الدولارات، لكننا ومن باب التوفير لم نأت بمترجم، وأوكلنا تلك المهمة اما لمساعده الوطني أو لمنسق إعلامي وربي يسر..!
من استضافة وتنظيم مبهران في كأس العالم الذي يقام في الجوار، أسال نفسي ونحن من كنا سباقين في الاستضافة والتنظيم أقارن هنا مع دول الجوار-، حين أبهرنا العالم في بطولة المتوسط اللاذقية 1987 من حفل افتتاح رائع بحق حتى حين مشاهدته اليوم بعد أكثر من 03 عاماً، ومنشآت كانت الأفضل في المنطقة ليست منشآت المتوسط فقط، بل منشآت الثمانينات بشكل عام حتى إذا ما أعيد افتتاحها وهيئت اليوم من جديد ستصنف بكل تأكيد- من الأفضل، كيف أنه وفي العاصمة مثلاَ لا يوجد ملعب واحد صالح لممارسة كرة القدم، بل وفي البلاد كلها لا يوجد إلا ملعب واحد صالح لذلك؟!
وأستذكر التقصير الذي حوّل ملاعبنا الى أشبه بالحدائق العامة منها الى ملاعب كرة قدم،فيما وعن التنظيم، نفشل حتى في تنظيم مسابقة الدوري .
الفار
الفار وتقنية كشف التسلسل والكرة التي يتم شحنها، متى نطبق ولو جزءاَ بسيطاَ من ذلك في كرتنا؟! … وفي هذا الشق تحديداً ذكرتني أجهزة تواصل الحكام بقدر ابتعادي عن الواقع، وهي التي عجز القائمون على كرتنا عن تأمينها حتى تحمّل جزء كبيرة من حكامنا أعباء تأمينها على نفقتهم الخاصة…
مع كل مشهد أو سؤال تطغى مشاعر حزن، أو ربما طغت أولا فكان كل سؤال يا له من مشهد ويا لها من تناقضات، بعيداً عنها وعن كل ذلك وعن كأس العالم وعن تلك الأسئلة، وعودة الى الواقع قعر غرب آسيا الكروي الذي نقبع فيه، أنتظر ما ستؤول اليه الأمور، فتحتضر أسئلة جديدة .
هل يرغب اتحاد كرة القدم باستمرار الكادر التدريبي الحالي للمنتخب الأول؟!
أم أنه كادر مؤقت حسب ما أعلن؟!
ما الغاية أن يكون الكادر مؤقتاَ أساساً؟!
أي فائدة في ذلك؟!
هل سيشرف الهولندي مارك فوتة بعد أسابيع على المنتخب الأول أيضاً بعد أن أشرف على الشباب والأولمبي في سابقة لم يسبقنا اليها أحد أم أن أجنبي آخر سيتولى مهمة تدريب المنتخب قبل كأس آسيا بأسابيع؟!
أي فائدة في ذلك؟!
هل نعود الى التجريب وننسف كل ما يقوم به الكادر الحالي وأي فائدة في ذلك؟!
هل تُستأنف مسابقة الدوري في التاسع من كانون الأول الحالي حسب ما أعلن؟!
أم هل تؤجل من جديد؟!
ماذا عن مسابقة الكأس؟!
هل زرعت البذرة الشتوية في ملاعبنا؟!
ماذا عن أجهزة التواصل بين الحكام ومعضلة استقدامها؟!
أين نحن من كرة القدم؟ّ!
وكل كأس عالم وأنتم بخير