ملحم الحكيم:
اللجان الفنية للملاكمة عقدت مؤتمراتها فمرت كغيرها من المؤتمرات وسيناريو مكرر للسنوات السابقة بيد أن للملاكمة الحلبية واقع مغاير ومؤتمر فني طال فيه النقاش وربما الجدال والتعصب والتعصيب للأندية، ولكن ذلك لا يستطيع أن يقلل من شدة القبضة الحلبية، كيف لا وهي التي خرجت أبطالا كبار أمثال غياث طيفور وعدنان قدور والشيخان ياسر القدور والبرادعي والعشرة والنكرش والعجم والمحمد والهلال وغيرهم الكثير من الابطال، كيف لا وهي التي رفدت المنتخب الوطني بأفضل الخامات والأبطال .
الروح الرياضية أولا
الملاكمة الحلبية لم تسجل يوما على حلقات الجمهورية استعصاء أو تكسير أو شتم لأحد، ليس لأن مشاركاتها هامشية أو للمشاركة فقط بل ما تغيبت يوما عن مشاركة مركزية وما من مشاركة إلا ووصل معظم أبطالها للأدوار النهائية بفنيات عالية ولياقة كبيرة فكانوا على الدوام محط اعجاب الجميع ومغزى القول إن حلب حسب قول كوادر ملاكمتنا تدرب اللاعب اولا على الروح الرياضية وعدم الإساءة بالقول أو بالفعل وهذه حقيقة تتبعها الكوادر الحلبية فما من بطولة مركزية التواجد ثلاثة حكام من حلب وأكثر من أربعة مدربين وجميعهم يلتزمون كما الملاكم الحلبي محمد مليس بقرار الحكام وضميرهم فيعطون بذلك نموذجا حيا عن الروح الرياضية للاعبيهم، الذين كما غيرهم قد يطالهم خطأ تحكيمي هنا او ظلم هناك.
لا مكان للزعل
اذا الهدوء سمات الملاكمة الحلبية على الحلقات أما في مؤتمر ملاكمة المحافظة الحلبية فقد علت الاصوات وربما وصلت حد المشاحنات، إلا أن رئيس الجنة الفنية عبد القادر شيخ العشرة استوعب الجميع وناقش الجميع وكان نقطة التقاء جميع الأطراف قناعته في ذلك أن الأصوات أن علت احيانا ليست نظير شؤم أو زعل، بل دليل تنافس وغيرة وهذه عوامل لا بد من توفرها لتطوير الملاكمة ففي حلب تنتشر الملاكمة بشكل واسع أفقيا فتطال جميع الأندية بما فيها الحرفين والطلبة والسكك الحديدة والعمال والشرطة والحرية والاتحاد وغيرها من الأندية الرياضة إضافة إلى الأندية الرياضية التخصصية وهذا أمر يدفع بالكثير للبحث عن موقعه في ملاكمة المحافظة وهذا حق للجميع ولأنني واللجنة التنفيذية نعلم حقيقة دوافع مطالبات أعضاء المؤتمر وكوادر اللعبة تمكنا من استيعاب الجميع وتحويل جلسة المؤتمر إلى جلسة ابتسامة وتفاؤل بواقع أفضل قادم للملاكمة التي كانت المصارحة والشفافية العنوان الأبرز لمؤتمر ملاكمة حلب الذي تميز بحوار ونقاش موضوعي بناء جدي حتى لو علا الصوت أو حمل في مباراته بعض الاتهامات، فبحضور مشرف المؤتمر عبد الله اسكندراني رئيس مكتب ألعاب القوة وعبد القادر شيخ العشرة رئيس اللجنة الفنية للملاكمة بحلب ومحمود نكرش عضو الاتحاد السوري للملاكمة وعبدالحميد محمد امين سر اللجنة الفنية وعبدالله برادعي عضو لجنة مدربين عليا وصلاح نكرش عضو لجنة الحكام
ورشة عمل
تحولت الاصوات لتمثل نقاشا جاد وورشة عمل حقيقية حول العمل الجماعي والمؤسساتي والابتعاد عن المصالح الشخصية والعمل والاجتهاد لصالح اللعبة وعودة ملاكمة حلب لسابق عهدها، ليعد عبد لله اسكندراني عضو اللجنة التنفيذية بحلب وهو بطل العاب القوى بتوفير مزيدا من الدعم في مجال التجهيزات الخاصة بالملاكمة والملاكمين ودعم المدربين بالمكافآت وافتتاح مراكز تدريبية جديدة للملاكمة في الأندية الحلبية ومركز الإتحاد الرياضي ما من شأنه حسب تعبير شيخ العشرة إفساح المجال أمام جميع الكوادر الحلبية للعمل فهذا من حقها، فحسب تعبير اللجنة الفنية ملاكها خمسة فيما تمتلك أنديتنا الحلبية كوادر كفؤ تتجاوز في كل ناد أو بيت رياضي خاص عدد أعضاء اللجنة ناهيك عن الحكام وخبرات اللعبة التي لا بد من تفعيلها جميعا في ميادين العمل والإنتاج الرياضي وهو أفضل مكان تثبت فيه كوادر اللعبة احقيتها بتسلم زمام أمور اللعبة وقيادتها نحو ألق وتألق قادم القبضات.
بطل لم يتوج
وخير دليل على أهمية القبضات الحلبية والتزامها البطل محمد مليس الذي وعد فوفى بوعده، حين احترف الملاكمة في الامارات سعيا لتأمين المستقبل لكنه قال: أنا رهن المنتخب الوطني ، وأوفى بعهده فكان مع المنتخب الوطني في دورة المتوسط ليقدم أفضل ما لديه، والتحق مؤخرا بتحضيرات المنتخب لبطولة آسيا بالأردن وشارك بكل قوته في منافساتها أمام بطل طاجكستان العملاق ومرة أخرى يتعرض للظلم التحكيمي فيخسر النزال تاركا ألف إشارة تعجب واستفهام عن واقع تحكيمي مرير في عالم الملاكمة، ففي نزال البطل محمد مليس كان صوت الجمهور، من جميع الدول المشاركة ، موحدا سورية.. سورية ، في إشارة إلى أفضلية المليس على الحلقة التي لا شك بأنه كان سيد اللقاء والتصوير المسجل يثبت ذلك رغم أن النتيجة ذهبت الى غيره، فتقبل النتيجة بكل روح رياضية عالية، واكتفى بالقول، فظهر أمام الجميع بطل مرتين على التوالي أولها فنيا حين تميز وقدم مباراة جميلة، وثانيها حين أظهر روحا رياضية رفيعة وتقبل ظلم تحكيمي جائر بكل معنى الكلمة.