زياد الشعابين:
بعد غياب لسنوات امتد لعشر سنوات وأكثر يحاول الجودو الحلبي العودة مجدداً من خلال تثبيت أركانه وحضوره على خارطة اللعبة وفق الرؤية التي انتهجتها اللجنة الفنية بالمحافظة منذ خمس سنوات ونجحت الى حد ما، في ظلّ إهمال الأندية للألعاب غير كرة القدم والسلة التي تستحوذ على كل دعم واهتمام حيث بدأت اللجنة الفنية بالاعتماد على تأسيس القواعد وتمكينها لتكون الحامل القويّ لبناء اللعبة من جديد من خلال نادي أهلي حلب (واللعبة موجودة في نادي الحرية ونادي السكك الحديدية لكنها لم تجد الدعم المطلوب) الوحيد على الساحة الحلبية الذي يدعم ويهتمّ باللعبة بصورة جيدة، حيث استطاع تحقيق نتائج من خلال البراعم الذين حققوا المركز الأول على مستوى المحافظة (مع المطالبة والمناشدة للأندية الأخرى أن تلتفت للعبة).
وبالرجوع لعودة اللعبة لساحة المنافسة كما كانت في الماضي، فقد حقق فريق حلب للرجال المركز الثاني في بطولة الجمهورية الأخيرة، وهذا دليل على أن هناك من يعمل بجد ومحبة رغم الظروف التي تعاني منها اللعبة وهو دليل على تعافيها وتطورها وكذلك فعل فريق الشباب ليثبت أن لعبة الجودو بحلب عائدة بقوة.
معاناة
على الرغم من توفر الخامات والمواهب القادرة على تحقيق النتائج المميزة على المستوى المركزي والصعود على منصة التتويج إفرادياً وجماعياً على مستوى الترتيب العام ورفد المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات لكنها تعاني من قلة أو عدم توفر الدعم اللازم والكافي وهو دعم النادي الذي يعتبر العصب الأساسي للتطور والارتقاء( والتهميش الذي تعاني منه ألعاب القوة والفردية في الأندية) ، ومن أبسط أنواع الدعم الذي لا تستطيع اللجان الفنية توفيره مثل التجهيزات الأساسية من بدلات التدريب والأحزمة وحتى تعويضات المواصلات، وغياب التحفيز من قبل اللجنة التنفيذية بتأمين المباريات واللقاءات الودية والمعسكرات الاحتكاكية الداخلية مع منتخبات المحافظات الأخرى لكسر الروتين اليومي وتشجيع اللاعبين.
وبالنسبة للمعاناة الأخرى هو واقع الكهرباء الذي يفرض نفسه ليكمل المعاناة عندما ينقطع التيار في صالة البطولات ضمن المدينة الرياضية في ذروة الأوقات التي يحتاج فيها اللاعبون للانتظام بنشاطهم التدريبي.
ومن معاناة الجودو في حلب ضيق قاعدة ممارسة اللعبة وانحسارها على صعيد الفئات الأنثوية بصفة عامة كواقع ضمن المجتمع الشرقي وعاداته وتقاليده، وتحديداً بالنسبة لأعمار فئة الناشئات ولحل المعضلة أعدت فنية اللعبة في حلب خطة للمعالجة من خلال افتتاح مراكز لاستقطاب العنصر الأنثوي لممارسة اللعبة وتوسيع القاعدة والمنافسة في البطولات.