ملحم الحكيم:
هل نجحت بطولة الجمهورية لأشبال الملاكمة تساؤل طرحته كوادر اللعبة، وحسب تعبيرهم أجل نجحت بطولة الجمهورية بكل المقاييس والوقائع تثبت وتحمل الدليل
وأولها حسب تعبيرهم الاعتراضات الكثيرة والتي تثبت جدية التعامل مع المباريات وأخذ نتيجتها بعين الاعتبار كنتيجة مؤثرة وذات قيمة وإن هذه الفئة كغيرها من الفئات العمرية « الشباب والرجال»من حيث حقيقة المنافسة وأهمية النتيجة، هذه ناحية أما الأخرى فتتجلى في الاعتراضات التي ظهرت على حلقة الملاكمة وهي اعتراض المدنيين» الجمهور أو مرافقي اللاعب وذويهم» وهي ظاهرة جديدة لها وجهان أولهما خطير جدا يؤشر إلى ضياع هيبة اتحاد اللعبة وطاقم تحكيمه والتطاول عليه من قبل من لا يعرف ألف باء اللعبة، أما الوجه الثاني فهو مؤشر يثبت متابعة أهل اللاعب لتدريبات أبنائهم ومدى تطور مستواه ومرافقته إلى ميدان البطولة وملاحظة مستواه على الحلقة وطموحهم بتتويجه واحتلاله للمركز الأول وفي هذا تحديدا يتجلى دعم المجتمع المدني و الأهلي للعبة ما يدلل على انتشار واسع ينتظر الملاكمة بدعم الأهل انفسهم.
إنجاز تحكيمي
ولأن الاعتراضات تناولت التحكيم، فأبسط ما يقال :» إن التحكيم وحكامه ولجنتهم نجحوا في بطولة الجمهورية فإن يحكم ١٢ حكما ١٣٢ مباراة على مدار أربعة أيام وسط خصوصية اللعبة التي يحكم مباراتها خمسة قضاة وحكم حلقة يجب أن يتوفر فيهم عنصر الحياد» أي لا يكون الحكم من نادي أو محافظة أحد المتنافسين» هو بحد ذاته إنجاز , وهذه ناحية أما الأخرى فرغم كثرة الاعتراضات يمكن القول: إن كل ذي حق أخذ حقه ولم يتعامل الحكام بردات الفعل أو التحامل على من أساء لهم بالقول أو بالفعل، فمن يستحق الفوز قد فاز والمباريات التي شهدت الاعتراض إنما لتقارب بالمستوى والأداء، والأهم فكان بتنفيذ القرار فالاعتراضات على كثرتها وشدتها والتدخلات فيها لم تغير أي من قرارات الحكام ولم تقلب نتيجة أو تغيرها ليصبح الخاسر فائزاً أو العكس كما كان يعتقد البعض وهذا يختصر الحديث،الى أن عدالة التحكيم موجودة ومن المستحيل أن يتعاطف أو يتحمل خمسة حكام على لاعب لا يعرفون اسمه ويرونه لأول مرة على الحلقة.
تنظيميا تألق مشرفا البطولة عضو الاتحاد محمد غصون وأحمد وتار ومعهم رئيس لجنة الحكام حسان بريز بقيادة البطولة وضبط النفس واستيعاب الاعتراض المعترضين وصولا بالبطولة إلى خواتمها وإسدال الستار على فعالياتها بتتويج لائق للأبطال حرص خلاله البطل محمد غصون على إشراك جميع كوادر اللعبة ومدربين اللاعبين وذويهم بعملية التتويج الذي تغيب عنه كما باقي أدوار البطولة أعضاء المكتب التنفيذي رغم قرب مكان البطولة منهم، معلنين بذلك عن وصول بطولتهم إلى غايتها باختيار الأفضل والتميز للمنتخب الوطني لهذه الفئة في وقت كان قد راهن البعض على أن البطولة ستفشل قبل أن تصل إلى نهايتها وتتويج أبطالها.
البطولة إذا توجت أبطالها وهذا هو الدليل الأكبر على نجاح البطولة فحسب تعبير كوادر اللعبة وبطلها وحكمها الدولي عبد القادر شيخ العشرة:» أبطال البطولة ليسوا مجرد رقما للمركز الأول أو الثاني بل ظهر لاعبوا هذه الفئة اشبالا بكل معنى الكلمة فتميزوا بالشجاعة وحضور القلب وقدموا على الحلقة مستويات فنية جميلة وأداء عاليا «تكنيك وتكتيك» فرغم صغر سنهم بدوا على الحلقة ملاكمين حقيقيين وهذا ما يثبت دون أدنى شك حسن تعامل المدربين في كافة المحافظات بتدريب هذه الفئة وتأهيلها للمنافسة على الحلقات الرسمية، والملفت للنظر بحسب شيخ العشرة وصول أبطال معظم المحافظات إلى الدور النهائي ما يشير بشكل واضح على انتشار واسع للعبة فإن يشارك ١٤٦ لاعبا مثلوا ١٢ محافظة إضافة إلى ٣ هيئات هي سابقة للعبة تثبت الانتشار الأفقي للعبة التي جمعت بطولة أشبالها ما بين العدد الكبير والأداء المقنع ما يعني أن الأشبال مستقبل الملاكمة القادم هذا في حال تم دعم هذه الفئة بمعسكر تدريبي لجميع الابطال والمتميزين أو بإقامة تجمعات منتخب وطني لهم في المحافظات الفاعلة التي أشارت إليها بطولة الجمهورية بشكل واضح وصريح.
اللاذقية أنموذجاً
اللاذقية تصدرت البطولة بفارق كبير عن صاحب المركز الثاني فاستحقت المركز الأول حسب الحكم الدولي عبد القادر الذي وجد باللاذقية أنموذجا يحتذى لتطوير الملاكمة حيث نسب فوز اللاذقية بالمركز الأول إلى أسباب لا بد أن تعم مجمل المحافظات وأول هذه الأسباب» التوافق بين أعضاء اللجنة الفنية برئاسة الدكتور سام عبيدة الذي وقف على مسافة واحدة من الجميع موحدا قرار الكوادر بأن بطولة المحافظة هي المقياس لاختيار الأفضل بعيدا عن اسمه أو اسم ناديه وثاني الأسباب دعم اللجنة التنفيذية باللاذقية لهذه اللعبة وهذه الفئة من خلال اكتشاف الخامات الصغيرة وإقامة لقاءات دورية ودية مع محافظات عدة لصقل اللاعبين بعلم وإشراف اللجنة التنفيذية وحضور اللجنة الفنية بكامل أعضاءها، أما ثالث الأسباب فانتشار البيوتات والأندية الخاصة بالملاكمة في محافظة اللاذقية مما أوجد عامل المنافسة بين الأندية ومدربيها وهذا ما تجلى في بطولة الاشبال التي كان يرافق كل لاعب مدرب مغاير تحت راية منتخب اللاذقية وهي حالة إيجابية تضمن انتشار اللعبة في جميع أنحاء المحافظة حسب انتشار هذه الأندية وهو ما يجب أن يعمم على جميع المحافظات لضمان حسن دعم الملاكمة التي اغفلتها الأندية الكبيرة فكانت هذه البيوتات خير بديل باستقطاب اللاعبين وصقلهم وصولا إلى البطولات المركزية ومنها إلى البطولات الخارجية ومنصات تتويجها.
لجنة تحقيق
وفي سياق متصل تتجه نية رئيس اتحاد الملاكمة كامل شبيب للطلب من المكتب المختص تشكيل لجنة للتحقيق بملابسات الاعتراضات التي شهدتها النزالات والتي كشفت بجانب منها حجم الهوة بين أعضاء الاتحاد لجهة تغليب المصالح الضيقة على مصلحة اللعبة .