بعد استقالتين باتحاد السلة…. القيادة الرياضية أمام اختبار جديد لبيان قدرتها على محاربة الفساد والمفسدين

متابعة- مهند الحسني:
لم تمر السلة السورية في حالة من عدم الاستقرار بكافة أشكاله كالتي تشهدها هذه الآونة، فرئيس الاتحاد مدّعي الاستقالة وأمين سره مبتعد ولا أحد يدفع فاتورة هذا التخبط سوى سلتنا الوطنية.


استقالة وتراخي

أصبحت لدي قناعة شبه تامة أن حماس مكتبنا التنفيذي لإصلاح السلبيات في اتحاد السلة الحالي يشبه إلى حد بعيد مسألة تناول بعض الأشخاص للمنشطات، والمشكلة هنا ليست بتناول المنشطات بل بالأثر الذي تتركه، فالحركة و الحيوية التي تدب في شخص بعد تناولها سرعان ما تبدأ بالزوال إذا لم تتابع بواحدة أخرى، وهكذا و بكل صراحة هو حماس مكتبنا التنفيذي لموضوع استقالة رئيس اتحاد كرة السلة يبدي اهتماماً كلامياً كبيراً و تصميماً على معالجتها لكنه فاجأ الجميع بعدما وضعها في زاوية مهملة من دون توضيح الأسباب، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نغمة المساءلات والاستفسارات وبدأ مسلسل التكهنات وبث الاشاعات من هنا وهناك، وخاصة أن جميع الآراء تصب في نقطة واحدة وهي قبول استقالة رئيس اتحاد فتحت له خزائن الإنس والجن وعلى مبدأ اطلب وتمنى، ووفرت له القيادة الرياضية كل متطلباته باستثناء لبن العصفور ومن دون حسيب أو رقيب أو مساءلة ومحاسبة بشرط أن يكون الحصاد مثمراً وموازياً لحجم العطاء المقدم من القيادة الرياضية، لكن الحصاد كان علقماً ومراً.
وبدلا من الإسراع إلى فتح ملفات هذا الاتحاد ومساءلة رئيسه عن أسباب الخسارات التي منيت بها السلة السورية في عهده، وأين صرفت الملايين ذهب المكتب التنفيذي بنا إلى عالم آخر من الخيال بعدما قرر التريث بموضوع الاستقالة، وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن الإخفاقات لم تكن لمنتخب الوطن، والأموال التي تم هدرها ليست أموال هذا البلد المعطاء.
و هنا نسأل ما المنشطات التي يريدها المكتب التنفيذي ليستمر حماسه و نشاطه تجاه البت في هذه الاستقالة.
جعجعة الإصلاح وطحين الواقع

قرارات متتابعة صدرت في الفترة الماضية عن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام تضمنت حل لجان تنفيذية واتحادات وإعادة تشكيل أو تكليف مؤقت لبدلاء، ظاهر هذه القرارات إصلاح حال الرياضة لكن جوهرها غير واضح.
فبعض التنفيذيات التي طالها التعديل كانت موضع رضا و صاحبة انجازات مرضية و حققت رياضتها نتائج مرضية ورفدت المنتخبات الوطنية بعدد كبير من اللاعبين على عكس تنفيذيات أخرى راكدة متراجعة غير ملبية شهدت أنديتها مهازل رياضية لم يطلها التغيير و إن كان التبرير أن التغيير سيطالها مستقبلاً، فالسؤال لماذا لم يبدأ المكتب التنفيذي بالأكثر إلحاحاً و ضرورة للتقييم و التغيير.
أما على صعيد الاتحادات فكان واضحاً أن اتحادات مهملة متراجعة غير مواكبة لأبسط احتياجات اللعبة لا زالت تتمتع بالحصانة فيما طال التغيير اتحادات على خلفية مواقف شخصية متعلقة بخطة إعداد أو اختيار مدرب للاعب هنا أو هناك.
و يبقى السؤال الأهم هل ستكون جميع التنفيذيات و الاتحادات في ميزان واحد أم أن العلاقات الشخصية و الصداقات و تسديد الفواتير الانتخابية ستتحكم بمن يستمر أو يرحل.
نتفق جميعا أن الرياضة السورية متراجعة متدهورة لا تقوى على إيقاف عجلة الرجوع إلى الخلف و بأن كم الإحباط الذي يعيشه الشارع الرياضي وصل لأعلى مستوياته بعد نتائجنا بالسلة والقدم.
و لكن ما لا نجد له تفسيراً هو الطريقة الصبيانية في اتخاذ بعض القرارات فما كان مسموحاً لفلان يمنع عن آخر، و ما كان ممكناً هنا يصبح مستحيلاً هناك، و بعض مفاصل العمل في قيادة الرياضة نهشها الصدأ و لم يعد ينفع معها لا زيت الخبرة و لا حف المسؤولية و بات استئصالها واجباً و استبدالها بعناصر متفتحة لديها الرغبة و القناعة في انتشال الرياضة من مستنقعها المرير بدلاً من التفكير في إزاحة من عارضهم و إقالة من لم يوافق هواهم أو البحث عن منفعة من هنا أو سفر من هناك أو وليمة كريمة أو مصلحة شخصية، فما لمسناه في الفترة الماضية تصاعد الشق الشخصي على حسب المصلحة العامة و اذا كانت الاتحادات الرياضية في غالبيتها غير مرضية و متراجعة فإن المستغرب أن تطال قرارات الحل و الإقالة و الإعفاء اتحادات تعاني من صداع رياضي و الحفاظ على اتحادات نهشها الأمراض المزمنة المتفاقمة بلا شفاء أو علاج ومازالت تغنج بكل ما أنواع الدلال (عجبي).
برسم المكتب التنفيذي

لا تقلوا لي بأنكم تريدون أن تبنون رياضة قوية ومتطورة بالشعارات وكلام التنظير ، أنتم إذاً تصنعون مسرحية عبثية لن تنتهي أبداً ، و إذا انتهت فلن تنتهي إلا كما بدأت بعبثية، و لا تقلوا لي بأنكم تريدون أن تنشؤون اتحادات قوية بالانتخابات والمصالح الشخصية، أنتم بهذا تسكبون الماء في دلو مثقوب، لأننا وبكل صراحة بحاجة إلى هوية جديدة تُطلقنا نحو المستقبل المشرق، و هذا يحتاج إلى مناخ رياضي جديد و حر خال من المتنفذين وأصحاب الرؤية الضيقة.
أيها السادة رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الرياضي العام: ندرك مدى حرصكم على بقاء الرياضة السورية في مرحلة متقدمة، ونعرف بأنكم تسعون بكل ما لديكم من طاقات في سبيل الوصول لهذا الهدف، ونعرف أيضا بأنكم لن تتوانون يوما في اجتثاث أي حالة فساد قد تعكر صفو رياضتنا، وأملنا كبير بحكمتكم في اتخاذ القرار المناسب وإبعاد كل من أساء للسلة السورية بغض النظر عن هويته، ونريد أن نذكركم بالحكمة التي زرعها بنا أجدانا بأن الساكت عن الحق؟؟؟؟؟، واللبيب من الإشارة يفهم.

المزيد..
آخر الأخبار