منتخب شباب السلّة في نهائيات آسيا «جعجعةٌ بلا طحين»

مهند الحسني :
ليست هي المرة الأولى التي تشارك فيها منتخباتنا الوطنية في بطولات آسيا للفئات العمرية، وليست هي المرة الأولى التي لم تحقق فيها منتخباتنا نتائج جيدة ، وليست هي المرة الأولى التي لا نتأهل فيها للأدوار المتقدمة، لكنها هي المرة الأولى التي يمنى فيها منتخبنا بثلاث خسارات علقمية ومؤلمة كانت كافية لوضعه في المركز الأخير ضمن مجموعته، ولن نتوقف عند الخسارات الرقمية التي أذهلتنا وتركت الكثير من التساؤلات، وإنما سنتوقف عند الأداء الذي ظهر عليه المنتخب في تلك البطولة، والذي أثار استغراب الشارع الرياضي لأن تصريحات بعض المنظرين التي سبقت مشاركات منتخباتنا الوطنية في عهدهم على أبواب كأس العالم وشطحت بنا الأحلام برؤية منتخبنا معتلياً منصات التتويج عن جدارة واستحقاق وفي جعبته إحدى بطاقتي التأهل للنهائيات العالمية، واتسعت فسحة تفاؤلنا بعد تأكيدات الجهاز الفني للمنتخب الحالي بأننا سنلعب كرة سلة عصرية متطورة، لكن تفاؤلنا هذا لم يدم طويلاً بعد الأداء العقيم والصورة الباهتة التي ظهر عليها في لقاءاته بالبطولة فردياً وجماعياً.
حقيقة
صدقت توقعات الخبراء والمتابعين عن نتائج منتخب الشباب في مشاركته الأخيرة في بطولة أمم آسيا، وعلى خلاف الأحوال المضطربة للمنتخبات في أيام الاتحاد السابق عندما كان الأداء و النتائج حبة فوق وحبة تحت، فإن هذا المنتخب نجح في تحقيق أداء ثابت على مستوى تكرار الهزائم، وفشله في تحقيق أي فوز يحفظ ماء وجهنا، فحصل وبكل جدارة على لقب حصالة المجموعة.
المؤشرات كانت واضحة بأن الفشل سيكون رفيقاً لهذا المنتخب منذ بداية تشكيله، فاللاعبون لم يتوفر لهم العدد اللازم من المباريات الاستعدادية القوية، والدوري سلق بطريقة التجمعات وكأنه كان يشكل عبئاً على اتحاد اللعبة، الإعداد فترته كانت قصيرة.
فوق هذا وذاك سافر المنتخب إلى البطولة دون مباريات ودية مناسبة توازي قوة المنتخبات المشاركة التي تحضرت بشكل جيد، واكتفى بمباراة واحدة بلا فائدة لا يمكن أن تسمن أو تغني بشيء جديد حقيقية لأنها كانت مع فرق ضعيفة وغير مستعدة للقاء المنتخب، فجاء التحضير على عجل وسط فوضى غريبة و تساؤلات عن سبب تأخير تشكيل المنتخب، وزاد الطين بلة سفر المنتخب إلى إيران بطريقة صعبة تسببت في إلحاق التعب والإرهاق بلاعبينا الذين وصلوا قبل ساعات قليلة من لقاء منتخب الفيلبين الافتتاحي فكانت الخسارة الأقسى بفارق 64 نقطة.

طموح
أن أقصى طموحاتنا اليوم أن نحافظ على مراكزنا المتراجعة التي باتت حلماً لنا في ظل الخطط الإستراتيجية للاتحاد الحالي التي وصلت بِنَا إلى انجاز سيسجل في لوحة التميز للاتحاد عندما خسر منتخب الشباب أمام منتخب الفيلبين في سابقة لا تحمل سجلات مشاركاتنا مثيلاً لها، أما النتائج الرقمية فذكرتنا بأيام عز منتخباتنا السلوية عندما كانت تمطر سلات منتخبات آسيا وغربها وشرقها وتحقق فروقات كبيرة عليها، لنشهد اليوم وبفضل التخطيط المتقن للاتحاد الحالي ورؤيته بعيدة المدى في إعداد المنتخبات، تحول منتخبنا من بطل إلى كومبارس، ومن منتخب كان يحسب له ألف حساب إلى فريق تتنافس باقي المنتخبات لتسجيل أرقام قياسية بالثلاثيلات والفوارق الرقمية العالية.
قيل الكثير حول كفاءة الجهاز الفني للمنتخب وعملية انتقاء اللاعبين وبأنه كان في الإمكان أحسن مما كان، لكن الأكيد هو أن مستوى الإعداد ومدته وواقع دوري الشباب لا يؤسس لحالة مثالية تفرز أفضل المدربين واللاعبين، وأي تقييم لن يكون عادلاً ما دام الاتحاد عاجزاً عن إدارة مسابقة مفيدة وتوفير ظروف إعداد سليمة لأسهل منتخباته.
خلاصة
سلتنا إذا كان هذا المنتخب مستقبلها فلن نبوح بسر إذا قلنا أنها ليست بخير وبأن القادم سيجبرنا على الترحم على ما مضى.
ما نؤكد عليه ضرورة تحرك القائمين والغيورين على اللعبة من قبل القيادة الرياضية ومساءلة القائمين على الاتحاد وبيان أسباب هذه الانتكاسات المريرة في ظل الدعم اللامحدود له، فهل سنرى هذا التحرك وتشكيل لجنة تقصي الأسباب، أم أن الحال سيبقى مستمر دون محاسبة أو مساءلة، وحينها لا يسعنا إلا أن نطبق المثل الشعبي القائل( فالج لا تعالج).
لغة الأرقام
خسر منتخبنا مباراته الافتتاحية أمام الفيلبين 46-112، وأمام الصين تايبه 60-81، وأمام قطر 66-83.

المزيد..
آخر الأخبار